باسل شحادة.. مخرج عدسة الحرية

حكاية مخرجٍ استُشهد وهو يطارد ضوء الحقيقة في عتمة القمع



انولد باسل شحادة بدمشق بتاريخ 31 كانون التاني 1984 لعيلة مثقفة، وكان ابوه عبدو شحادة مهندس ميكانيكي وأستاذ بجامعة دمشق، وأمو عائدة بوز كانت كمان مهندسة. وعندو أخوة تنين: ماريا يلي اشتغلت بمحطة إخبارية، وعلاء يلي درس الطب بجامعة دمشق.

تخرج باسل من كلية الهندسة المعلوماتية من جامعة دمشق عام 2006 بتخصص الذكاء الاصطناعي وبعدها درس علم الآثار واشتغل مع وحدة من منظمات الأمم المتحدة بدمشق.

كان باسل شغوف بالإخراج السينمائي، وأخرج كم فيلم قصيرة قبل الثورة، متل "هدية صباح السبت" يلي وثّق شهادات أطفال عن حرب لبنان 2006، و"حمل العيد إلى المخيمات" يلي سلط الضو على معاناة النازحين بسبب الجفاف بسوريا.

باسل شحادة ما كان مجرد مخرج سينمائي، لأنو كان شاهد على الثورة السورية بعدسته، وقرر يكون مع الشعب بثورته ضد الطاغية لما استخدم الكاميرا كسلاح بمواجهة القمع والتعتيم الإعلامي. ومن بداية الحراك الثوري عام 2011، كان باسل بطليعة الشباب يلي وثّقوا المظاهرات السلمية والانتهاكات يلي تعرض الها المدنيين.

وبالوقت يلي حصل فيه على منحة فولبرايت لدراسة الإخراج السينمائي بالولايات المتحدة باسل تخلى عن هي المنحة وقرر يرجع على سوريا ويكون مع الناس ومن الناس، ومن أشهر مقولاته عن الرجعة:

"تخيل نحن كم مرة سنعيشُ ثورة في حياتنا، كيف لي أن أترك الحلم الذي بدأ يتحقّق؟ وماذا سأقول لأطفالي عندما يسألونني؟، هل أجيبهم: عندما بدأت الثورة تركت وطني وذهبتُ لأهتم بمستقبلي. أين هو هذا المستقبل من دون وطن حر؟"

وبعد ما زار معظم المحافظات السورية اختار حمص كمحطة أخيرة ألو. واستقر هونيك كم شهر، وعاش وسط الحصار والقصف، وصمم على توثيق الحقيقة بعدسته. وبحمص ما كان باسل مجرد مراقب، كان جزء من الحياة اليومية للمدينة المحاصرة. درّب ناشطين على التصوير والمونتاج، وساهم بإنتاج عدة أفلام قصيرة بتعكس معاناة السكان. وكان عم يشتغل على فيلم "سأعبر غدًا"، يلي كانت فكرته توثق خطر القناصة المنتشرين بشوارع المدينة، بس باسل راح قبل ما يقدر يكمله، ومن أشهر شي قالو عن حمص:

"درست إخراج، حبيتا بس كان بدي أتميز، قمت طلعت على أميركا، غريبين هالأمريكان نفش حال بالفاضي، تافهيين. لا أنا راجع ع بلدي أخدت بسكليتي وسقتا عالهند مشوار شم هوا لقيت الارض ما وسعتني مالقيت غير حُمص تفهمني وأفهما، ضمتني حُمص حتى غمضت عيوني".

أنصاب باسل مع مجموعة من الناشطين بقصف قوات نظام الأسد لحي الصفافة بحمص، وفارق الحياة بـ 28 أيار 2012 متأثر بجراحو مع زميلو أحمد الأصم، واندفن بحمص متل ما وصّى. 

منعت قوات نظام الأسد أصدقاء باسل في دمشق من التوجه للصلاة في الكنيسة وقت تشييعه، وحاصرت بيتو في دمشق. وأصدرت جامعة سيراكوس بيان بيستنكر مقتل باسل وبيعزِّي أهلو ورفقاتو. 

وعلق المفكر الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي على مقتل باسل بالقول: "هاد خبر حزين جداً.. كان باسل إنسان بمنتهى الروعة والشجاعة. شو هاد اللي عم يصير في سوريا المسكينة، وهي عم تزداد انحدار بهاد الجرف؟ ما عاد بدي أفكر بهاد الشي."

باسل شحادة ما كان بس مخرج أو ناشط، كان قصة ما اكتملت صفحاتها. عاش بالكاميرا، قاوم بالصورة، واستشهد وهو عم يوثق الحقيقة يلي حاول العالم يتجاهلها. بس الحقيقة، باسل ما راح، صوتو بعدو عم يصدح بذاكرة يلي آمنوا إنو الصورة فيها تغيّر الواقع.
 
كاميرتو لباسل وقفت عن التسجيل، بس القصص يلي وثّقها في ظل نظام الأسد ما رح تروح، ورح تضل تنبض بالحياة بكل مشهد، بكل لقطة، وبكل عين قررت تشوف الحقيقة.

الرحمة لروح الشهيد باسل شحادة ولكل شهداء الثورة السورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق