دستور سوريا لا يعترف بالشعب السوري
الدستور السوري يتجنب ذكر سوريا أو الأمة السورية لصالح الأمة العربية
الدستور السوري الصادر عام 2012 هو نسخة معدلة عن دستور 1973 اللي كان دستور بعثي بامتياز ورغم أنو الدستور الجديد خفف من صلاحيات حزب البعث بس ضل الفكر العروبي مهيمن على كل الدساتير السورية.
فحسب المادة الأولى من الدستور الحالي: "الجمهورية العربية السورية دولة ديمقراطية ذات سيادة تامة، غير قابلة للتجزئة، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من أراضيها، وهي جزء من الوطن العربي. الشعب في سورية جزء من الأمة العربية".
بغض النظر عن أنو الدستور غير مطبق بخصوص الحريات والسيادة وعدم التجزئة فالدستور السوري بشوف أنو سوريا هي جزء من الأمة الخيالية لحزب البعث وبيتجنب ذكر الشعب السوري والاعتراف بوجوده بالأساس وبذكر عوض عنو "الشعب في سوريا" وبفرض انو هاد الشعب جزء من الأمة العربية!.
وإذا ما قارننا دستور 2012 بدستور 1950 منشوف أنو اختلافين موجودين بالمادة الأولى، الأول هو إضافة كلمة العربية على اسم الجمهورية السورية والتاني هو أنو رغم تأكيد الدستور بوقتها أنو الشعب السوري جزء من الأمة العربية كان في ذكر واضح لكلمة الشعب السوري.
وإذا جينا للمادة السابعة من الدستور واللي بتخص اليمين الدستورية اللي هو القسم اللي بقوم فيه رئيس الجمهورية أو الملك أو أعضاء الحكومة (ببعض الدول) وقت بتولو السلطة، وبنص على احترام دستور البلاد والحفاظ على استقلالها وسلامة أراضيها، فالدستور السوري بيتجنب ذكر سوريا واسمها بوقت بأكد على العمل على وحدة الأمة العربية!
القسم الدستوري حسب الدستور: ((أقسم بالله العظيم أن أحترم دستور البلاد وقوانينها ونظامها الجمهوري، وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته، وأحافظ على سيادة الوطن واستقلاله وحريته والدفاع عن سلامة أرضه، وأن أعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية ووحدة الأمة العربية)).
حسب كتير دساتير ما بتشير نصوص اليمين الدستورية بشكل مباشر لاسم الدولة (لأنو البلد المقصودة بالقسم أمر بديهي)، وفي دول متل لبنان بذكر دستورها الأمة اللبنانية باليمين الدستورية: "أحلف بالله العظيم أني أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه".
بأوروبا متل فرنسا صاحبة واحد من أعرق الدساتير حسب دستورها نص القسم الدستوري هو: "أقسم أن أكون مخلصاً لجمهورية الفرنسية، وأن أحترم دستورها، وأن أعمل بإخلاص لمصلحة الشعب الفرنسي".
بغض النظر عن تجنب ذكر سوريا والأمة السورية باليمين الدستوري، سوريا هي الدولة الوحيدة الناطقة بالعربية بتذكر الأمة العربية بيمينها الدستوري حتى دستور مصر الناصرية عام 1956 المادة 78 ما كان بهي الوقاحة وتجنب ذكر الأمة العربية باليمين الدستوري ولا دستور الأردن الهاشمية ولا الجزائر ولا حتى الكويت.
بالمادة 138 بتنص أنو الأحكام القضائية بتصدر باسم الشعب العربي في سورية! وهو أقصاء كامل للمكون السوري في سوريا.
بمقدمة الدستور انذكر التالي: "تعرضت الحضارة العربية التي تعد جزءاً من التراث الإنساني عبر تاريخها الطويل إلى تحديات جسام ... وتعتز الجمهورية العربية السورية بانتمائها العربي، وبكون شعبها جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية مجسدة هذا الانتماء في مشروعها الوطني والقومي، وفي العمل على دعم التعاون العربي بهدف تعزيز التكامل وتحقيق وحدة الأمة العربية."
دستور 2012 أهمل ذكر الشعب السوري فتسمية "الأمة العربية" انذكر 4 مرات بالدستور وكلمة "العربي" انذكرت اكتر من كلمة "السوري" اللي وقت بتنذكر بتكون مسبوقة بالعربي.
دستور 1950 يمكن ما كان مثالي بس كان أقل تطرف من الدساتير البعثية فكانت كلمة سوري تسبق كلمة عربي (سوري عربي) أما دساتير البعث صارت صفة العربية تسبق سوريا أو سورية.
منتمنى نشهد إقرار السوريين لدستور سوري جديد بيعترف بالشعب السوري بشكل واضح دون اللواحق العربية وبرجّع تسمية الجمهورية السورية، دستور بحترم كل المكونات السورية دون إقصاء أي مكون تحت سقف الوطن السوري والأمة السورية، دستور بنص على ضرورة حماية الثقافة والهوية السورية والعمل على استمرار حضارتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق