حماة أشرس ممالك سوريا القديمة
حماة أصل تسميتها آرامي وتعني الحصن.. ذكرتها التوراة على أنها من أجمل أماكن سوريا
حماة مدينة وسط الجمهورية السورية الحالية على نهر العاصي ورابع أكبر مدنها.
حماة هي من أقدم مدن سوريا والعالم، كانت مستوطنة حماة القديمة مأهولة من أوائل العصر الحجري الحديث وحتى العصر الحديدي، ويمكن تكون معاصرة لأوغاريت الفينيقية (6000-5000 قبل الميلاد).
أقدم اكتشاف بالمدينة كان لبقايا من العصر الحجري النحاسي على الجبل اللي كانت عليه القلعة القديمة وتم الاكتشاف من قبل علماء آثار دنماركيين تحت إشراف العالم هارالد إنغولت Harald Ingholt وصار التنقيب بين عامي 1931 و1938.
اسم حماة جاي من اسمها القديم "حَمَثَ" الآرامي والكنعاني واللي بيعني الحصن وهو نفس الاسم العبري الها اللي انورد بالتوراة، وبترجع التسمية الحصن لقلعتها.
تغير اسم المدينة بزمن السلوقيين سنة 301 وصار "ابيفانيا" نسبة للإمبراطور انطيوخس ابيفانيوس وضل هاد الاسم حتى العصر الروماني ليرجع اسمها القديم للاستخدام، أما لقبها "أبي الفداء" فهو نسبة للملك عماد الدين إسماعيل بن علي الملقب بأبي الفداء اللي حكمها من عام 1310 حتى وفاته عام 1331 ودفن فيها.
رغم أنو المدينة ما كانت مذكورة بالمصادر المسمارية قبل الألفية الأولى قبل الميلاد، بس الآثار بتأكد أنها كانت مدينة آرامية مزدهرة حوالي عام 1500 قبل الميلاد، وكانت بتتبع إيبلا وبعدها صارت تابعة لحلب حتى حوالي عام 1350 قبل الميلاد تقريباً سيطر الحيثيين على المدينة بعد ما سيطرو على كل شمال سوريا بوقتها وانهارو بعد 150 سنة.
التنقيبات بقلعة حماة كشفت كمان قصور ومنحوتة لأسد عمرها 2800 سنة بالواقع كانو تمثالين بس بحالة سيئة تم دمج بقايا التمثالين بتمثال واحد بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن وتمت أعادته لحماة بوقت لاحق لمتحف حماة الوطني.
أسد حماة في متحف حماة الوطني
شهدت حماة ومناطق جنبها الحروب بين الممالك السورية الحيثية والفراعنة استمرت لسنين انقتل خلالها ملك الحيثيين وخلفه أخوه كيتا وانتهت الحرب بعقد صلح أخير بين الحيثيين والمصريين وتزوج رعمسيس ملك المصريين بنت الملك الحيثي كيتا مار.
بعد سقوط الحيثيين بسبب ثورة السكان الآراميين أسست وحدة من القبائل الآرامية مملكة حماة الآرامية وشملت مناطق واسعة فوصلت حدودها الشمالية لسراقب والجنوبية لمنابع نهر العاصي، أما حدودها الغربية فكانت حتى الجبال الساحلية اللي كانت جزء منها.
نقش قديم من مملكة حماة جزء من النقش «أنا زاكير، ملك حماة ولعش...برهدد بن حزائيل ملك آرام، اتحد ضدي 17 ملكاً...كلهم حاصروا حزرك...قال لي الإله بعل شمين: لا تخف...سوف أنقذك من كل هولاء الملوك الذين حاصروك»
شهدت بلدة قرقور شمال حماة وحدة من أشرس المعارك اللي واجهتها مملكة حماث في تاريخها بمواجهة الآشوريين والمعرومة بمعركة قرقور (مقال عن معركة قرقور) واللي شهدت تحالف حماة مع دمشق والممالك الفينيقية وغيرها ورغم الدماء الكبير اللي تعرضت الو المدينة ألا أنو الآشوريين انجبرو على الانسحاب بعد دعم الحلفاء لقوات حماة، وبسبب صمودها الكبير انذكرت حماة بالتوراة ولقب النبي عاموس المدينة بـ "حماث العظيمة" (عاموس 6: 2)، وبتشكل مدينة حماة أهمية كبيرة لليهود فهي ضمن الحدود الشمالية لدولتهن الموعودة بالتوراة.
قائمة ملوك حماه (مو كلهن معروفين):
السلالة الأولى حسب التوراة (غير موثقة):
1- تو
2- حيدورام
السلالة التانية (حقيقيين وتركو نقوش) :
1-باريتا
2-ايرهولينا
3-أوراتامي
السلالة التالتة :
1-زاكور الاول
2-اينيل-إيلو
3-ياحوبيدي
في عام 539 قبل الميلاد سقطت أقسام كبيرة من سوريا بأيد الفرس، وبالنصف التاني من القرن الرابع قبل الميلاد أدت حملة الإسكندر الأكبر من عام 334 إلى عام 323 قبل الميلاد لإخضاع سوريا للحكم الهيليني.
بعد وفاة الإسكندر الأكبر تم تقسيم فتوحاته في الشرق الأدنى بين جنرالاته، وصار سلوقس نيكاتور حاكم لسوريا ومؤسس السلالة السلوقية. في عهد السلوقيين صار انتعاش في ثروات حماة، وانسمح للآراميين يرجعو المدينة، اللي رجع تسميتها بإبيفانيا (باليونانية القديمة: Ἐπιφάνεια)، على اسم الإمبراطور السلوقي أنطيوخس الرابع إبيفانيس. ومع هيك بلش حكم السلوقيين بالتراجع بالقرنين التاليين، وبلش السلالات العربية بالسيطرة على مدن وسط وشرق سوريا بما فيهن حماة.
استولى الرومان على المستوطنات الأصلية متل حماة وضموها في عام 64 قبل الميلاد، وصارت حماة جزء من مقاطعة سوريا الرومانية.
صار يرسل الرومان رماة من حماة لبريطانيا (مقال عن رماة حماة في بريطانيا)
في عام 330 م، تم نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية لبيزنطة، واستمرت المدينة في الازدهار. في الأيام البيزنطية، كانت حماة معروفة باسم إيماث أو إيماثوس (Εμαθούς باليونانية). كان الحكم الروماني من بيزنطة بيعني تقوية الدين المسيحي في جميع أنحاء الشرق الأدنى، وتم بناء الكنائس في حماة ومدن تانية.
من الشحصيات الحموية المشهورة بهداك الوقت (القرن السادس) هو المؤرخ يوحنا عيد الغطاس (John of Epiphania) اللي ارتبط اسمه باسم مدينته القديم إبيفانيا، اشتغل مستشار قانوني لبطريرك أنطاكية غريغوريوس وكان كمان ابن عم مؤرخ الكنيسة إيفاجريوس سكولاستيكوس.
من الشخصيات الحموية اللي اشتهرت كمان خلال العصر اليوناني الروماني أوستاثيوس، اللي كمان كان مؤرخ وتم نسبه لليونان بسبب اسمه ولغته بس للأسف كل أعماله ضاعت وأشهرها "الوقائع المختصرة" (Χρονικὴν ἐπιτομὴν).
بعام 638 أو 639 عزاها العرب المسلمين بقيادة أبو عبيدة بن الجراح وسيطر على المدينة ورجع استخدام اسم حماة القديم وضلت محافظ على الاسم من هداك الوقت، طول فترة الحكم الأموي كانت تحت إدارة جند حمص وبالفترة العباسية تحت حكم جند قنسرين.
شهدت حماة معركة كبيرة هزم فيها العباسيين القرامطة وقضو عليهن بالصحراء السورية الغربية عام 903.
خضعت لسيطرة حكام حلب الحمدانيين بالقرن العاشر للقرن 12، وكانت هي السنين سنين مظلمة لحماة بسبب إهمالها والتنازع على ضمها بين شمال سوريا وجنوبها، وشهدت هي الفترة هجوم البيزنطيين اللي حرقو جامعها الكبير عام 968 . (مقال عن الجامع الكبير في حماة)
بعام 1157 شهدت حماة أكبر زلزال بتاريخها واللي راح ضحيته حسب تقديرات المؤرخين بعشرات الآلاف ودمر أجزاء من المدينة أقام نور الدين الزنكي فيها وبنى جامع تسمى باسمه بعام 1172.
بعام 1175 سيطر صلاح الدين على حماة وصارت تحت الحكم الأيوبي، تعرضت حماة للنهب من قبل المغول بعام 1260 بعدها انتقلت حماة لفترة وجيزة لسيطرة المماليك عام 1299، ورجع المماليك الحكم الأيوبي في حماة بتعيين أبو الفدا اللي تلقبت حماة على اسمه.
مئذنة الجامع النوري في حماة
انتهت الفترة المزدهرة لحكم المماليك بعام 1516 لما استولى العثمانيين على سوريا من المماليك وخضعت حماة للحكم العثماني اللي بعهدهن صارت تدريجياً أكتر أهمية بالهيكل الإداري للمنطقة، وصارت مرة تانية مركز مهم لطرق التجارة، وتم بناء عدد من الخانات في المدينة متل خان رستم باشا عام 1556.
تم تكليف حاكم حماة في عام 1692 بتوطين البدو التركمان في منطقة حماة-حمص تحت رعاية برنامج التوطين القبلي للإمبراطورية العثمانية.
بالقرن 18 صارت حماة تابعة لحاكم دمشق، وعملو مساكن فخمة بحماة منها قصر العظم نسبة لأسعد باشا العظم، بس بعد صدور قانون الولاية في عام 1864 صارت حماة عاصمة سنجق حماة، وهي جزء من ولاية الشام الكبرى.
سيطر الفرنسيين على سوريا بعد خروج العثمانيين، وشهدت المدينة ثورة ضد الفرنسيين عام 1925 خلال الثورة السورية الكبرى.
كان من أشهر الشخصيات الحموية السياسية بفترة الجمهورية الأولى أكرم الحوراني واللي كان ممثل للمدينة بأكتر من مرة بالبرلمان السوري، أما أشهر شخصية على الاطلاق بتاريخ حماة فكان رئيس سوريا الحموي الوحيد أديب الشيشكلي واللي ولد بحماة واندفن فيها واستمرت فترة حكمه سنة وحدة تقريبا.
شهدت حماة عصيان وتمرد لحركة الأخوان المسلمين بقترة حكم حافظ الأسد اللي نفذ فيها أخوه رفعت الأسد وحدة من أبشع المجازر بالتاريخ السوري الحديث بـ 2 شباط عام 1982 واللي تسبب بآلاف القتلة. (مقال عن رفعت الأسد وجرائمه)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق