متى يصبح الدم السوري غالياً
إن كان مقتل مئات السوريين لا يستدعي اعلان الحداد، فمتى يكون؟
إذا كان مقتل أكتر من ألف مواطن سوري مدني وأكتر من 300 عنصر أمن سبب غير كافي لإعلان حداد وطني، ايمت ممكن يتم الاعلان عن الحداد؟ بوقت دول مجاورة بتعلن الحداد على 20 جندي انقتلو بهجوم أو عالم فيها توفى.
كانت السلطة الحاكمة بسوريا بتملك فرصة دهبية لو أعلنت الحداد على ضحايا مجازر الساحل من المدنيين وقوات الأمن، لأنو بهيك مواقف كان ممكن تحويل الحداد من حالة حزن لنقطة انطلاق لتعزيز الانتماء الوطني.
كان ممكن هيك اعلان يقلل الشكوك بجدية الحكومة بالتحقيق اللي عم تعملو بالأحداث وبجديتها برغبتها بمحاسبة المتورطين فيها.
كان ممكن اعلان الحداد يكون فرصة للتأكيد على أنو الدم السوري غالي، وأنو المآسي لازم توحدنا كسوريين مو تفرقنا أكتر.
كان ممكن اعلان الحداد يعطي انطباع للسوريين أنو الدولة السورية رح تصير تقدر الدم السوري وتحترم كل الضحايا بغض النظر عن انتمائاتهن الدينية والطائفية وأنو الدولة السورية بلشت تتخلص من عقلية نظام الأسد اللي ما اكترثت بكل الدماء السورية.
في تاريخ الأمم، بتمر لحظات مفصلية بتترك بصماتها في وجدان الشعوب، فبتتحول من مجرد أحداث دامية لمحطات بتعيد رسم الهوية الوطنية. من أبرز هي المحطات في سوريا، كانت أحداث الساحل، اللي شكّلت جرح عميق في الوجدان السوري.
الحداد الوطني مو مجرد تنزيل الأعلام أو توقيف الاحتفالات، هو كمان فعل وطني بشيل رسالة مهمة كتير: أنو نحن شعب واحد، دم كل واحد فينا غالي، ورح نتشارك الحزن على كل ضحايانا سوا، بغض النظر عن انتماءاتهن.
الرحمة على أرواح كل شهداء سوريا من شمالها لجنوبها من شرقها لغربها، والخزي والعار على منتهكي حرمة الدم السوري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق