علم سوريا في فلسفة الرفض

علم سوريا الجديد يرفضه الفلول ويحاربه المتطرفون




العلم الوطني لكل بلد يعتبر من أهم الرموز الوطنية، وبمثل الهوية والسيادة والتاريخ لهي البلد والدولة، وسوريا كبلد بعاني من أزمة هوية، العلم الوطني ومن سنين عم يكون محل نقاش وجدال بين السوريين وخصوصاً مع تغيير العلم بشكل رسمي واعتماد علم الاستقلال (الأخضر) بدل علم الوحدة (الأحمر).

في البداية لازم نستذكر تاريخ العلمين السوريين وبشكل حيادي وبعيداً عن الانحياز السياسي وبمقال سابق انكتب قبل سقوط النظام بتاريخ 9 أيلول 2020 (النجمة الخضراء أم الحمراء أيتهما تمثل سوريا؟) كان ملخص المقال أنو كل علم مثل حقبة من تاريخ سوريا بحلوها ومرها، ورغم أنو الألوان المعتمدة بالعلمين ما بتمثل تاريخ سوريا وحضارتها الممتد آلاف السنين بشكل حقيقي ألا أنو العلم الأخضر مو علم انتداب وهو أول علم بيعتمده الشعب السوري وبشكل ديمقراطي، ورغم أنو العلم الأحمر ارتبط أكتر بالفكر البعثي والعروبي ففي سوريين استشهدوا تحت راية هاد العلم بحروب مع اسرائيل، وفي أبطال رياضيين رفعوه لأنو بمثل سوريا والسوريين بوقتها.

رفع علم الاستقلال جانب قلعة حلب يوم الجلاء عام 1947

بعد سقوط النظام كان لا بد من تغيير العلم اللي ارتبط وجوده مع وجود عيلة الأسد وفكر البعث، ولا بد من تأييد فتح صفحة جديدة بالعودة لاستخدام علم الجمهورية السورية الأول، علم الاستقلال وخصوصاً بعد تبني الثورة السورية للعلم وارتباط العلم بشعارات الحرية.

رغم عدم ارتباط ألوان العلم ورموزه بتاريخ سوريا الحقيقي بس قدر العلم يحمل رمزيتين الأولى واللي هي الأساس للرمزية التانية أنو هاد العلم هو أول علم لجمهوريتنا وبمثل فترة ذهبية بتاريخ سوريا من تعددية سياسية ونهضة اقتصادية رغم غياب الاستقرار السياسي لحد كبير، أما الرمزية التانية فكسبها هاد العلم مع اعتماد الثورة السورية الو، ثورة ضد نظام الأسد بدها تعيد بناء الجمهورية الأولى وتستعيد الحرية والتعددية السياسية.

سوريين عم يحتفلوا بالاستقلال عن فرنسا بدير الزور عام 1947

اليوم وبعد بداية جديدة لسوريا بنهاية نظام الأسد فئات من السوريين عم ترفض العلم الوطني الجديد لأسباب مختلفة، منها فئة الفلول وكل اللي تبنو روايات نظام الأسد عن الثورة وربطها بالمتطرفين وهي الفئة عم تجد صعوبة بتقبل العلم الجديد، والمثير للسخرية أنو الفئة التانية الرافضة للعلم هي المتطرفين نفسهن اللي برفضو وجود أي علم وطني بالأساس.

رغم محاول هيئة تحرير الشام وكل المجموعات اللي معها أنو يكونو ممثلين للثورة ويتبنو علمها مؤخراً، بس الواقع والمتابع للثورة قبل سقوط نظام الأسد بيعرف تماماً أنو الايديولوجية الجهادية السفلية ومنها النصرة وداعش بترفض الفكرة الوطنية الوطنية بالأساس، ووصلت فيهن ليعتقلو ناس رافعين العلم بمناطق سيطرتهن.

الجماعات المتطرفة والجهادية ما اكتفت برفض العلم فهنن دنّسو العلم واهانو رمز الوطن بأكتر من مناسبة واعتبر بعضهن العلم بمثل الكفار وبرمز للانتداب متل رواية نظام الأسد عنو بعد بداية الثورة وهاد الشي دائما بالفترة اللي سبقت سقوط النظام.

هيئة تحرير الشام عم تحرق وتدنس علم سوريا في الاتارب عام 2019

رغم محاولات السلطة الحاكمة الممثلة بهيئة تحرير الشام أنو تكون ممثل شرعي للثورة وأفكارها ورموزها بس الواضح أنو لليوم مو قادرة تتغلب على الفكر السلفي وتتبنى فكر وطني بمثل كل السوريين من خلال تفضيلها رفع علم التوحيد الأبيض اللي بتستخدمه الهيئة بالاستعراضات العسكرية والأمنية التابعة لوزارة الداخلية والدفاع بدل استخدام العلم السوري كعلم وحيد ورسمي لكل نشاطات الوزارتين رغم محاولات الحكومة بلعب دور وطني من خلال معاقبة أي حدا ما بيحترم العلم اللي هي نفسها ما بتحترمه. 

بالمقابل الفئة اللي بتعادي الثورة وبتشوف منها ثورة اسلامية متطرفة عم ترفض تقبل العلم وبتربطها بهي الحركات المتطرفة كمان!!

استعراض عسكري لقوى الأمن السورية في حمص نيسان 2025

محاولة بناء هوية سورية جامعة واعتماد رموز سورية جامعة مو مهمة سهلة أبداً لمجتمع مفكك ومنقسم بفعل نظام جرد قسم كبير من الشعب من كل المشاعر الوطنية، وشوه كل شي ممكن يوحد السوريين، سواء بعلم صار رمز لطائراته ودباباته اللي قتلت السوريين، سواء بعلم ربطه بجهاديين ومتطرفين ارتكبو إجرام ما بقل بشاعة عن جرائم النظام نفسو.

دور الوطنيين اليوم هو توحيد السوريين تحت راية علم واحد وشو ما كان العلم، وبحكم أنو العلم الأكتر شعبية اليوم واللي بيحمل الرمزية والشرعية الأكبر هو العلم اللي اختاره أجدادنا بفترة الاستقلال وقيام الجمهورية وصار بمثل بعدين الثورة اللي اسقطت نظام الأسد عام 2024، ما ضل خيار تاني قدام السوريين على الأقل للمستقبل القريب غير هاد العلم ليكون ممثل لسوريا بشكل رسمي ولكل السوريين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق