العقاب في التاريخ السوري
رمزية العُقاب عند السوريين مستمدة من الحضارات الكنعانية والآرامية والتدمرية
تواجد العُقاب في الحضارات السورية القديمة الفينيقية والكنعانية والآرامية واستمر بالتدمرية، وكان يستخدموه للعقاب أو الطيور الجارحة بشكل عام كرمز للقوة والآلهة، وكان ينقشوه على الأختام، التماثيل، القبور، المعابد، والرايات العسكرية.
وغالباً كان العُقاب رمز للإله أو الملك، لأنو بطير عالي وبشوف كل شي فكان تجسيد للسلطة والمراقبة الإلهية حسب السوريين القدماء.
من محافظة الحسكة وبعاصمة مملكة بيت بخياني الآرامية منشوف أوائل النقوش للعقاب والطيور الجارحة بالتاريخ السوري واللي بترجع للقرن العاشر قبل الميلاد يعني قبل حوالي 3000 سنة.
تمثال طير من تل حلف بطول 184 سم
عند الفينيقيين كان في أساطير معقدة ونظام كهنوتي متطور. آلهتهن ارتبطت غالباً بعناصر الطبيعة (الشمس، القمر، السماء، البحر...)، ومن بين هي الرموز، كانت الطيور الجارحة، متل العقاب والصقر واللي بتمثل القوة السماوية.
الطائر الجارح كان بيرمز للإله بعل إله العواصف والسماء والخصوبة، واللي كان يعتبر الملك السماوي. لأنو الطيور الجارحة بتحلق على ارتفاع عالي، وربطها الفينيقيين بـ السماء العُليا ومقام الآلهة، وفي بعض النقوش، بتظهر الإله بعل ماسك صاعقة، وجنبو أو فوقو طائر جارح، كرمز لسيطرته على السماء.
الإله الكنعاني الفينيقي بعل صفون من ملاحم أوغاريت
كان العُقاب رمز للحماية والسلطة الإلهية لهيك كانت الطيور الجارحة بنقشوها الفينيقيين على توابيت الملوك والنبلاء كرمز لحمايتهن في الحياة الآخرة.
في قطع أثرية من مدن فينيقية متل جبيل (بيبلوس) وصيدا، بتظهر الطائر الجارح وهو يحمل رمز شمسي، وهو رمز شائع في المشرق السوري، فالطائر الجارح بيمثل الإله الشمسي اللي بشوف كل شي وبيحمي العالم من الفوضى.
منحوتة على تابوت ملكي من جبيل (متحف بيروت)
خاتم فينيقي من صور وصيدا
بتدمر كان استخدام الطيور الجارحة شائع كتير كشعار بيرمز للقوة وبمعبد بعل شمين - صار ركام بعد تفجيرو من داعش - كان مكرس لعبادة إله السماء الكنعاني بعل شمين أيام مملكة تدمر، ومن لوحات المعبد منشوف عقاب منحوت تحت قوس، معبر عن السماء والحماية الإلهية والسلطة المراقبة.
باب مزخرف في معبد بعل شمين في تدمر
كان للعقاب والطيور الجارحة رمزية نفسية وأفروباخية (النفس والروح) لهيك كانوا ينقشوها على قبورهن وبأعلى أضرحتهن يمكن كرمز لرحلة الروح، لأنو كانوا بيعتقدوا أنو الروح بتحلق متل الطير بعد الموت.
لوحة محفورة على قبر عيلة تدمرية
عقاب أو نسر تدمري في متحف اللوفر بباريس
العقاب والطيور الجارحة في سوريا القديمة كانت دائما بتحمل دلالات ورموز سلطوية ودينية وكان السوريين من أوائل الشعوب اللي استخدمتها وانتقلت هي الرموز بعدين للرومان والبيزنطيين والعرب بمراحل تاريخية لاحقة.
االعقاب هو رمز عميق الجذور الحضارة السورية القديمة، بيرجع للألف التاني قبل الميلاد، وقت كان بيجسّد السلطة، الألوهية، والحماية. صلاح الدين الأيوبي أعاد توظيف هاد الرمز خلال الحكم الإسلامي الأيوبي، بس ما كان أول حدا استخدمو.
المصادر:
(2) NOTES AND DISCUSSION * THE PHOENICIAN SEAL FROM MILETUS: AN EPIGRAPHIC NOTE Stevens Bernardin*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق