الأسد وخطابه العروبي

أخطاء تاريخية بالجملة على لسان رأس النظام





في خطاب لبشار الأسد خلال الاجتماع الدوري لوزارة الأوقاف بعام 2020 واللي صار في جامع العثمان بدمشق تمحور بشكل أساسي على التأكيد على عروبة سوريا، تضمن أخطاء تاريخية كبيرة، وهو حاول من خلال كلمتو يستعطف الأغلبية السنية باللعب على الوتر الديني ومحاولة دمج الدين الإسلامي بالقومية العربية واختار أنو تكون هي الكلمة ضمن مجلس ديني وبجامع!.

بجملة غريبة وغير مفهومة قال: "لا نستطيع فصل الحديث عن عروبة الرسول عن الحديث عن عروبة القرآن عن الحديث عن عروبة سوريا لأن المستهدف من كل هذه الطروحات هو شيء واحد هي فكرة االعروبة!" كانت هي الجملة البداية للهجوم على سوريّة سوريا بالخلط بين عروبة الرسول محمد والقرآن وسوريا! خلط غريب غير مفهوم يعني كأنو عبيثبت عروبة سوريا بعروبة القرآن والرسول!.

الحديث بلش بهي الطريقة لاستعطاف المتدينين واعتبر بكلامو أنو العروبة هي عنصر جامع وأنو البديل هو عنصر مفرق!

السؤال يا سيد الرئيس..

هل القومية السورية والانتماء لسوريا هو عنصر مفرق للسوريين أم العروبة اللي اثبتتها بعروبة الرسول والقرآن عامل جامع وموحد للسوريين بمختلف انتمائاتهن الدينية والعرقية ؟

أضاف بشار بكلامو :" هناك ثلاث مواضيع خطيرة جداً الأولى التشكيك بعروبة سوريا وبلاد الشام وباقي العالم العربي بشكل عام، الثاني يشكك بعروبة القرآن من خلال القول بأن القرآن كتاب سرياني، والثالث يشكك بعروبة الرسول من خلال القول بأن الرسول مستعرب وليس عربي وأن الهدف من هذه الطروحات الوصول إلى عدة أهداف الأول هو ضرب العروبة والاسلام وتهدف لخلق التناقضات وهي متداولة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي وللأسف هناك من يقبلها ويسوقها عن قناعة السذج وفي بعض الحالات بسوء نية".

الملاحظ طول كلامو هو محاولة ذكر كلمة العروبة مع كلمة الاسلام وهاد الأسلوب اللي بلش فيه ببداية كلامو واستمر حتى نهايتو، بس الشي اللي ما قدرنا نفهمو شو بيقصد بخلق التناقضات ؟ وليش كان كتير مصر أنو اللي بهاجمو العروبة هنن بكونو عبهاجمو الدين، وليش مُصر أنو هدف القومية السورية حتى لو ما أشار الها بشكل مباشر هو محاربة الاسلام؟

كمل كلامو وبلش بالنقطة الأولى واللي كانت حول سوريا وقال: "إن سوريا هي بلد كانت قبل الاسلام مسيحي يتحدث السريانية ويكتب بالسريانية وأتت الغزوات من الجنوب غزوات اسلامية عربية وأتت اللغة العربية وألغت السريانية والحقيقة الرد على هذا الكلام بسيط جداً وسهل جداً لأن الحقائق التاريخية تنسفه فهم خلطوا بين ثلاث أشياء ليست مرتبطة بالزمن مع بعضها البعض العرب كعرق واللغة العربية كلغة والاسلام كدين".

هون وجب الرد على أنو نحن ما منتدعي أنو اللغة العربية ألغت السريانية، نحن منقول وذكرنا أكتر من مرة أنو اللغة السريانية ضلت مستعملة عند غالبية السوريين حتى أواخر العصر العباسي وبالنسبة للخلط اللي اتهمنا فيه فالكلام مردود عليه فما حدا خلط بين الدين والعرق واللغة أكتر منو طول كلامو، فنحن ممكن نكون مسلمين ملتزمين بدون ما نكون عرب والشغلة ما بدها كل هاد.

استمر بكلامو وقال: "العرب متواجدين في هذه المنطقة في بلاد الشام 10 قرون قبل الميلاد وأقول 10 قرون لأنه أول مرة ذكر فيها العربي في المخطوطات الآشورية في عام 950 قبل الميلاد".

الرد على هاد الكلام كالتالي أول ذكر للعرب في مدونة آشورية مسمارية وبشكل أدق كان عام 853 قبل الميلاد يعني بالقرن التاسع قبل الميلاد وكلمة عرابو كانت بتعني البدوي يعني اللي بعيش حياة البداوة، وما كانت مخصوصة بالعرب الحاليين فالتسمية كانت كمان للآراميين البدو اللي سكنو البادية، وذكر العرب بالمدونة مو دليل على تواجد العرب في بلاد الشام واللي بحب يقرأ تفاصيل أكتر بالموضوع في مقال مستقل  مع المصادر بعنوان "العرب تسمية للبدو".

وبخصوص هجرة العرب والتواجد العربي في بلاد الشام قبل الميلاد إن كان موجود فكان بأعداد قليلة كتير ما بتقدر تغير التركيب الديمغرافي للسوريين الآراميين وفي مقال بهاد الخصوص مع المصادر بعنوان: "متى استوطن العرب في سوريا؟"




وكمل كلامو وقال: "القبائل العربية أتت تدمر بالألف قبل الميلاد، والعرب في ذلك الوقت كانوا عرب يتحدثون باللغة الآرامية لأنها كانت اللغة السائدة اللغة العالمية في تلك المنطقة، ونفس الشيء في تدمر كان لديهم لغة قريبة من الآرامية وكتابة قريبة من الآرامية ولكنهم كانوا عرب" 

الرد: ما في أي شي بثبت وجود العرب بالألف قبل الميلاد وأول ذكر للعرب في تدمر كان بنصوص تاريخية عن معركة رافيا اللي صارت عام 217 قبل الميلاد، والعرب ما كانو هنن التدمريين بل كانو جزء من مكونات تدمر والتدمريين وما كانو بأي وقت مشكلين أغلبية من الناحية العرقية أما ثقافياً فكانو تدمريين آراميين بكل التفاصيل الثقافية واللغوية وفي مقال مع مصادر عن الموضوع بعنوان "تدمر أعظم امبراطورية سورية".

"الأنباط أتوا بضعة قرون قبل الميلاد وهي قبائل عربية سكنوا جنوب بلاد الشام وكانوا يتحدثون العربية وعرقهم عربي ولكنهم يكتبون بالآرامية".

الرد هون هو أنو الأنباط آراميين مو عرب وكانو ثقافياً آراميين بشكل كامل وما في أي دليل أنهن كانو يحكو عربي ومقال كامل مع المصادر بهاد المقال: "الأنباط آراميون سوريون".

ضمن كلامو رجع ذكر الجملة " العرق شيء والدين شيء واللغة شيء آخر ومختلف لا يمكن الربط بينهما" وهاد الشي منتفق معو مية بالمية فما في داعي أي حدا بيحكي شي عن العروبة يكون عبهاجم اللغة العربية أو عبقلل من قيمتها ولا عبهاجم الدين الإسلامي!.

كلامو استمر وحكى عن اللغة السريانية وذكر شوية اخطاء وحاول تصوير أنو السوريين السريان الناطقين بالسريانية كانو عرب! وهاد شي سخيف لأبعد الحدود والسؤال فين الآراميين وفين السريان حطو لغتهن واختفو؟ وعن الحديث عن عروبة الرسول فنحن كعلمانيين منفضل ما نناقش المواضيع الدينية وخصوصاً أنو عروبة الرسول من عدمها ما بتأثر على سوريا وحقيقة سوريا السورية.

بهاد الخطاب تجسدت العنصرية العربية من جديد العنصرية القائمة على الغاء كل شي غير عربي حتى لو كان هو هوية سورية  والسوريين الحقيقية، والهدف استغلال العاطفة الدينية عند الأغلبية السورية السنية بحديث دمج فيه الدين بالعرق والهوية رغم أنو هو ناقض حالو واتهم محاربين العروبة بالدمج، وطبيعي من شخص وصل للحكم بالوراثة من انقلابي يكون ما يفهم شي عن سوريا وتاريخها وخصوصا أنو وصول هي العيلة للحكم كان من بوابة حزب البعث العروبي.

سوريا للسوريين .. سوريا لكل السوريين
 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title