السوريون وجلد الذات

لماذا يقلل السوريون من قدراتهم وإمكانياتهم؟




جلد الذات وفقاً للمصطلح العلمي هو مرض نفسي بتسم بمبالغة الشخص بالقسوة على حالو ولوم نفسو على سلوكيات سليمة، وببالغ بتضخيم أغلاطو نتيجة للإفراط في التقليل من النفس والشعور بالدونية، بسبب مواقف وأحداث عاشها. (1)

الخلط بين نقد الذات وبين جلد الذات، هو الأخطر، فلا شك من شروط التطور والتقدم أنو نعرف أغلاطنا ونعترف فيها بدون ما يتحول الحديث عنها لآلة مدمرة لأي أمل بمحاولة تغير هي الأخطاء أو التغلب عليها.

الحديث عن تاريخ سوريا والأمة السورية وعن انجازات لشخصيات معاصرة وتاريخية سورية بكون الغاية منو اظهار قدرة السوري على الابداع والتألق، ومحاولة تشجيع واعادة الثقة للسوري، ومحاولة اعطائو شوية أمل بالقدرة على التغيير، وهاد الشي بيستفز البعض لرغبتهن بحصر سوريا بتاريخ معين والبناء على أساسو مستقبل امتداد للوضع الحالي بدون أي أمل.
 
بقول الأديب الأنكليزي جورج أورويل: 

"إن الطريقة الأكثر فعالية لتدمير شعب، هو إنكار وطمس فهم ذلك الشعب لتاريخه"
"إن كان هنالك من أمل، فالأمل يكمن في عامة الشعب"

اللي ما بيقدر يحمي ماضيه وتاريخه ما رح بيقدر يحمي مستقبله.

الكلام عن مجد ماضي بدون أي عمل مالو أي فائدة أكيد، لكن بث الطاقة السلبية واستمرار بجلد الذات هو عامل سلبي بالمطلق، وقتل لأي بصيص أمل.

نجاح أي سوري اليوم هو نجاح لكيان الأمة السورية، هو نجاح لكل السوريين اللي عبعيشو ظروف متشابهة وبأوضاع مو مثالية أبداً.

وعلى السوريين اليوم المبدعين بجلد الذات واللي بتفننو وبستلذو بتكرار كل السلبيات يستخدمو طاقتهن ويوجهو ابداعهن لطرح حلول أو يسعو لتغيير الواقع بدل الهرب والاكتفاء بالسخرية والتحقير لكل شي سوري اليوم متل ما عمنشوف على صفحات سورية كتير.

المشكلة ما بتكمن بالجينات السورية بما أنو أجدادنا قدرو يبدعو بكل المجالات، وكل الأمم مرت بحالات ضعف وعاشت حروب أهلية قبل ما ترجع تنهض.

الظروف القاسية اللي مرينا وعمنمر فيها لازم نحولها لعامل إيجابي لمستقبلنا، فالظروف لازم تقوينا، وتبعدنا عن الاتكالية، وتعزز روح المبادرة عنا.

بالأخير لازم نعرف دوام الحال من المستحال، ولا حياة بلا أمل ولا أمل بلا عمل.

مقالة سابقة عن عطاء السوريين تاريخياً: السوريون عطاء لا يتوقف عبر التاريخ

المصدر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title