ذاكرة السمك عند السوريين
من "أمرك سيدي" إلى "حاضر شيخي" تغيرت الأسماء والألوان وبقي الاستبداد
من "أمرك سيدي" لـ "حاضر شيخي" هاد مختصر التغير بعد 14 سنة ثورة ضد نظام الأسد. تغيير بالمصطلحات بالأشكال بالرموز والألوان بس المضمون بقي نفسو.
بعض العبارات والتهم الموجهة لمعارضة الشرع، قسم كبير منها استخدمها النظام السابق ضد معارضيه، فالمعارض للسلطة دائما هو العميل والخاين والمتمرد اللي عم ينفذ مخططات أجنبية وأجندات خارجية، ودائما التعامل معو لازم يكون بالقوة وبدون رحمة، وبيرافق كل حملة عسكرية تجييش إعلامي داعم للسلطة وسرديتها.
الغريب اللي كان قبل كم سنة عم يبرر الدعوات للتدخل الأجنبي والحماية الدولية، اليوم بعد ما وصل طرفو للسلطة بيعتبر الدعوة للتدخل الأجنبي والحماية الدولية خيانة! (على مبدأ حلال عليّ وحرام على غيري)، ودائما مؤيدي النظام عندهن مبررات لزيادة نفوذ قوة أجنبية بسوريا ومنحها ميزات استثمارية، فمنشوف إيران وروسيا صاروا اليوم تركيا وقطر، بس بكل الأحوال المبررات نفسها حتى لو تغيرت الأسماء والجهات.
الموضوع مو مقتصر على التصريحات الإعلامية، والمواقف السياسية، فمنشوف كمان أنو السياسة الأمنية اللي عم تتبعها حكومة الشرع مشابهة لحملات نظام الأسد، وكأنك يا بو زيد ما غزيت.
حلول أمنية برافقها استهداف مباشر للمدنيين (الحاضنة الشعبية المفترضة للمعارضة)، إعدامات ميدانية بدون محاكم، عبارات طائفية على الحيطان، إذلال للناس، تكسير وسرقة محلات، تعفيش بيوت، قمع وتشبيح لكل حدا بيطالب بوقف العنف. هي كلها حالات كانت بعهد نظام الأسد ورجعت تشكلت مع نظام الشرع، بس المصيبة أنو كتير من السوريين اليوم عم يستخدموا نفس التبريرات والردود اللي كان يستخدمها مؤيدي وإعلام نظام الأسد اللي كانوا ينتقدوه، وببعض الأحيان عم ينكروا أنو في شي بالأساس متل ما كان ينكر بعض مؤيدين الأسد من قبل.
عبارات جديدة عم يستخدمها شبيحة الجدد اليوم اللي بمجملها بلا معنى وغير أخلاقية وبعضها بيحوي تلميحات طائفية متل "الطم بترتاح" "عوي ولاك" وكتير من ردودهن اللي بتحاول تلعب على العواطف الإنسانية وحرف النقاش لقصص تانية بتبلش بعبارات متل: "أنتو وين كنتوا لما..." "عأساس نظامكن كان..." طبعا أصحاب هي العبارات بيفترضوا سلفاً أنو أي حدا مو معهن كان هو من مؤيدي نظام الأسد، وهاد ليريحوا ضميرهن بالرد، على أساس ارتكاب طرف لجريمة في الماضي بيبرر للطرف التاني ارتكابو جرائم جديدة اليوم.
في شغلات تغيرت أسمائها بس بنفس المضمون، فممكن للوهلة الأولى تعطينا انطباع أنو في تغير فمنشوف المسؤول المخيف "سيدي" اليوم صار "شيخي" و"القوات الرديفة" صاروا "الأخوة المجاهدين" و"قوات الأمن" صاروا "الأمن العام" و"الحزب" صار "الهيئة" وهيك.
الواضح أنو التغيير الحقيقي بيبلش من المجتمع نفسو، وإنو إذا عم نبرر جريمة عم تصير اليوم ممكن يجي بالمستقبل مين يبرر جريمة تصير ضدنا، ونكران الانتهاكات ما بيعني أنها مو موجودة وإصلاح النظام بتكون بنقدنا ألو وهاد الشي لازم يهم المؤيدين قبل المعارضين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق