ادلب من عراقة التاريخ إلى اغتراب الحاضر
من واحدة من أهم المراكز الثقافية والحضرية في سوريا إلى أخطر بؤر التطرف
إذا بدنا نحكي عن ادلب لازم ناخذ الوقت، ونسترسل شوي ونطرح تساؤولات عنها، ونتمعن بالتغيرات اللي طرأت عليها قبل وبعد الثورة، وكيف تحول مسار المجتمع من التعددية الفكرية والثقافية لمجتمع منغلق وشبه أحادي، وشو هي الأسباب والعوامل لهاد الشي؟
ادلب هي وحدة من أغنى المحافظات السورية ثقافياً، ومن أهم المحافظات السورية تاريخياً وبتضم أكبر عدد من المواقع الأثرية بسوريا، فبتضم ادلب معرة النعمان اللي كانت من أكبر المراكز الثقافية بالمنطقة على طريق القوافل ومملكة إيبلا اللي هي من أعظم الممالك السورية التاريخية من آلاف السنين للبارة وسرجيلا والمدن المنسية التانية اللي ضمتهن اليونسكو لقائمة التراث العالمي، وصولاً لجسر الشغور وسراقب كنقط وصل مهمة بتاريخ تجاري وزراعي طويل، لأريحا والدانا، وسرمدا، وكفرتخاريم، وبنّش، وتفتناز، وحارم، وسلقين بلدات قديمة تاريخية حول طرق التجارة والزراعة، وبعضها بيضم آثار بترجع للعهود الآرامية والرومانية ومدينة ادلب مركز المحافظة وأهم مدنها واللي استمدت اسمها من الإله حدد (اد- لب) يعني قلب حدد واللي تحولت بفترة الحكم العثماني لمركز تجاري واقتصادي مهم.
على الصعيد الوطني كان لادلب دور مهم بالتاريخ السوري المعاصر في استقلال سوريا لما طلع من كفر تخاريم ثورة بقيادة إبراهيم هنانو عام 1920 ضد الفرنسيين وكان أهلها حزء من النضال بالشمال السوري.
ادلب صارت محافظة مستقلة إدارياً بعهد جمال عبد الناصر عام 1958 خلال الوحدة مع مصر وهاد بيفسر لحد كبير سبب انتشار الفكر الناصري بادلب وبيفسر سبب من أسباب تهميشها خلال حكم حزب البعث متل ما تهمشت كتير مناطق في سوريا، ومن أسباب التهميش الممنهج على ادلب أنو أغلب أبناء هي المحافظة انتسبوا لأحزاب ومجتمعات مدنية معادية فكرياً لحزب البعث فغير الفكر الناصري بتحضر الأحزاب الشيوعية بقوة في ادلب خاصة في غرب المحافظة بالإضافة لوجود تيارات إسلامية متل الأخوان المسلمين.
تعاقبت ادلب على زمن البعث وتم استثنائها من المشاريع الضخمة، وضلت مهمشة ومحجمة لعشرات السنين، فكان من الطبيعي تكون ادلب من أول المشاركين بالثورة السورية رافضة القمع والتهميش والإذلال.
خلال الثورة السورية وبحكم موقع ادلب الحدوي مع تركيا كانت ادلب أول محطة وأهمها للتيارات الجهادية والتكفيرية اللي أجت من كل العالم، بالإضافة أنو صارت مكان لتجمع كل التيارات الإسلامية المحاربة ضد النظام بسبب سياسة التهجير القسري اللي اتبعها لمناطق سورية ثارت ضدو كانت معروفة بطابعها الديني وارتفع عدد سكان المحافظة للضعف وهو يعتبر أكبر تغير ديمغرافي في الحرب السورية.
وتحولت ادلب لوحدة من أكبر ساحات الصراع وتعرضت لقصف همجي من النظام اللي استخدم فيها براميل متفجرة وكيماوي وكل أنواع الأسلحة المتاحة مع حليفو الروسي.
هي الظروف النفسية والإنسانية مع ندرة الأمان، ندرة التعليم، ندرة الحياة الاجتماعية، وندرة الغذاء والظروف الصعبة بالمحافظة كلها دفعت بعض سكانها وخاصة الشباب باتجاه التطرف فالخوف والجوع وانعدام الأمن بيشكلو حقل خصب للأفكار المتطرفة، وبيسبب تقوقع للمجتمع على حالو وبيعطي الفرصة لتصاعد الخطاب الطائفي التكفيري اللي بيساهم بأدلجة كل مين بيعيش بهي الظروف فكرياً وعقائدياً، وانشغل على هالموضوع ببروباغندا إعلامية لترسيخ الخوف من كل الآخرين خارج هالقوقعة وتخوينهن واتهام بقية الطوائف بالكفر والعمالة والتواطئ.
كل هي الأسباب دفعت - بنسبة كبيرة - المجتمع بإدلب للإنغلاق والأحادية من بعد ما كان مجتمع متنوع بيضم كافة الأطياف والأديان.
اليوم أملنا أنو نقدر نكسر هي القوقعة ونساهم بنمو محافظة ادلب وانفتاحها على باقي سوريا بعد التحرير، ويقدر السوري في ادلب يتعرف على أخوه السوري بعيداً عن البروباغندا الإعلامية وما تم زراعتو عن السوري التاني خلال 14 سنة، كلنا أمل بكل حدا بيساهم يزرع ثقافة المواطنة والتعددية والعيش المشترك لنقدر نمشي بهالبلد خطوة بمرحلة السلم الأهلي والسلام والبناء لسوريا.
اليوم أملنا أنو نقدر نكسر هي القوقعة ونساهم بنمو محافظة ادلب وانفتاحها على باقي سوريا بعد التحرير، ويقدر السوري في ادلب يتعرف على أخوه السوري بعيداً عن البروباغندا الإعلامية وما تم زراعتو عن السوري التاني خلال 14 سنة، كلنا أمل بكل حدا بيساهم يزرع ثقافة المواطنة والتعددية والعيش المشترك لنقدر نمشي بهالبلد خطوة بمرحلة السلم الأهلي والسلام والبناء لسوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق