قصة برلمان سوري نادر
الانتخابات التي أعطت الأمل لسوريا وتنفس السوريون الحرية فيها
الانتخابات البرلمانية السورية عام 1954 هي فرصة ممتازة لتسليط الضوء على لحظة تاريخية مهمة بالحياة السياسية السورية وقت عاشت سوريا بكانون الأول عام 1954 وحدة من أبرز المحطات الديمقراطية بتاريخها الحديث لأنو أجت هي الانتخابات بعد سلسلة طويلة من الانقلابات العسكرية يلي عطّلت الحياة السياسية، وأبرزها حكم أديب الشيشكلي يلي تم الأطاحة فيو أول العام نفسو. وبعد ما رجع العمل بدستور 1950، انطلقت سوريا نحو تجربة ديمقراطية حقيقية، بتعتبر من أنضج اللي عاشتو المنطقة هديك الفترة.
مع سقوط الحكم العسكري، صار بسوريا أجواء فيها انفتاح سياسي، لأنو رجعت الأحزاب للشغل بحرية، وشاركت بالانتخابات التشريعية يلي صارت بأيلول، وبلش البرلمان الجديد شغلو بكانون الأول سنة 1954 وهي اللحظة مثّلت استعادة للشرعية الدستورية، وفتحت الباب قدام التعددية الحزبية والمنافسة البرلمانية النزيهة.
شارك بالانتخابات طيف واسع من الأحزاب، وكانت النتائج بالشكل التالي:
حزب الشعب بقيادة ناظم القدسي (30 مقعد)
حزب البعث بقيادة أكرم الحوراني (22 مقعد)
الحزب الوطني بقيادة رشدي كيخيا (19 مقعد)
الإخوان المسلمون (4 مقاعد)
إضافة إلى الحزب الشيوعي، السوري القومي، وحزب التعاون
وأخد المستقلين وقتها على 60 مقعد، وشكّلوا أكبر كتلة مستقلة بتاريخ البرلمانات السورية.
هي الانتخابات ما كانت مجرد حدث انتخابي، بل كانت تعبير عن نضج سياسي، لأنو وقتها مارس البرلمان صلاحياتو التشريعية والرقابية بحرية كاملة وشهدت الصحافة نشاط غير مسبوق، وتم مناقشة السياسات العامة بجرأة تامة وعندها تم تداول السلطة بشكل سلمي، وتولى فارس الخوري رئاسة الوزراء بعد الانتخابات.
رغم نجاح هي التجربة، إلا أنها ما دامت كتير. لأنو بعام 1958، تم إعلان الوحدة بين سوريا ومصر، وهاد تسبب بحل كل الأحزاب وتعطيل الحياة البرلمانية، ودخول البلاد في مرحلة حكم مركزي من القاهرة تحت قيادة جمال عبد الناصر.
بكل اللي حملتو هي الفترة من زخم سياسي وتعددية حزبية، انتخابات عام 1954 بسوريا ما كانت إلا تجسيد للحظة نادرة من النضج الوطني، لأنو وقتها التقت إرادة الشعب مع فرصة تاريخية لصياغة مستقبل ديمقراطي. وما كانت مجرد صناديق اقتراع، لأنها كانت تعبير حيّ عن شوق السوريين للحرية، والمشاركة، وبناء دولة بتندار بالعقل مو بالسلاح، وبالحوار مو بالإقصاء. ورغم أنو هي التجربة ما طولت كتير، بس وهجها لهلق عم يلهم كل مين بيؤمن بأنو الديمقراطية بسوريا مانها ترف، بل ضرورة لحتى تبقى سوريا وحدة متماسكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق