الفيدرالية طريق سوريا نحو الانفصال
حين يتحول الجهل بالمفاهيم إلى أداة للترويج للانفصال عبر الفيدرالية
عم يتم الخلط بين المطالبات بحكم أهل محافظة ما لمحافظتهن مع تشكيل انتخابات محلية بكل منطقة، وبين الفيدرالية، والواقع هو أنو مصطلح الفيدرالية هو تماما شي مختلف عن هاد الشي اللي ممكن يتطبق بوجود دولة مركزية.
عم يستغلّوا بعض الشيوخ الطائفيين، ومعهن كم سياسي انفصالي، جهل كتير من السوريين ببعض المصطلحات، ليبيعوا أفكار انفصالية بتشكّل خطر كبير على وحدة سوريا، أفكار عم يلمّعوها وبيصوّروها وكأنها الحل السحري للأزمة السياسية، بس بالحقيقة إذا اتطبقت رح تكون متل البسمار الأخير بنعش الجمهورية السورية الموحّدة.
عم يتم الخلط كتير بين المطالبة إنو أهل كل محافظة يديروا شؤون محافظتهن ويعملوا انتخابات محلية فيها وهي مطالب مشروعة، وبين الفيدرالية اللي هي التمهيد للانفصال الحقيقي ببلد متل سوريا.
أول شي خلينا نعرف شو هاد الحكم الذاتي الفيدرالي؟ وليش هو خطر على وحدة سوريا؟
بالنظام الفدرالي بيكون البلد عبارة عن اتحاد ولايات أو أقاليم متل: الولايات المتحدة وألمانيا، وبيكون في دستور فيدرالي بيوزع السلطات بين الحكومة المركزية وحكومات الأقاليم، وبيكون لكل إقليم حكومة وبرلمان خاصين فيو، وألو سلطات كبيرة بالتشريع والتنظيم، بس بيضل جزء من الدولة الموحدة، وبيلتزم بدستورها الفيدرالي.
الحكومة المركزية بتحتفظ بالسلطات السيادية الكبرى متل: السياسة الخارجية، الدفاع والأمن القومي، والعملة الوطنية.
رغم أنو لفيدرالية بحد ذاتها مو خطر إذا كانت الدولة قوية، وفيها دستور توافقي، ومجتمع مستقر (متل ألمانيا أو سويسرا). بس بحالة سوريا بعد الحرب، مع الانقسامات، والاحتلالات الأجنبية، وضعف المؤسسات، الفيدرالية ممكن تتحول لمرحلة انتقالية نحو التقسيم بدل أنو تكون وسيلة للتعايش.
سبب هي المخاوف بسوريا بيرجع لعوامل كتيرة أهمهن هو التنوع القومي والطائفي مع ضعف الثقة بين هي المكونات بعد الأحداث الأخيرة، وببيئة متل هي وإذا انعطت الأقاليم صلاحيات سيادية واسعة، ممكن يميل كل إقليم للتصرف ككيان مستقل، خصوصي إذا حس أنو بيقدر ينفصل شي يوم.
بسوريا اليوم كمان بتغيب فيها مؤسسات الدولة القوية اللي بتقدر تضبط الأقاليم، والفيدرالية بتحتاج حكومة مركزية قوية، وقضاء مستقل بيضمن الالتزام بالدستور.
كمان الفيدرالية بسوريا رح ترفع احتمال التدخل الخارجي فممكن نشوف دول بتدعم أقاليم معينة وبيسهل هاد الشي مع الوقت تحويلو لحليف مستقل ضد الأقاليم التانية أو حتى الانفصال عن سوريا.
بالإضافة لنقطة في كتيرين مو منتبهين ألها هي إنو بعض الأقاليم فيها ثروات (نفط، مياه، زراعة)، وبعضها فيها منافذ بحرية وجوية موانئ ومطارات بس في أقاليم تانية فقيرة، وهاد ممكن يسبب صراع اقتصادي وسياسي كبير بين الأقاليم، وبينها وبين الحكومة المركزية، ومحافظة السويداء أكبر مثال على محافظة فقيرة بالموارد والثروات وحتى البنية التحتية.
طيب بالحالة السورية وبدون ما نعرض سوريا لخطر التفكيك، وبهي الأجواء المشحونة اللي فيها الثقة معدومة، شو الحل؟
الحل ببساطة هو حكم أهل المنطقة لمنطقتهن يعني نظام الإدارة المحلية (Local self-rule) وهاد النظام بيصير غالباً ضمن دولة موحدة، ومطبق بدول كتيرة متل فرنسا وتركيا، وبيعطي القانون صلاحيات إدارية للمجالس المحلية أو البلديات أو المحافظات وبيصير في انتخابات محلية بينتخب أهل كل منطقة أو محافظة ممثليهن لإدارة شؤون مناطقهن وبنفس الوقت بيبقى للبلد دستور واحد، برلمان واحد بيمثل كل المواطنين.
بالأخير لا تنخدعوا بالشعارات الرنانة اللي بتأكد على وحدة سوريا طالما المطلب الجوهري هو مشروع ممهد للانفصال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق