إيبلا صاحبة أقدم لغة سامية مكتوبة وأهم اكتشافات القرن

إيبلا كانت لسنين طويلة المدينة الاسطورية اللي عم يدور عليها علماء الآثار ويحاولو يعرفو وين مختفية بس بعام 1968 البعثة الإيطالية بقيادة عالم الآثار الإيطالي البروفيسور باولو ماتييه وبعد اربع سنين من التدوير عن المدينة لاقو بمنطقة تل المرديخ تمثال بازلتي نصفي مقطوع الراس وبلشت التنقيبات حتى لاقو المدينة الأسطورية إيبلا.

البروفسور الإيطالي باولو ماتييه اجتهد كتير باكتشف الآثار السورية خلال 40 سنة بس اكتشاف إيبلا كان أعظم شي صار معه وأعظم اكتشاف بسوريا وبالشرق الأدنى خلال القرون الأخيرة.

كان اكتشاف المكتبة الملكية عام 1974 اللي بضم آلاف الرقم المسمارية واحد من أهم الأخبار بالقرن وبالنسبة لعلماء الآثار المكتبة بتمثل منجم من المعلومات والحقائق اللي ممكن تعطي تصور أدق عن تاريخ سوريا والمنطقة وهيم بتنضم لمكتبتي ماري وأوغاريت اللي بتضم عشرات الآلاف من الوثائق عن تاريخ سوريا وهيك كمان صارت سوريا مع العراق ومصر صاحبة أكبر مصادر عن تاريخ المنطقة.

من الآثار المكتشفة أكدت أنو المدينة كانت من أهم المدن بالمنطقة بهداك الوقت ويمكن الأهم حتى، وكانت من الناحية الفنية متقدمة كتير وبتعتبر أساس تطور الفنون السورية في العهد السوري الوسيط (1600 - 1200) قبل الميلاد والعهد الجديد لعام 700 قبل الميلاد.

الكتابة في إيبلا كانت السومرية محورة شوي أما لغة إيبلا فحيرت العلماء وبعتقد البعض أنها أقدم لغة سامية انعرفت بتشبه الأكادية وبتشكل أصل الكنعانية لهيك تم تسميتها اللغة الإيبلاوية واللي تعتبر أقدم لغة سامية مكتبوبة على الإطلاق.

إيبلا كانت من أقوى الدول بالمنطقة بفترات متقطعة كانت بمنافسة مستمرة مع ماري للسيطرة على طرق التجارة (نهر الفرات) وبمنافسة مع الأكاديين، وقدرت إيبلا تخضع الأكاديين لدرجة فرضت عليهن ضريبة وكانت تندفع لملوك إيبلا، قبل ما ينتقم الملك الأكادي نارام سين ويدمر المدينة ويحرقها.

تسمية إيبلا:

لغوياً بلا (بعل) أي السيد ويمكن كان الأب "أب" هو مصدرها وبتحطنا هي الاشتقاقات اللغوية قدام احتمال أنو يكون اسم إيبلا اسم مشتق من اسم السيد القوي اللي هو الإله دجن كبير آلهة إيبلا فبالتالي إيبلا هي أرض السيد القوي أو أرض الإله ألأب أي (إبلا - كي). أما الاحتمال الأقوى واللي بفضل العلماء التعامل معه هو أنو اسم إيبلا بيعني الحجر الأبيض فمكان وجود إيبلا (تل المرديخ اليوم) هضبة كلسية بيضا.

غزا الملك الأكادي نارام سين إيبلا وسبب دمار كبير بالمدينة وحرق مكتبتها الملكية والقصر الملكي وكان هاد الشي عام 2250 قبل الميلاد، لحسن الحظ أنو الحرارة الكبيرة قدرت تحفظلنا كنوز كبيرة.

بالصورة ختم انوجد بأسوان بمصر بظهر فيه الإله بعل وزوجته بعلاتو وقدامهن الملك الإيبلاوي انديلمغور أو ابنه وبيناتهن علامة الحياة المصرية "عنخ" وفوقهن قرص مجنح وفوق راس بعلاتو النجمة الثمانية وعلى راسها طير.

الملفت للنظر أنو بعد دراسة بقايا بشرية لإيبلاويين تبين أنو هنن مشابهين جينيا للسوريين الحاليين مختلطين مع العراقيين القدامى (4).

من آلهة إيبلا الإله كاميش واللي كان بنعبد في مدينة كركميش (جرابلس) واللي استمد الاسم منها، والإله حدد إله الصاعقة والبرق والطقس والأنوار اللي كان من أهم الآلهة في كل سوريا الطبيعية كان في ايبلا ابن الإله بعل وزوجته هي عشتار، وإله القمر "سن" وإله الخضرة "دموزي"، وإله المواثيق "كورا وككب"، وإله النار "أي ساتو"، وإله العالم الأسفل "رسب" وهو الإله الكنعاني "رشف"، وإله الحرب "إشتابي"، والإله الحامي للعائلة المالكة "دبير" بالإضافة لأكتر من 10 آلهة تانية.

أخد الإله حدد أهمية بعل في إيبلا ليكون هو الإله الأهم في كل سوريا الطبيعية.

انوجد في إيبلا تراميم وأساطير وأناشيد وبلغ عدد الأساطير في إيبلا اللي التقت حوالي العشرين.

ترجمة لصلاة إيبلاوية موجهة لكبار الآلهة:

"رب السموات والأرضين

إن الأرض لم تكن موجودة، وأنت خلقتها

إن نور النهار لم يكون موجود، أنت خلقته

لم يكن نور الصباح قد أمرت بخلقه بعد

أيها الرب: أنت الكلمة الفاعلة

أيها الرب: أنت البطولة

أيها الرب

أيها الرب: أنت الذي لا يمل

أيها الرب: أنت الألوهية

أيها الرب: أنت الذي ينجي

أيها الرب: أنت الحياة السعيدة الأبدية

قصيدة أنشود النجوم اللي انوجدت بالقصر الملكي G في إيبلا وحسب العلماء تعتبر هي القصيدة أقدم قصيدة عرفتها الإنسانية، كتبها شاعر إيبلاوي مو معروف اسمه لليوم قبل 4400 سنة ويمكن أقدم من هيك، والفصيدة هي قصيدة رومانسية  بتحكي عن حبيب رح ينحت تمثال من الصخر الأسود ورح يحطه في مكان عالي، ورح ينقش اسمه على فؤوس المحاربين، ورح يكتب على باب الإله إنليل عبارات التمجيد ورح يقدم الأضاحي مشانها ورح يدهن أبواب المدينة وأسوارها بالأبيض.

الأدب الإيبلاوي كان غني وسابق عصره وكانت لغة الأدب الإيبلاوي هي اللغة الأمورية القديمة اللي فيها كلمات سومرية وكلمات أكادية.

المقابر الإيبلاوية:

المصادر: