السريانية لغة العالم القديم المتحضر
السريانية كانت لغة العلم والتبادلات التجارية ومصدر العلمي الأول للعرب
اللغة السريانية كانت بوقت من الأوقات وحدة من أهم اللغات في العالم واللي عاطاها هي القيمة موقع سوريا الجغرافي المتوسط بين القارات العالم القديم واشراف سوريا على البحر الأبيض المتوسط اللي خلا سوريا ممر رئيسي للقوافل التجارية ومركز رئيسي للتبادل التجاري، واهتمام السوريين بالعلم.
انتشرت اللغة السريانية اللي نشأت من اللغة الآرامية من أقاصي السودان ومصر لسوريا بحدودها الطبيعية لآشور وبابل ولأقاصي الدولة الفارسية الزاهرة. (1)
تعتبر الفترة الممتدة من القرن الرابع للقرن السادس الفترة الدهبية للغة السريانية وتميزت بوفرة الانتاج العلمي والأدبي (2)
كانت اللغة العربية هي أكتر اللغات اللي استخدمت الكلمات السريانية بسبب القرب الجغرافي بين العرب والسريان وبسبب احتلال العرب لسوريا واعتمادها مركز لدولتهن (الدولة الأموية) وبسبب نقل وترجمة الكتب السريانية للعربية بفترة الدولة العباسية.
كان كتير من السوريين ناطقين باليونانية وهاد ساهم بترجمة كتير من الكتب العلمية اليونانية للغة السريانية وهاد الشي كان بيفتقدوه العرب واللي استغلوه بعدين باجيار السوريين على ترجمة كل الكتب العلمية للعربية وخاصة بعهد هارون الرشيد بالعصر العباسي.
اليوم كتير من الكلمات المستخدمة باللغة العربية كمصطلحات هي كلمات سريانية الأصل وأول حدا استخدمها هنن السوريين القدماء (السريان) وهاد الشي طبيعي فالعرب عاشو ببيئة صحراوية فقيرة، وبسبب التشابه الكبير بين اللغات السامية فالكلمات السريانية الموجودة بالعربية اليوم ما بتبدو ككلمات أجنبية.
في كتير أسماء نباتات تعرف عليها العرب من السريان اللي كانو بعيشو ببيئة خصبة فيها كتير من انواع النباتات وغنية بالفواكة والخضار متل: كمون - رمان - زيتون - بطيخ - تين (1) وانذكر الزيتون والتين بالقرآن وحتى بعض الأسماء انتقل للغات تانية غير العربية فكلمة زيتون مستخدمة بلغات كتير بوسط آسيا وغربها متل التركية والأذرية.
كتير من المصطلحات دينية كان أول من استخدمها هنن السريان وانتقلت للعربية وخصوصا بعد الاسلام، فالدين بسوريا الطبيعية أقدم من المسيحية اللي نشأت فيها وبيميز هي الأسماء نهايتها بالواو والتاء منها: لاهوت - طاغوت - جبروت - ملكوت ومنها اللي كان ينتهي بالنون والياء متل: روحاني - جسداني - رهباني - نصراني - رباني - حقاني. (1)
بعض العلماء راحو لأكتر من هيك وقالو أنو القرآن 80 بالمية منو كلماتو آرامية سريانية وكان المستشرق الألماني كريستوف لوكسنبرغ مؤلف كتاب "قراءة آرامية سريانية للقرآن" واحد من هي الأبحاث بهاد الموضوع (4) والباحث السعودي لؤي شريف كان من بين الباحثين اللغوين اللي أكدو هاد الطرح وأنو العربية تبنت قسم كبير من كلماتها من السريانية.
وتحت عنوان "الجذور الآرامية للقرآن الكريم القديم ومدخل لفهم أفضل له"، أكد الشريف أنو الهدف الأول والأخير اللي بسعى الو هو الوصول لفهم أفضل للقرآن، وشاف أنو تعلمو للغة الآرامية والسريانية أوصلو لمعلومات ثمينة ما كان ممكن يعرفها لو ما تعلمها.
أسماء الأشهر المستخدمة اليوم في سوريا الطبيعية والعراق هي بالأصل سريانية والبعض حاول يعملها عربية إما بسبب جهلو أو قصداً في محاولة لطمس سوريّة سوريا. ممكن بالاطلاع على هاد المقال تشوف شرح كل الأسماء (معاني أسماء الأشهر السورية).
الفيزياء كانت من العلوم اللي اهتم فيها السوريين القدماء وكانت متطورة جداً وبتضم مصطلحات كتيرة متفوقة على كل اللغات السامية وكتير من اللغات العالمية اللي تطورت بعدين (3).
أهم مشاكل اللغة السريانية اليوم غير الاهمال الحكومي السوري هو أنو أغلب الكتب السريانية اندثرت وانحرقت وانفقدت وهاد منعنا من الوصول لكتير من المعلومات اللي تسجلت بالسريانية ومدى تطور العلم فيها، وكانت الفترة الأخيرة من العصر العباسي ابتداءً من فترة هارون الرشيد وانتهاء بالغزو المغولي لسوريا أصعب فترة في تاريخ اللغة السريانية والسبب الرئيسي في تراجعها، ولفقداننا آلاف الكتب السريانية.
اللغة السورية اليوم ممكن يشوفها البعض أنها لهجة عربية رغم أنها أقرب للسريانية من خلال قواعدها ممكن الاطلاع على مقال بهاد الخصوص "القواعد السريانية في اللغة السورية المحكية"
المصادر:
(1) كتاب لغة حلب السريانية ص7 ص120
مرحبا: ما صحة هذا المقال، قرأته على الفيسبوك:
ردحذفالآراميَّة لغة السيد المسيح لا العبريَّة
خلال رحلة المسيح إلى المدن الأردنيَّة (عشرة مدن) قد استمعوا إلى كلامه وتواصلوا معه وتقاطروا عليه عندما نزل في مدنهم وأرضهم بالرغم من سيادة اللغة اليونانيَّة لا سيما بين المثقفين وطبقة الفلاسفة إلا أنَّ الجذور العميقة لها دور بالامتناع عن غير لغتهم، ورغم وجود جامعة (أكاديمية جدارا) كلية الفلسفة والمنطق التي تُدرِّس باللغة اليونانيَّة ومنها أشهر وأعظم خريجيها الفيلسوف ميلياغروس الجداري توفي (40 ق.م) .
والمدن هي: مدينة عمَّان، مدينة جرش، مدينة بيلا، مدينة جدارا، مدينة بيت راس، مدينة ابيلا، مدينة ديون، مدينة اربد، بالرغم أن معظم هذه المدن قد سكت عُملتِها غير أنَّه لم يُعثر على كلمة (ديكابوليس) على أي من عُمَلِها إلا أنَّه عثر بجنوب الأناضول نص يذكر بشكل صريح مصطلح (ديكابوليس سريويو) أيِّ المدن العشر السريانيَّة وهذا يدل على مسيحيَّة مبكرة والانتقال من مصطلح المدن الآرامية (الوثنيَّة) إلى مصطلح السريانيَّة رغم كل الاضطهادات الرومانيَّة للمؤمنين بالمسيح.
(رحلة السيد المسيح إلى فينيقيا والمدن العشر) كتبها ألفرد دوران اليسوعي ونُشِرت سنة (1908) تروي معجزة السيد المسيح في كورا الجداريين، وقد عَثرت التنقيبات على كهف السيد المسيح في قرية جدارا (أم قيس اليوم) وأيضًا كهف -معمودية- السيد المسيح غرب مدينة عمَّان في قرية حوربرتا (عراق الأمير اليوم) وأيضًا كهف السيد المسيح في قرية بيت ايدس.
ويذكر ألفرد أنَّ مجموع المؤمنين بالمسيح بسياحته بالمدن العشر قد بلغ أربعة آلاف سوى النساء والصبيان وتبعوه ثلاثة أيام في القفار بعيدًا عن عيون الفريسيين والصدوقيين، ويذكر انتشار مسيحيَّة مبكرة في المدن العشر وأن مدينة بيلا (طبقة فحل اليوم) أصبحت ملجأ لمسيحيِّ أورشليم الأوائل قبل خراب المدينة وتدمير الهيكل على يد الإمبراطور تيطس سنة (70) حيث جاءهم وحي إلهي بالرحيل عن أورشليم قبل خرابها.