المنطقة الشرقية قلب سوريا المهمش

سلة سوريا الغذائية ومصدر ثرواتها الباطنية بعيدة عن التنمية مغرقة بالتهميش



من أكتر المناطق الي انظلمت بسوريا هي المنطقة الشرقية، بلش التهميش تقريباً بنهاية الخمسينات وتكرس بعهد حزب البعث 1963، سبب التهميش مو واضح يمكن يكون بسبب مركزية وسيطرة القرار من دمشق وبعد هالمناطق عن المركز بالإضافة لإنشغال السلطة بتثبيت حالها وأنو آخر شي كانت تفكر فيه هو بناء وطن حقيقي، بالعكس كانو يتبعوا سياسة فرق تسد، فكل منطقة بسوريا انغلقت عحالها وانرسملها صورة نمطية وبكتير أحياناً صرنا نخاف من بعض أو ننظر لبعض نظرة فوقية.

وأكتر شي مؤسف أنو بهديك الفترة ما كان عنا كتير نقاط قوة ومن النقاط القوة القليلة كانت الدراما، بس حتى الدراما توجهت بشكل سخيف لتعزز هي الصورة فدائماً بيرسموا ابن المنطقة الشرقية بأنو جاهل، غير متحضر ومدهوش بكل مكان بيصلو، بيعملوا  اللبس ولهجة بطريقة مبالغة ومبتزلة ليعززوا هي الصورة، فولا مرة شفنا مسلسل عم يعرض قصة حياة شخص من الدير او الحسكة بطريقة درامية وموضوعية.

ولا مرة شفنا مادة تلفزيونية عن تاريخ هالمنطقة والحضارات الي مرت عليها والي للأسف كتير مننا بيجهلها من ماري قريب البوكمال، لنمر بتل براك (ناغار) بالحسكة اللي كانت مركز ديني واداري للسومريين، لنوصل لاقدم كنيس يهودي وكنيسة مسيحية معروفة حتى الآن بدير الزور (دورا أوربوس) وغيرهن كتير..

وإذا منترك التاريخ ومنحكي بالحاضر فالحسكة لحالها كانت تنتج أكتر 40% من القمح السوري، يعني غالباً ما حدا ما أكل من قمح الحسكة وغير القمح في الدهب الأبيض الاسم الي بيسموه للقطن بسبب قيمته التصديرية وجودته وأنو كان يشتغل في عائلات كتار ومع أنو المنطقة الشرقية كانت السلة الغذائية لسوريا الا أنو الاهتمام بالموضوع كان صفر، يعني وسائل زراعية بدائية ولا في معامل ولا اهتمام وموضع نقص الاهتمام أو عدمو مو بس بقطاع الزراعة، كمان الثروات الباطنية فالمنطقة بتختزن أهم احتياطات النفط والغاز الطبيعي بسوريا، خصوصاً بمناطق مثل رميلان والشدادي، وكانت بتشكّل مصدر أساسي للدخل الوطني قبل الحرب. ورغم هيك، ما استفادت المنطقة من هالثروات، لا بخدمات، ولا بتطوير، ولا بمشاريع تنموية، وضلّت مواردها بتستنزف بعيد عن أهلها، يعني الاستفادة من طرف واحد كانت.

وبدنا نحكي عالوطنية فمنذكر ثورة الفرات 1925- 1926 ضد الفرنسي الي قادها أحمد العلي العساف، والدعم الي قدموا أهلنا بالفرات لأخواتون بباقي المدن فكانوا جزء وسبب لاستقلالنا من العثماني والفرنسي.

والأهم والأحلى كل حدا عندو رفيق من المنطقة الشرقية بيحكي عن الكرم والنخوة وطيبة القلب، الجامعات بكل المدن التانية كانت مليانة طلاب من المنطقة الشرقية كلهن بساطة وطيبة وثقافة وعلم متل أي سوري.

كتير شي بيزعل أنو نشوف فيديوهات لمجموعة شباب خلينا نقول عنهن مو مسؤوليين، طايشين او متحمسين عم يعملوا ممارسات استفزازية لكل سوري بأماكن عامة والها خصوصيتها، نحن منعتز بتراثنا ورقصاتنا وأكلاتنا ومندافع عنهن بس بالمكان والزمان الصح، الأماكن العامة بكل مكان في قواعد لازم الواحد يحترمها، والحرية بتوقف لما تصير اساءة لمكان أو لمشاعر أشخاص وهالشي كلنا ضدو، بس كمان الهجوم الي عم نشوفو بالتعليقات على أهلنا بالدير مرفوض.. يعني 100- 200 أو حتى 1000 شب غير واعي ما بيمثلو 3.7 مليون شخص من المنطقة الشرقية باحصائيات الـ 2010، متل ما شفنا هالشباب المو مسؤولة كمان شفنا كتار من المثقفين، الوطنيين، الأطباء، العمال الثوار الحقيقين الي اشتغلوا لهالبلد وساهموا بكل النواحي الخدمية في سوريا.

التجييش عمدينة أو منطقة ما بيقل خطورة عن تهميشها، ورح يكون سبب بزيادة الشرخ اللي بيناتنا، ويبعدنا عن حلمنا بسوريا دولة مدنية لكل السوريين.

وأهلنا بالمنطقة الشرقية هنن أهلنا بكرمهن، ووطنيتهن وعاداتهن وأكلاتهن الطيبة وأهم من كل هاد بسوريتهن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق