الرها المدينة التي أنجبت السريانية
قصة المدينة التي وحّدت اللهجات الآرامية وجعلتها لغة الإيمان والعلم في المشرق
كان أول اسم للمدينة أدما (Adma)، وهو مسجل بالكتابة المسمارية بالقرن السابع قبل الميلاد. بالقرن التاني قبل الميلاد صار اسمها بالعربي الرّها، وباللاتينية: Rohais. وبعهد أتاتورك تغيّر الاسم لأورفا Urfa أو شانلي أورفا Şanlıurfa يعني أورفا العظيمة بسبب مقاومتها للفرنسيين، وهاد هو اسمها الرسمي الحالي.
الرها كانت مملكة صغيرة حكمتها العيلة الأبجرية لحوالي أربعمية سنة، تقربياً من سنة 134 قبل الميلاد لحدود 242 ميلادي.
خلال هالمدة، كان في أكتر من ملك، بس الأهم بينهن هو الملك أبجر الخامس، المعروف بلقب "أبجر الأسود" (ܐܒܓܪ ܐܘܟܡܐ).
أبجر كان معروف إنو بيحب العلم والدين، وبيحكوا إنو مرض بمرض قوي، وما قدر يلاقي علاج بهديك الفترة، وسمع عن يسوع المسيح ومعجزاتو، فكتب ألو رسالة قال فيها:
"سمعت عنك وعن أعمالك، وأنا مريض، جسمي تعبان، تعال واشفيني وخلي نعيش بسلام"
الرد المنسوب للمسيح كان:
"طوبى لمن آمن دون أن يراني. ما بقدر أجيك هلق، بس بعد صعودي رح أرسل واحد من تلاميذي ليشفيك ويعلّمك طريق الحياة"
بعد فترة وصل التلميذ أدّاي (أو ثادّيوس) على الرها، وشفاه باسم المسيح، ومن بعدها الملك أبجر صار أول ملك بالعالم بيعتنق المسيحية، وسمح لشعبو يدخلوا فيها كمان، وهون بلش التغيير الكبير بالرها.
من وقت أبجر، صار في اهتمام واضح بالعلم والتعليم، خصوصي باللغة والكتابة، والملك فهم إنو نشر الإيمان ما بيكفي بالحكي، لازم يكون في لغة مكتوبة مفهومة لحتى الناس تقرأ النصوص الدينية وتفهمها (متلها متل كتير لغات بلش الإهتمام فيها بسبب الدين متل الأرمنية والسلاڤية وغيرها).
بهديك الفترة كانت اللغة الآرامية هي اللغة الأساسية ببلاد الشام وبلاد الرافدين، بس كان في لهجات مختلفة بس لهجة الرها كانت أقرب لهجة مفهومة للناس، وسطية بين الباقيين، وسهلة للحكي والكتابة بنفس الوقت.
الرها كانت مملكة صغيرة حكمتها العيلة الأبجرية لحوالي أربعمية سنة، تقربياً من سنة 134 قبل الميلاد لحدود 242 ميلادي.
خلال هالمدة، كان في أكتر من ملك، بس الأهم بينهن هو الملك أبجر الخامس، المعروف بلقب "أبجر الأسود" (ܐܒܓܪ ܐܘܟܡܐ).
أبجر كان معروف إنو بيحب العلم والدين، وبيحكوا إنو مرض بمرض قوي، وما قدر يلاقي علاج بهديك الفترة، وسمع عن يسوع المسيح ومعجزاتو، فكتب ألو رسالة قال فيها:
"سمعت عنك وعن أعمالك، وأنا مريض، جسمي تعبان، تعال واشفيني وخلي نعيش بسلام"
الرد المنسوب للمسيح كان:
"طوبى لمن آمن دون أن يراني. ما بقدر أجيك هلق، بس بعد صعودي رح أرسل واحد من تلاميذي ليشفيك ويعلّمك طريق الحياة"
بعد فترة وصل التلميذ أدّاي (أو ثادّيوس) على الرها، وشفاه باسم المسيح، ومن بعدها الملك أبجر صار أول ملك بالعالم بيعتنق المسيحية، وسمح لشعبو يدخلوا فيها كمان، وهون بلش التغيير الكبير بالرها.
من وقت أبجر، صار في اهتمام واضح بالعلم والتعليم، خصوصي باللغة والكتابة، والملك فهم إنو نشر الإيمان ما بيكفي بالحكي، لازم يكون في لغة مكتوبة مفهومة لحتى الناس تقرأ النصوص الدينية وتفهمها (متلها متل كتير لغات بلش الإهتمام فيها بسبب الدين متل الأرمنية والسلاڤية وغيرها).
بهديك الفترة كانت اللغة الآرامية هي اللغة الأساسية ببلاد الشام وبلاد الرافدين، بس كان في لهجات مختلفة بس لهجة الرها كانت أقرب لهجة مفهومة للناس، وسطية بين الباقيين، وسهلة للحكي والكتابة بنفس الوقت.
بسبب اهتمام أبجر والمحيطين فيو واللي إجوا بعدو، صارت الرها مركز لتدوين اللغة الآرامية، صار فيها مدارس وكَتَبة وكهنة، وبلشوا يشتغلوا على تطوير الحروف الآرامية وتنظيمها، و من أبرز الإيجابيات اللي صارت بوقتها هنن الحروف يلي كانت تنكتب بأساليب مختلفة بحسب كل منطقة، صارت تتوحّد، وصار في نظام كتابة واضح بيستخدم بالكتب الدينية والتعليمية، ومن هون بلشت تتكوّن اللغة السريانية، يلي هي لهجة آرامية مطوّرة عن لهجة الرها.
خلال القرون يلي بعدها، صارت الرها مركز علمي وديني معروف، بعدين نشأت مدارس وورشات كتابة، وبلشوا يشتغلوا على تنظيم الحروف أكتر (صاروا cursive) وضبط النطق، وتثبيت القواعد. كمان تمت ترجمة أجزاء من الكتاب المقدّس و كتار نصوص من اليونانية للسريانية، حتى الناس تفهم النصوص بسهولة. هالشي ساعد اللغة تنتشر، وصارت بعدها اللغة الرسمية للكنيسة السريانية، ومن ابرزالأسماء اللي بنشوفهن ساهموا بتنظيم اللغة هو مار يعقوب الرهاوي (ܝܥܩܘܒ݂ ܐܘܪܗܝܐ).
خلال القرون الأولى للمسيحية، صارت اللغة السريانية أداة التعليم والعبادة بكل الكنائس السريانية، وانكتبت فيها آلاف الكتب الدينية والفكرية، وصار في شعراء ولاهوتيين كبار كتبوا بالسريانية، متل أفرام السرياني ويعقوب السروجي، يلي تركوا تراث أدبي ولاهوتي ضخم.
اختيار اللهجة الرهاوية لتكون اللهجة الرسمية والمعتمدة من قبل سوريا البيزنطية بهداك الوقت والكنيسة السورية ما كان صدفة، هي كانت من أكتر اللهجات الآرامية وضوحاً ودقّة، وغير هيك صار إلها انتشار واسع بين الناس.
خلال القرون الأولى للمسيحية، صارت اللغة السريانية أداة التعليم والعبادة بكل الكنائس السريانية، وانكتبت فيها آلاف الكتب الدينية والفكرية، وصار في شعراء ولاهوتيين كبار كتبوا بالسريانية، متل أفرام السرياني ويعقوب السروجي، يلي تركوا تراث أدبي ولاهوتي ضخم.
اختيار اللهجة الرهاوية لتكون اللهجة الرسمية والمعتمدة من قبل سوريا البيزنطية بهداك الوقت والكنيسة السورية ما كان صدفة، هي كانت من أكتر اللهجات الآرامية وضوحاً ودقّة، وغير هيك صار إلها انتشار واسع بين الناس.
كمان الرها كان فيها عدد كبير من العلماء والكتبة يلي ساهموا بإستمرار تطوير اللغة ونشرها.
أما اللهجة الأنطاكية (وغيرها من اللهجات اللي كانوا المفروض ياخدوا مكان اللهجة الرهاوية)، فمع إنها لهجة مدينة مهمة متل أنطاكية اللي كانت بوقتها عاصمة لسوريا البيزنطية، بس ما أخذت نفس الدور، أنطاكية كانت وقتها مدينة متأثرة بالثقافة اليونانية، والرومانية، وكانت اللغة اليونانية هي السائدة فيها، فما كان في نفس التركيز على تطوير الآرامية فيها متل ما صار بالرها. لهيك، لما الكنيسة السريانية (السورية) قررت تعتمد لغة رسمية لصلواتها وتعاليمها، اختارت اللهجة الرهاوية لأنها كانت الأنسب من حيث الوضوح والاستقرار والاستخدام.
مع الوقت، صار اسم السريانية هو الاسم العام لهاللهجة، وصارت لغة دينية وعلمية وأدبية مستخدمة على نطاق واسع.
تم استخدم اللغة السريانية بالصلوات، بالترجمات، وحتى بالأدب والشعر، وضلت محافظة على حضورها لقرون طويلة، ومنها انتشرت السريانية لكل مناطق سوريا والعراق ولبنان وتركيا الحالية.
لوحة فسيفساء عليها كتابات سريانية في متحف أورفا (الرها)
بمرور الزمن، صارت السريانية لغة مميزة إلها أنواع فرعية:
في السريانية الغربية (المستخدمة بحلب ولبنان وطور عبدين)، وفي السريانية الشرقية (المستخدمة بالموصل ونصيبين وأورمية)، بس الأساس واحد، كلو راجع للهجة الرهاوية القديمة.
ومع الزمن، حتى بعد ما صارت اللغة العربية هي السائدة بالمنطقة، ضلّت السريانية لغة الكنيسة والعبادة والتعليم عند السريان. يعني فينا نقول إنها ما ماتت، بس تغيّر دورها من لغة عامة إلى لغة دينية وثقافية.
اللغة السريانية - الآرامية اليوم بعدها موجودة بكل مكان، فيها ناس بيحكوا لهجات قريبة منها، و نحنا كسوريين لسا بنستخدم كتير من كلماتها ومصطلحاتها ومتأثرين بقواعدها.
للاطلاع أكتر بتقدروا تقرأوا المقالات التالية:
"مصطلحات سريانية في لغتنا اليومية"
"مصطلحات سريانية في لغتنا اليومية"
"القواعد السريانية في اللغة السورية المحكية"
وحتى بعد مرور ألفين سنة، بعد ما تغيّرت الدول والحدود واللغات، ضلّت السريانية رمز للاستمرارية، وذكرى عن مرحلة من التاريخ السوري والمشرقي كانت مليانة علم وإيمان.
واليوم لما نحكي عن اللغة السريانية، نحنا فعلياً عم نحكي عن اللهجة الرهاوية الآرامية يلي تطوّرت، وصارت لغة رسمية، هي اللغة يلي طلعت من مدينة صغيرة، بس صار إلها دور كبير بتاريخ الكنيسة، والثقافة المشرقية.
وحتى بعد مرور ألفين سنة، بعد ما تغيّرت الدول والحدود واللغات، ضلّت السريانية رمز للاستمرارية، وذكرى عن مرحلة من التاريخ السوري والمشرقي كانت مليانة علم وإيمان.
واليوم لما نحكي عن اللغة السريانية، نحنا فعلياً عم نحكي عن اللهجة الرهاوية الآرامية يلي تطوّرت، وصارت لغة رسمية، هي اللغة يلي طلعت من مدينة صغيرة، بس صار إلها دور كبير بتاريخ الكنيسة، والثقافة المشرقية.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق