نوري اسكندر حارس الموسيقى السورية
أفنى حياته في خدمة التراث السوري وإحياء الموسيقى السريانية
الموسيقار نوري اسكندر واحد من أهم الموسيقيين في تاريخ سوريا المعاصر. ولد في مدينة ديرالزور عام 1938 من عائلة نزحت من مدينة الرها (أورفا حاليا) بعد مجازر سيفو.
انتقل نوري اسكندر لمدينة حلب ودرس الموسيقا فيها على أيد الموسيقي الروسي ميشيل بوزيرنكو. وبعد ما خلص البكلوريا سافر لمصر، ودرس بالمعهد العالي للتربية الموسيقية في القاهرة عام 1959 وتخرج عام 1964.
رجع نوري إسكندر لحلب واشتغل بتدريس الموسيقا في ثانويات حلب بنص الستينيات، وكان الو دور كبير بتخريج أهم الموسيقيين في حلب وخصوصاً بعد ما تسلم إدارة المعهد العربي للموسيقا (معهد صباح فخري حاليا) بين عامي 1996و 2002 اللي يعتبر تاني أهم معهد موسيقي في سوريا بعد المعهد العالي للموسيقى بدمشق.
انعرف عن اسكندر اهتمامه وحبه للموسيقا الشرقية، وعمل أبحاث ودراسات عن جذور الموسيقى السورية وساهم بجمع ونقل التراث الشفوي لمدونات موسيقية وخصوصاً الموسيقى السريانية اللي بترجع أصولها لمدرسة الرها ومدرسة دير الزعفران كان أول من دون الألحان السريانية على شكل نوط موسيقية حديثة ضمن كتابين.
عام 1973 شارك نوري إسكندر بأول مهرجان تخصصي للموسيقى السريانية صار بالقاعة الكبرى لقصر اليونسكو في بيروت، وقدم عدد من مؤلفاته في مجال الفولكلور السرياني اللي اشتغل على تطويرها وبناها بأساليبه الحديثة. كتب نوري إسكندر أعمال موسيقية كتيرة أصلها من الأعمال الفلكلورية وأهمها الأوبريت السرياني برقانا (الخلاص)، ومن أشهر أعماله المسرحية الغنائية (قلعة حلب) اللي كتبها عام 1997 واللي كان فيها أغاني شعبية سورية كانت الألحان التراتيل السريانية أساسي في ألحانها.
ألف نوري إسكندر كتير من الموسيقى الكنسية للكنيسة السريانية بالإضافة لموسيقى تصويرية لكتير من المسلسلات والأفلام السورية منهن أغاني مسلسل (الثريا) للمخرج هيثم حقي عام 1997، وفيلم (الترحال) للمخرج ريمون.
ألف موسيقا المسرحية اليونانية (باخوسيات ليروبيديس)، وعمل حفلات موسيقية في السويد اللي انتقل عليها أخر فترة حياته.
من أقواله:
"التراث الموسيقي السوري هو حصيلة مجموعة ألحان فولكلورية شعبية وأصيلة ومعبرة عن روح الشعب وأفراحه ومعاناته"
"تعتبر الموسيقا السريانية مرجعية هامة للموسيقا السورية ذات الشخصية المتميزة وهي تتألف من قسم من الألحان القديمة، التي كانت تغنى في المعابد قبل المسيحية، والقسم الآخر هو من الألحان الشعبية، وقسم من تأليف وإبداع أناس آخرين يحبون الموسيقا، منهم الفخارون الذين لعبوا منذ القديم دوراً متميزاً في الموسيقا. إضافة إلى ذلك هناك تأثيرات أخرى للألحان اليونانية حيث تتجاوز خمسين لحناً جاءت من جزيرة قبرص وكريت في القرن السابع والثامن وقام بترجمتها يوحنا الدمشقي ثم ترجمت إلى السريانية وتم غناؤها. مجموعة التراتيل هذه، ورغم اسمها الديني، هي ألحان شعبية تعود إلى ما قبل المسيحية حيث يمكننا القول إنها تشكل مرجعية الموسيقا السورية"
من أسباب هجرته للسويد وتركه وطنه سوريا حسب ما أعلن للصحافة هو وقف الدعم الكامل لأبحاثه الموسيقية رغم أنو كل شي طلبه هو استئجار غرفة فيها كمبيوترين ومساعد مشان يساعده بأبحاثه بعد ما طف السبعين سنة من عمره وبشوف أنو الحد الأدنى اللي بتقدمه السويد أفضل وبساعده على استكمال والاستمرار بأبحاثه الموسيقية.
توفى نوري اسكندر بالسويد في 25 كانون الأول عام 2023 وهيك بتفقد سوريا واحد من أهم موسيقاريها اللي اشتغلو على حماية الموسيقى السورية القديمة (السريانية) وتدوينها وتطوريها.
من آخر أعماله سوريا السلام فيديو يوتيوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق