رهاب الثورة المضادة
خوف مبالغ يشكل نواة لنظام استبدادي تحت ذريعة حماية الثورة
الوضع الحالي بسوريا معقد كتير والتحديات اللي عم تواجه سوريا بعد سقوط النظام كبيرة، ومن أهم هي التحديات حالة الرهاب من عودة النظام السابق للحكم، وهاد الرهاب بلش ينتج نسخة مشابهة للنظام ولو عند انصار السلطة الحالية بقمع للحريات، وكم للأفواه، وعم يسبب انقسام كبير بالمجتمع السوري.
رهاب الثورة المضادة اليوم هو شعور بالقلق والخوف المبالغ فيو من عودة النظام السابق بطريقة ما للحكم، والمشكلة بلشت تتفاقم اليوم لما عم يشوف أنصار الثورة والتغيير أنو أي تحرك حتى لو كان اصلاحي أو نقدي هو بداية انقلاب على الثورة، وأنو كل حدا بكون معارض اليوم هو من فلول النظام!.
بستند المصابين برهاب الثورة المضادة للتاريخ القاسي لكتير من الثورات عبر التاريخ اللي واجهت ثورات مضادة وقدرت تنقلب على الثورات وتعيد تشكل انظمة قديمة أو مشابهة الها متل مصر وتونس.
تسبب رهاب الثورة المضادة بتطرف بالحذر وتحول الخوف لمبرر لقمع أي معارضة داخلية، وهاد صار يحرف الثورة عن مسارها الديمقراطي اللي قامت مشانو بالأساس، فتبرير القمع باسم حماية الثورة، وسياسة السلطة الحاكمة الإقصائية لكل المعارضين، وتحول أي نقد أو اختلاف في الرأي "خيانة للثورة" عم يقتل حرية التعبير اللي كان انعدامها سبب أساسي للثورة.
رهاب الثورة المضادة اليوم موجود على أعلى مستوى بالسلطة الحاكمة فعمنشوف انعدام الثقة بكل أشكال المعارضة القديمة للأسد وحتى اللي شاركو فيها عسكريا، واللي كان معتقل سابق أو حتى المعارضين والنشطاء من قبل بداية الثورة.
اليوم الرئيس وحكومته بتشوف كل طرف كـ"احتمال خيانة"، وهاد الشي عم يساهم بتأخير بناء الدولة بسبب الانشغال بمحاربة اللي بشوفوه الخطر الداخلي، على حساب إعادة بناء المؤسسات وتوفير حياة كريمة للشعب.
من نتائج رهاب الثورة المضادة هو التسريحات العشوائية لعشرات آلاف الموظفين منهن لأسباب طائفية ومنهن بسبب تقارير كيدية ذكرت تعاملهن مع النظام السابق.
رهاب الثورة المضادة ممكن يكون بذرة استبداد جديد، ولو كانت نوايا السلطة الجديدة نبيلة بالفعل، ومن أخطر آثار رهاب الثورة هو تقديس القائد فلما بشتد الخطر، بتجه الناس للقائد الموجود، وهاد القائد بعطي حالو صلاحيات مطلقة بحجة حماية الثورة، فبتتحول الثورة من حركة شعبية لحكم فردي.
ومن أخطار رهاب الثورة المضادة هو التضييق على الحريات باسم الأمن فبتنفرض قوانين طوارئ، وبتلغى الانتخابات، ويتم اعتقال المعارضين بحجة منع الفوضى والانقلاب على الثورة، وبتحول الجهاز الأمني من حامي للشعب لحامي للنظام الجديد متل ما كان سابقاً.
خلق عدو دائم ببني خطاب إعلامي برسخ أنو الثورة لسا مهددة، حتى لو انتهى الخطر بالفعل، وهاد بخلق حالة استنفار دائم بتمنع التفكير في الإصلاح أو النقد البناء.
كيف يمكن للثورات تجنب الإصابة برهاب الثورة المضادة؟
بكون من خلال بناء مؤسسات قوية، مو أشخاص أقوياء، فالثورة اللي بتعتمد على زعيم واحد رح تنهار بوجوده، أو بتتحول لدولة بوليسية بحكمها باسمو.
فصل السلطات وضمان الحريات لأنو الثورة الحقيقية بتحمي التنوع والاختلاف، حتى لو كان مزعج في البداية.
تثقيف الشعب سياسياً مشان ما يتحول الخوف لذريعة لقبول أي نظام "أكتر قبول ظاهرياً"، ولازم يكون الشعب واعي بحقوقه وأهداف ثورته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق