حوران... وحدة السهل والجبل
من صفحات التاريخ إلى حاضر المحنة: حوران بين السهل والجبل... وحدة لا تنكسر
من الأحداث اللي ما بينساها أي حوراني من السهل إنو أول صرخة "يا حيف" كانت من فنان الجبل العظيم سميح شقير، يلي غنى وجع درعا بصوت حر، وأثبت إنو صوت الجبل ما بيخذل السهل.
وإذا منرجع شوي لورا، منلاقي إنو حوران كانت دايمًا وحدة:
بوقت العثمانيين، لما حاولوا يفرضوا التجنيد الإجباري بالقوة، الجبل والسهل وقفوا بوجه القرار، وساعدوا بعض ليحموا شبابهن.
وبالثورة السورية الكبرى 1925، الجبل بقيادة سلطان باشا الأطرش ما كان لحالو، كان معو سهل حوران برجالو وسلاحو ودمّو، وخاضوا معارك المزرعة والمسيفرة سوا بوجه الفرنسيين.
ومن الأحداث الأقرب لزمنّا: حصار درعا البلد. لما كانت درعا تحت القصف والحصار، كتير تجار من السويدا، وخاصة القرى القريبة (القريا، ملح، عرمان) كانوا يهربوا مواد غذائية، وأدوية لدرعا من طرق جبلية.
هالشي ما بيتوقف عند فكرة الجيرة أو التجارة، لأنو علاقة المدينتين أعمق، علاقة أخوة وثقافة مشتركة، الهجيني والدحية والمضافات والمليحية، ما عدا صلات القرابة اللي بتجمع عائلات وقبائل الجبل والسهل. اللي بيجمعهن أكبر بكتير من محاولات تفرقهن.
ومو بس هيك، بمحنة النزوح على الأردن وحتى الرجعة لسوريا، أهل السويدا كانوا واقفين مع أهل درعا، فتحوا بيوتهن واستقبلوهن بكرم، وكأنهم أهل وأصحاب دار وحدة. وكتير من الدرعاوية بيعرفوا كتير منيح كيف استقبلوهن أهل السويداء وكيف حسسوهن أنهن ببيتهن.
واليوم عم نسمع عن دعم إنساني غير معلن للسويداء من أهل درعا، وبفهم القلق أو الخوف من إعلان هالدعم، لأنو الجبل والسهل مرّوا بنفس التجربة من سنين، واللي كان يمنع الكلام عنها علنًا بوقتها هو نفسو اللي بيمنعو اليوم!
وجوه الثورة بدرعا، كانت دائما السويدا بتعنيلهن كثير متل أبو وطن ابن مدينة داعل اللي اجتمع على حبو المدينتين لما قال "إذا درعا مهد الثورة فالسويدا ساسها" وغنالها بكل مناسبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق