السوريون في تركيا بين المطرقة والسندان
ورقة اللاجئين السوريين أقوى أوراق الانتخابات التركية
يوم عن يوم ووضع السوريين في تركيا عم يزداد تعقيد وخطر لتعرضهن لهجمات عليهن وعلى ممتلكاتهن متل ما صار من قبل في أنقرة بعد مقتل تركي وهاد الهجوم ما كان الأول ولا رح يكون الأخير، فالهجوم على السوريين وبيوتهن وتكسير محلاتهن وسياراتهن صار بمدن كهرمان مرعش، وقيصري، وغازي عنتاب، واسطنبول ودائما يتكون كردة فعل انتقامي بسبب سوري أو عدة سوريين شاركو بمشاجرة مع أتراك لأسباب مختلفة.
الخطر اللي عم يشغل السوريين كمان خطر الترحيل أو ألغاء اقامتهن وهاد الشي اللي عم تلوح فيه المعارضة بشكل دائم لجذب صوت الناخب التركي، وبتصدر شعار مغادرة السوريين الحملات الانتخابية.
حسب الاحصائيات الرسمية التركية فعدد اللاجئين السوريين في تركيا تجاوز 3 مليون ونص المليون بينهن أكتر من نص مليون في اسطنبول لوحدها.
وبتشير التقديرات أنو حوالي 300 ألف سوري حصلو على الجنسية التركية الاستثنائية.
أزمة اللاجئين السوريين في تركيا كانت بدايتها مع وصول أول دفعات اللاجئين السوريين عبر الحدود بأعداد كبيرة خاصة على المدن الحدودية وهاد شكل حالة صدمة وهلع من المواطنين الأتراك وخوف من تغير ديمغرافية مدنهن، فمدينة كلس الحدودية صار بشكل السوريين فيها 80 بالمية من سكانها !
أغلبية اللاجئين السوريين في تركيا هنن من مناطق ريفية وأحياء المدن الفقيرة وأغلبيتهن وبعد سنين من وجودهن في تركيا ما بجيدو اللغة التركية، اللي شكلت حاجز ثقافي كبير مع السكان الأتراك وكانت أهم مسببات المشاجرات بسبب سوء الفهم.
استغل أصحاب المصانع والورشات العمال السوريين، فالسوريين ما بينعملهن تأمين صحي وبياخدو رواتب أقل من رواتب الحد الأدنى اللي أقرها القانون التركي وهاد بسبب جهل السوريين بالقوانين التركية، وبالتالي أدى لفقدان أتراك وظائهن وزاد الشعور السلبي اتجاه السوريين.
لعب الاعلام المعارض دور مهم بتشويه صورة اللاجئين السوريين اللي استقبلهن الحزب الحاكم لأغراض سياسية بحتة، وكان من خلال تصليت الضوء على أي تجاوز أو جريمة عملها لاجئ سوري وهاد كان بمثابة تحريض مباشر على السوريين.
مطرقة أردوغان والحزب الحاكم
دخول السوريين بشكل عشوائي وبأعداد كبيرة ودون أي تنظيم أو متابعة كانت بداية المشكلة، تحويل قضية اللاجئين السوريين لورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي والتلويح بفتح الحدود وارسال السوريين كان فيها اساءة كبيرة واهانة للشعب السوري اللي وصفو بالبداية بالمهاجرين واعتبر الأتراك هنن الأنصار.
اعلان أردوغان عن صرف مبالغ هائلة على اللاجئين السوريين بغرض تحصيل دعم أوروبي سبب نقمة كبيرة من الأتراك على السوريين معتبرين أنو حكومتهن عبتصرف ضرائبهن على السوريين، رغم أنو هاد الشي ما كان موجود ووضع السوريين في تركيا اقتصادياً سيء كتير.
استغلال أردوغان لشباب سوريين بحروبو في ليبيا وأذربيجان وتحويل السوريين لمرتزقة كان واحد من أبشع عمليات الاتجار بالبشر اللي تعرضلها السوريين وخصوصا بعد مقتل المئات منهن.
تجنيس أردوغان لمئات الآلاف من السوريين النخبة كان بهدف استغلالهن لصالح تركيا وبنفس الوقت ضمان أصوات داعمة الو في الانتخابات على اعتبار السوريين بأغلبيتهن رغم كل شي بأيدوه.
سندان المعارضة التركية
المعارضة التركية متلها متل اي معارضة سياسية في العالم بتنتقد أي شي بتعملو الحكومة وبتحاول تركز على سلبيات أي قرار حتى لو كان قرار انساني، ولكون الشعب التركي بطبعو بميل للأفكار اليمينية فحتى أكبر أحزاب المعارضة واللي هو حزب الشعب الجمهوري (اليساري) تبنى أفكار يمينية نوعاً ما واتخذ مواقف متشددة من اللاجئين السوريين لكسب أكبر قدر ممكن من الأصوات بالانتخابات المقبلة، وصرح رئيس الحزب أنو أول شي رح تعملو المعارضة بعد ما تصل للحكم هو ارسال السوريين لبلادهن !
تصريحات المعارضة التركية العلنية شكلت حالة رعب عند السوريين اللي أغلبهن معارضين لنظام الأسد وعودتهن لسوريا بالوقت الحالي ممكن تشكل خطر على حياتهن.
السوريين في تركيا واللي بعاني أغلبهن من أوضاع اقتصادية سيئة إضافة للمارسات العنصرية اللي عبتتزايد يوم بعد يوم سواء في الشارع أو حتى ببعض دوائر الدولة أحيانا صارو بواجهو اليوم خطر الترحيل مع زيادة المؤشرات بفوز المعارضة في الانتخابات المقبلة، وهاد بتركهن بين مطرقة وسندان ومستقبل مجهول بطرح أسئلة كتيرة منها لو بقي أردوغان بالحكم رح تخف المشاكل مع المواطنين الاتراك؟ وإذا انتصرت المعارضة رح تقدر تنفذ وعدها بترحيل السوريين؟
الأيام رح تجاوب بس يبدو أنو الصورة قاتمة على الأقل بالنسبة للمتابعين عن قرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق