معركة قرقور والتحالف الآرامي الإسرائيلي

عندما تحالف فيها الآراميون والإسرائيليون والفينيقيون والعرب والعمونيون ضد الآشوريين




شهدت الأعوام بين 854 قبل الميلاد و846 قبل الميلاد غزو آشوري ضخم لأرض سوريا بقيادة الملك الآشوري شلمنصر التالت، هاد الغزو كان بمثابة تهديد حقيقي لكل سكان المشرق ودفعهن للتحالف مع بعض ونسيان الخلافات ولو مؤقتاً لمواجهة هاد التهديد الكبير.


كان التحالف بقيادة ملك آرام دمشق بن هدد التاني (حدادزير) ملك آرام دمشق مع ممالك آرامية تانية وكنعانية وفينيقية بالإضافة للتحالف مع الإسرائيليين ومملكة عربية.


معركة قرقور صارت عام 853 قبل الميلاد في مدينة قرقور (أقصى شمال محافظة حماة). بين جيش الإمبراطورية الآشورية الحديثة بقيادة الإمبراطور شلمنصر التالت وجيش التحالف المشرقي المكون من 12 ملك بقيادة ملك آرام دمشق.


قدرت القوات المتحالفة جمع 4000 عربة و2000 فارس و62000 جندي مشاة وساهمت مملكة قيدار العربية بـ 1000 فارس مع جمالهن.


وثقت نقوش شلمنصر الآشوري قوات غريمه الآرامي بن هدد التاني وحلفائه بالتفصيل كالتالي:


1- الملك بن هدد التاني (حدادزير) نفسه، ومعه 1200 عربة حربية، و1200 فارس، و20000 جندي.

2- الملك الآرامي إروليني (إيرهوليني) ملك حماة، ومعه 700 عربة حربية، و700 فارس و10000 جندي.

3- الملك أخاب ملك إسرائيل، أرسل 2000 عربة حربية و10000 جندي.

4- أرسلت مدينة موسورة (مدينة مجهولة بس الأغلب أنها مدينة فينيقية جنب كليكيا) 1000 جندي.

5- أرسلت مدينة أركانتا الفينيقية (تل أركا جنب عكار) 10 عربات حربية، و10000 جندي.

6- أرسلت مدينة أرواد الفينيقية 200 جندي.

7- أرسلت مدينة أوسنطة الفينيقية (بجبل لبنان) 200 جندي.

8- أرسلت مدينة شيانو الفينيقية (بجبال الساحل السوري) (العدد مجهول).

9- أرسل الملك القيداري جندبو ملك العرب بدومة الجندل في شبه جزيرة العرب 1000 فارس (جمال).

10- الملك بعشا بن روحوبي، ملك العمونيين (مئات الجنود).




بتبرز أهمية هي المعركة التاريخية مع الوثائق اللي سجلتها على نصب كورح، أنها كانت بمثابة أول ذكر لبعض الشعوب في التاريخ المسجل متل العرب، بالإضافة أنها شهدت تحالف هو الأول من نوعو في تاريخ المنطقة جمع فيه الآراميين والإسرائيليين واللي كانو بحالة هدنة مؤقتة وسجلت أول مشاركة عسكرية عربية في التاريخ بالإضافة أنها سجلت أكبر عدد من المقاتلين أكتر  من أي معركة سابقة.


انعطت الأوامر بانطلاق الجيش الآشوري من نينوى بـ 14 أيار عام 854 قبل الميلاد، وعبر الجيش مع الملك نهري دجلة والفرات دون عقبات، وكانت أغلب المدن اللي عم يمر منها بتعلن الاستسلام والخضوع وبدون أي مواجهات، وأهم هي المدن كانت حلب.


شلمنصر التالت

بعد تجاوز الجيش الآشوري حلب واجه أول مقاومة بالأرض السورية بقرقور وقت واجه قوات ملك حماث (حماة) الآرامي الملك إروليني ( إيرهوليني)، بس قدر شلمنصر أنو ينتصر على قوات حماة رغم المقاومة الشديدة، وعاقب الحموية بهدم مدن وقلاع جنب حماة تابعة لمملكتهن، وبعد ما حصد شلمنصر الغنائم في قرقور، كمل تقدمه حتى واجه قوات الحلفاء جنب نهر العاصي اللي كانت عم تستناه.


نتيجة المعركة لليوم غير محسوم الجدل فيها تماماً لأنو كل المعلومات عنها أجت من الوثائق الآشورية اللي معروفة بأنها ما بتسجل أي هزيمة بتعرض الها الآشوريين، بس حسب كتير من الباحثين فعلى الرغم من الدمار الكبير اللي قدر يعملوه الآشوريين، وقتلهن لآلاف من القوات المتحالفة، بس ما قدرو يصدمو بحماه وقرقور وانجبرو على الانسحاب فورا بعد ما حاول يتقدمو جنوب حماة، وفشلو باحتلال سوريا ودخول دمشق.




بتباهى شلمنصر بأنو تسبب في سقوط 14000 ضحية لجيش الحلفاء، واستولى على عدد لا يحصى من المركبات والأحصنة، وبصف الضرر اللي عملو بخصومو بالتفصيل. ومع هيك فالنقوش الملكية من هي الفترة ما ممكن الوثوق فيها وهي اللي ما بتعترف بالخسائر ولا بتسجلها.

لوحة كورخ لشلمانصر تصور المعركة

شلمنصار انتصر بقرقور على القوات الآرامية الحموية بس ما قدر ينتصر على الحلفاء عند نهر العاصي، وبتوضح السجلات الآشورية أنو عمل عدة حملات تانية بالمنطقة خلال العقد التالي، شارك فيها بن هدد التاني 6 مرات، واللي دعمها إيروليني من حماة مرتين على الأقل. 


فشل شلمنصاراللي استمر بالحكم اكتر من 35 سنة بكل حملاته من احتلال كل سوريا ودخول دمشق بوجود بن هدد التاني على عرشه اللي توفى عام 841 قبل الميلاد.

كانت أقوى مملكتين من بين الحلفاء مملكة آرام دمشق ومملكة إسرائيل، واللي كانو بحالة حرب قبل سنتين تقريبا بما يعرف بالحرب الآرامية الإسرائيلية التالتة، وانتهت بإعلان صداقة وسلام بين المملكتين، وعد فيه بن هدد التاني بإعادة بعض المدن اللي أخدها أبوه من إسرائيل.


استمر السلام بين دمشق وإسرائيل 3 سنين وببداية السنة التالتة صارت معركة قرقور، اللي اتحدو فيها لمواجهة التهديد المشترك، بس بعد هاد الصراع رجعت الأعمال العدائية تظهر ومهدت لاندلاع الحرب الآرامية الإسرائيلية الرابعة، وقتها مات الملك الإسرائيلي أخاب وبلشت فترة طويلة من النهب والقتال بين الجانبين، ولما استلم حزائيل الحكم بعد هدد التاني، (مقال عن حزائيل) نظم حملات أكبر وأقوى وقدر ينتصر على الإسرائيليين بأكتر من معركة بس بعد سنين قليلة قدر الآشوريين يستغلو خلاف الحلفاء السابقين ويتقدمو ويسيطرو على مساحات واسعة من سوريا تحت حكم شلمنصار التالت.

المصادر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title