سوريا بين كماشتي الاستقطاب
عندما تغيب الموضوعية في نقد المعارضة ويتحول الدعم للحكومة لعائق
في طرف مو قادر يسمع أي خبر إيجابي عن سوريا، لأنو عقلو الباطني رح يعتبر فرحو قبول بالسلطة الجديدة أو عم يخدمها إعلامياً. فمثلاً خبر زيادة الرواتب ممكن يتفسر على أنو افلاس للدولة، وخبر تحسن الكهربا ممكن يكون بلا معنى، والقاء الأمن القبض على إرهابي مسرحية، وهيك.
بالمقابل، الطرف التاني مو مستعد يسمع أي نقد، ومو قادر يشوف شي غلط، وكل شي إلو مبرر، فإهانة مواطن سوري على حاجز الأمن العام هي حالة فردية، واعتقال تعسفي لمواطن هو إجراء أمني ضد الفلول، وكتير من أخبار الانتهاكات بتم تكذيبها ونفيها وتبريرها.
الطرفين بدون ما ينتهبوا صاروا عبء على سوريا، في طرف مصرّ يظهر سوريا كأنها بحرب أهلية ومسيطر عليها حكومة إرهابية، ورافض أي تعامل أو تواصل معها، وطرف تاني مستعد يغطي على كل شي عم يصير من تجاوزات وانتهاكات وتخبطات كرمال عيون الحكومة اللي عم يدعمها.
الطرفين فقدوا الموضوعية، لا النقد المعارض صار بناء، والدعم للحكومة صار تشبيح عم يضر فيه حتى الحكومة اللي عم يدافع عنها.
اللافت إنو كتير من اللي هلق مؤيديين بشكل متطرف، كانوا قبل معارضين متطرفين بفترة حكم الأسد، وكانوا يعملوا متل ما عم يعمل المعارضين المتطرفين اليوم، وقت كانوا يرفضوا أي خبر إيجابي أو حتى أي صورة حلوة عن سوريا ويعتبر هاد ترويج لنظام الأسد.
الانتماء لسوريا لازم يكون أولاً، وفوق الاصطفافات والانقسامات، والمطلوب اليوم أكتر من أي وقت إنو نحلل الأمور بموضوعية، ونشوف الحقيقة متل ما هي، مو متل ما بدنا نصدقها خاصة مع كمية انتشار الأخبار المضللة خلال هي الفترة.
الوضع بسوريا اليوم أكيد مو مثالي وما ممكن يكون مثالي بالأساس، بس امبارح واليوم وبكرا أي صورة حلوة لسوريا لازم نشجعها، وأي انجاز كبير أو زغير لازم ندعمو، لأنو هاد لسوريا.
حبوا بعض، لأنه الكره والتشكيك وعدم الثقة ببعضنا عم يخلينا ندمّر أكتر مما نصلّح.
للمعارض لما الحكومة بتنجح بشي فهاد نجاح لسوريا. وللمؤيد لما نسلّط الضو على فشل أو خلل، فهاد كمان لصالح سوريا، ويمكن لصالح الحكومة نفسها.
امبارح الأسد راح، وبكرا الشرع بدو يروح، بس سوريا هي اللي رح تضل باقية، ورح تضل للسوريين.. ولكل السوريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق