السوريون ومعركة ذات الصواري

كيف صنع أهل بلاد الشام أول وأكبر انتصار بحري في التاريخ الإسلامي؟



معركة ذات الصواري اللي صارت عام 655 بتعتبر من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي، فهي أول معركة بحرية للمسلمين، وأول انتصار بحري ألهن، ومن خلالها أنهوا فيها سيطرة الدولة البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط.


العرب اللي كانوا سيطروا على بلاد الشام (سوريا الطبيعية) قبل فترة قصيرة عام 640 وما كان عندهن أي تجارب عسكرية بحرية كيف قدروا يحققوا هيك انتصار على أهم إمبراطورية، وأقواها بحرياً بهداك الوقت؟


صحيح أنو عبد الله بن أبي سرح كان هو قائد جيش المسلمين، بس الأساس والقلب النابض لهالمعركة كانوا أهل الشام، فكان ألهن دور محوري بهي المعركة فأهل سواحل الشام (الفينيقيين) بشكل خاص صور وعكا وبيروت كان عندهن خبرة كبيرة وطويلة بالملاحة وصناعة السفن، وكانوا أساساً بيشتغلوا ضمن الأسطول البيزنطي، وبعد سيطرة العرب المسلمين على بلاد الشام انتقلت هي الخبرة للدولة الإسلامية، فكان الشوام هنن عماد الأسطول الإسلامي الجديد.


بعد دخول العرب المسلمين لسوريا بزمن الخليفة عمر بن الخطاب، صار معاوية بن أبي سفيان والي عليها، ولاحظ إنو الروم (البيزنطيين) كل قوتهن جايّة من البحر، فطلب من الخليفة عثمان الإذن إنو يبني أسطول بحري. وفعلاً، عثمان وافق، وبلش الشغل من الساحل السوري.

أهل الساحل السوري، بيعرفوا كيف يقطعوا البحر، وكيف يبنوا السفن، وكيف يحاربوا عليه، فكانوا نواة أول أسطول بحري إسلامي، فالسفن انبنت بأيدهن وتحديداً بطرابلس الشام اللي انطلقت منها مرحلة تجهيز السفن، وأغلب المقاتلين تدربوا عندهن، وحتى القادة العسكريين تعلموا من خبرتهن.


بعد ما إجا الأسطول المصري اللي كان بقيادة والي مصر عبد الله بن أبي سرح لميناء عكّا التقى الجيش الشامي والمصري وبعد ما اكتملت كل التجهييزات من جنود وأسلحة ومعدات تانية والمؤن لازمة، أبحر الأسطول، المكون من حوالي 200 سفينة، من ميناء عكا بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، متجه للشمال. أما الأسطول البيزنطي فكان بقيادة الإمبراطور قسطنطين التاني شخصياً وأبحر من إسطنبول عبر بحر مرمرة وبحر إيجة، ودخل البحر الأبيض المتوسط.


صارت المعركة جنب مدينة فينيقة (قرب أنطاليا بتركيا). البيزنطيين دخلوا المعركة وهنن متأكدين إنهن المنتصرين، فالبحر ملعبهن من سنين طويلة والمسلمين كان عم يخوضوا أول معركة بحرية ألهن، بس دعم أهل الشام والمصريين للعرب المسلمين ألغى فارق الخبرة بين الجيشين، وكان استخدام تكتيك ربط السفن ببعضها العامل الأهم بهي المعركة، فصارت الحرب كأنها على البر، وتسببت بغرق أسطول الإمبراطور قسطنطين التاني، ونجا قسطنطين بأعجوبة لأنو كان متنكر بلبس بحار عادي.


حسب كتير من المصادر التاريخية: كان أغلب المقاتلين بالجيش الإسلامي هنن من غير المسلمين شوام سريان ومصريين أقباط، فكان الدعم الشامي والمصري للأسطول الإسلامي لوجيستي وتقني وفني وعسكري، وقدر يلغي كل الفوارق التاريخية بين العرب والبيزنطيين، وانطلاقاً من الموانئ السورية والمصرية تحقق أول وأكبر انتصار إسلامي بحري.


المصادر:

(4) warhistory.org

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق