جريمة تنتظر العدالة
جريمة غاز السارين التي حولت غوطة دمشق لمقبرة جماعية بلد دماء
تاريخ الجريمة :21 آب 2013
مكان الجريمة : غوطة دمشق
بساعات الفجر الأولى من يوم صيفي شهدت منطقة الغوطة في بلدات: زملكا، عين ترما، كفر بَطنا والمعضمية هجوم جوي من صواريخ تابعة لقوات النظام السوري السابق على مناطق سكنية، هي دقايق قليلة كانت كفيلة بإنهاء حياة أكتر من 1144 شخص اختناقاً (حسب SNHR)، بدون دم، ماتوا وهنن نايمين، ما فاقوا بسبب استنشاقهن لغاز السارين القاتل للأعصاب والمشلوف من مناطق خاضعة لسيطرة الأسد بوقتها.
إجا هاد الهجوم بعد أشهر من حصار خانق لهي البلدات اللي كانت بتعاني من نقص حاد من المواد الغذائية والطبية، وقطع للتيار الكهربائي والإنترنت والخدمات الرئيسية كعقوبة لهي المنطقة الثائرة، والمفارقة بهاد الأمر أنو هاد الهجوم إجا بالوقت اللي بتتواجد فيو بعثة أممية من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في دمشق، وهاد بيدل على تحدي واضح للمجتمع الدولي.
الجريمة المدروسة:
فكّر أغلب أهالي الغوطة أنو الهجوم عليهن كان مجرد قذائف هاون أو راجمات صواريخ متل العادة، فصاروا ينزلوا للأقبية بدل ما يطلعوا للطوابق الفوق وهاد اللي سبب ارتفاع أعداد الضحايا، بالإضافة لعدم القدرة على إجلاء المصابين لصعوبة الوصول إلهن ونقلهن للنقاط الإسعافية، ولعجز المراكز الطبية على التعامل مع حالات الاختناق اللي صارت.
ما كان اختيار التوقيت لتنفيذ هاد الهجوم عبثي، لأنو كان كل الأهالي نايمين ببيوتهن وخاصة النساء والأطفال، ولأنو الجو كان شوب بهديك الفترة ولانعدام الكهربا ما كانوا قادرين يستخدموا مكيفات أو مراوح فكانوا يتركوا الشبابيك مفتوحة، وبالتالي دخول غاز السارين للبيوت مباشرة وقتل كل اللي فيها، حتى العيل اللي حاولت تهرب لسطوح البنايات انقصفت جو وبر، وهاد الشي زاد حجم هي الكارثة .
أثر الجريمة على النساء في مرحلة الإنقاذ:
ذكرت منظمة "النساء الآن" بتحليلها النسوي لسياقات جريمة الكيماوي "الجريمة المستمرة"، أنو التعامل مع النساء بعملية الإنقاذ كان صعب ومربك، خاصة بغياب المنقذات النساء بفرق الإنقاذ والإخلاء بليلة الجريمة فكان لازم على المنقذين أنو يخلعوا الأبواب ويقتحموا البيوت، بوقت كانت النساء النايمات فاقدين للوعي، ولتخفيف أثر الهجوم كان لازم على الرجال يشيلوا التياب الصيفية قدر الإمكان ورش الجسد بالمي، ونحن منعرف أنو معظم النساء بالغوطة مغطايات ولبسهن محافظ وقت اختلاطهن مع الرجال، لهيك كانوا يشيلوا التياب عن الأطفال والرجال دون النساء.
المجتمع المحكوم بعادات وأعراف دينية وثقافية تمييزية جندرية، خلّت التعامل غير مريح مع تعرية جسد المرأة لإنقاذها إذا كان المنقذ أو المسعف رجّال، وهاد الشي ساهم بارتقاء عدد كبير من النساء نتيجة تردد بعض المنقذين عن لمسهن.
والجدير بالذكر أنو عدد المشافي المجهزة كمشافي قائمة في بلدات الغوطة الشرقية هو عدد قليل، لهيك تم استحداث نقاط طبية بديلة لإستقبال المصابين بأماكن غير صحية وغير منعزلة وغير مجهزة بأدوية ومعدات بتساعد بتخفيف تأثير غاز السارين، بالإضافة لعدم وجود كوادر مهيئة للتعامل مع هيك هجوم كيماوي، كل هاد خلى عمليات إنقاذ اللي وصلوا لهي النقاط مهمة شبه مستحيلة.
المشهد في الصباح:
معظم الي تعرضوا لاستنشاق غاز السارين ما انكتبلهن النجاة، فإما ماتوا لحظة الهجوم وهنن نايمين أو توفوا بعد وصولهن للنقط الطبية.ذكر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا VDC في تقريرو أنو وبسبب نقل الشهداء والمصابين تعذر على كتير من الأهالي يلاقوا أولادهن وقرايبينهن بالسرعة المطلوبة، خاصة أنو معظم الشهداء انقتلوا وهنن نايمين وطالعوهن بتياب نومهن من دون هويات شخصية أو أوراق ثبوتية، ومع الشوب وعدم وجود كهربا وثلاجات لحفظ الجثث، كانوا يضطروا بكتير من الحالات لدفن الشهداء المجهولين قبل ما يتعرفوا قرايبينهن عليهن ويودعوهن بمقابر جماعية.
لليوم لسا كتير من الآثار طويلة المدى الناجمة عن هاد الهجوم مو محللة بشكل دقيق، وخاصة بالنسبة للي نجوا منو، في حال اعتبرنا أنو البقاء على قيد الحياة يعتبر نجاة فعلاً بالنسبة للي خسر عيلتو أو بقي مع إعاقة رافقتو باقي حياتو أو للعيل اللي صارت بلا مصدر دخل ثابت.
هي الجريمة اللي صارت قدام مرأى ومسمع من العالم، ما منعت نظام الأسد من تكرار ارتكاب المجازر بحق المدنيين، وكل اللي إجا للسوريين من المجتمع الدولي هو ترديد عبارات التنديد والإستنكار ووعود مزيفة بملاحقة مرتكبي هي الجريمة، على أمل أنو تكون هي السنة هي آخر ذكرى بتمر بدون محاسبة لكل حدا شارك بهي الجريمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق