علويون وقفوا ضد استبداد آل الأسد
قصص ثوار من قلب الطائفة العلوية ضد حكم نظام آل الأسد
بعد انقلاب حافظ الأسد على السلطة وعلى حزبه بـ 16 تشرين التاني 1970 كان رفيقه وابن طائفته صلاح جديد أول حدا برميه بالسجن وضل فيه حتى وفاته.
رغم الصورة النمطية اللي ربطت الطائفة العلوية بالنظام السوري السابق، بس في كتير من العلويين كانو معارضين للنظام حتى قبل بداية الثورة، ودفعو تمن معارضتهن غالي كتير بالاعتقال والتعذيب والاعتداء على أسرهن حتى القتل والتصفية متل ما صار مع كل المعارضين والمناضلين السوريين.
على راس قائمة المناضلين العلوية عبد العزيز الخير اللي اعتقل اكتر من مرة خلال حكم حافظ الأسد وتعرض للتعذيب بسبب نشاطه السياسي وبعام 1992 اعتقل وانحكم عليه بالسجن 22 سنة، وبعام 2005 اصدر بشار الأسد عفو عن قسم من المعتقلين السياسيين كان هو من بيناتهن.
ما توقف عبد العزيز الخير عن نشاطه السياسي وبعام 2007 شارك في تأسيس "التجمع اليساري الماركسي"، وببداية الثورة السورية وبحزيران 2011 انضم الخير للجنة التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي، واللي ضمت 14 حزب سياسي وكتير من المبادرات الحزبية وشخصيات مستقلة من المعارضة السورية غير المسلحة.
بـ 20 أيلول 2012 بعد ما رجع من الصين اللي قابل فيها وزير الخارجية الصيني، وصل الخير مع إياس عياش عضو تنفيذي تاني، لمطار دمشق الدولي وبعد ما ركبو السيارة مشان يروحو لدمشق عملاء الأمن لاحقوهن واختطفوهن وما وصلو لدمشق أبداً، ولليوم وبعد سقوط النظام مصير عبد العزيز الخير مجهول.
عارف دليلة دكتور في الاقتصاد كان بعام 2000 ناشط في "ربيع دمشق"، وخلال حملة قمع عامة على نشطاء ربيع دمشق، تم القبض على دليلة في دمشق في 9 ايلول 2001، بعد محاضرة بعنوان "الاقتصاد السوري: المشاكل والحلول" بتدعو لمزيد من الديمقراطية والشفافية في الحكومة ووضع حد للفساد.
حسب المحامي أنور البني، الدكتور عارف دليلة تعرض للضرب والتعذيب، وقدم كدليل منديل ملطخ بالدم قدام محكمة أمن الدولة العليا وكانت سبب لمنع البني بعدين من ممارسة المهنة.
انحكم في 31 تموز 2002 على دليلة بالسجن لمدة 10 سنين، وخلال سجنه، عانى دليلة من مرض السكري وأمراض القلب، وخضع لعملية جراحية في القلب وصحته سائت بسبب الظروف السيئة بالسجن.
أطلق سراحه في 7 آب 2008 بموجب عفو رئاسي، وكان أكتر سجين ضل بالسجن من بين سجناء ربيع دمشق بمدة ست سنين من عقوبته اللي كانت 10، وضل أغلب فترة حبسه بالسجن الانفرادي، وببداية الثورة السورية توقف عارف دليلة اكتر من مرة بسبب نشاطه السياسي.
ومن بين الشخصيات العلوية المناضلة ضد حكم عيلة الأسد الكاتب لؤي حسين اللي اعتقل وهو طالب الجامعة بالسنة الرابعة عام 1984 بسبب نشاطه السياسي بالحزب العمل الشيوعي.
انسجن لؤي حسين سبع سنين بدون محاكمة، وأطلق النظام سراحه عام 1991، وخلال فترة اعتقاله تعرض لتعذيب وثق بعضه في كتابه "الفقد".
استمرت المضايقات الأمنية حتى بعد إطلاق سراحه، واستدعى للفروع الأمنية اكتر من مرة، وضل طول فترة التسعينات عم يراجع الفروع الأمنية ليقدر يطالع جواز سفر مدته عام واحد بس.
حتى زوجته تعرضت لمضايقات امنيه واستدعاها الأمن اكتر من مرة وانمنعت من الشغل بالدولة كم سنة.
اشتغل بالصحافة وأسس "دار بترا للدراسات والنشر"، ورغم هيك وبسبب مقال تم استدعائه لفرع أمني عام 2004 وصدر عن واحد من أجهزة المخابرات قرار بمنعه من الكتابة، وألغت السلطات هاد القرار بشكل شفوي بعد حملة واسعة عملتها منظمات حقوقية محلية إضافة لمراسلين بلا حدود للدفاع عن حقه بالكتابة.
انمنعت كتب ومقالات كتير من النشر للؤي حسين، فاضطر للنشر في لبنان.
بعام 2006 انمنع من السفر واستمر المنع سنة ونص، وانمنع من المشاركة بأي برامج تلفزيونية محلية عبر القنوات الحكومية السورية والقنوات العربية المؤيدة واللي بتشتغل جوا سوريا.
بالأسبوع الأول للثورة بـ 22 آذار اعتقل بعد ما اصدر بيان للتضامن مع أهالي درعا وجميع السوريين في الحق بالتظاهر السلمي وحرية التعبير.
استمر بنشاطه المعارض بعد إطلاق سراحه وكان واحد من منظمي مؤتمر سميراميس للمعارضة، ودعى لأول مؤتمرٍ علنيٍ للمعارضة في سوريا تحت اسم «اللقاء التشاوري الأول» لدعم الثورة، وأسس مع نشطاء مستقلين «تيار بناء الدولة السورية» اللي أعلن عن إطلاقه في دمشق بتاريخ 13 أيلول 2011.
مازن درويش هو محامي وناشط في حقوق الإنسان يرأس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير. كتير من المنظمات متل رويترز وأسوشيتد برس وصفوه بأنه من أبرز النشطاء السورين، اعتقله النظام بسبب أنشطته الحقوقية بـ 16 شباط 2012 وأفرج عنو بـ 10 آب 2015.
كان الشاعر والسياسي العلوي بدوي الجبل من أوائل أعداء نظام الأسد وحزبه وكتب قصيدة لهجاء الأسد بعد نكسة حزيران اللي كان فيها حافظ الأسد وزير للدفاع يعتقد أنو القصيدة كانت السبب لنهاية حياته في أوائل التمانينات بعد ما تعرض بدوي الجبل لمحاولة اغتيال بعدها انرمى على الطريق بعام 1968 فانصاب بأمراض أثرت على حركته ونطقه، متل ما بتقول كل المصادر، واللي بتأكد بدورها أنه مات بسببها عام 1981.
فاتح جاموس مهندس ميكانيك وناشط في صفوف حزب العمل الشيوعي اعتقله النظام عام 1982 وضل عشرين سنة بالسجن أنهاها عام 2002، وشارك في حراك ربيع دمشق بعدها إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي عام 2005، فاعتقله النظام السوري مرة تانية بأيار 2006 وأفرج عنو بعد خمس أشهر.
حبيب صالح كاتب وصحفي نشط في ربيع دمشق، وأسس "منتدى طرطوس للحوار الوطني الديموقراطي" السياسي، ونشر مقالات بتدعوللإصلاح وبتنتقد النظام السوري، تعرض للاعتقال أكتر من مرة، أولها عام 2002 وانحكم 3 سنين بسبب نشاطه في ربيع دمشق، أفرج عنو بأيلول 2004، واعتقل مرة تانية بـ 15 آب 2006 وانحكم 3 سنين بتهمة نشر أخبار كاذبة عبر الإنترنت، اطلق سراحه عنه بـ 12 أيلول 2007. أما الاعتقال التالت كان في 6 أيار 2008 في مدينة طرطوس، وانحكم عليه بـ 15 آذار 2009 بالسجن 3 سنين لنشر مقالات بتنتقد النظام.
الكاتب والطبيب راتب شعبو اللي بسبب نشاطه السياسي ومواقفه اعتقل وضل 16 سنة بسجون النظام، والكاتب ثائر أحمد علي ديب اللي انحبس 3 سنين بسبب مواقفه السياسية المعارضة، والناشطة ماريا بهجت شعبو اللي ولدت بالسجن بعد اعتقال النظام لأمها بسبب مواقفها السياسية ورجعت للسجن بسبب زيارة أمها بعد 26 سنة، والناشط السياسي وحيد صقر ومعن عاقل السجين السياسي السابق لمدة تسع سنين والناشط منذر ماخوس والفيلسوف الطيب تيزيني والقائمة تطول وتطول.
خلال الثورة السورية أخدت عدة شخصيات علوية موقف واضح معادي لنظام الأسد ومساند للثورة السورية منهن السياسي منذر اسبر والكاتبة هنادي زحلوط والفنانة فدوى سليمان، والفنان جمال سليمان والكاتب سامر رضوان والصحفي والكاتب والممثل فؤاد حميرة، وبآذار 2013 اجتمع اكتر من 150 شخصية علوية من رجال دين وفنانين ومثقفين للتبري من نظام الأسد.
بتشرين التاني 2015 أسس معارضين سوريين علوية باسطنبول أول تيار علوي معارض باسم "غد سوريا" كان الهدف الرئيسي بتمثل بتأسيسه حسب البيان الختامي "استعادة أهداف الثورة في بناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية، والوقوف ضد كل مشاريع التقسيم، والتأكيد على وحدتها أرضا وشعبا، وعلى الهوية السورية، كفيصل في الانتماء الوطني".
رغم كل التضحيات اللي قدمتها الطائفة، بتحاول جهات وتيارات تكريس الصورة النمطية للطائفة لمصالح شخصية وسياسية ضيقة، وعم تساعد على التحريض وإثارة الفتنة بين المكونات السورية وتأجيج النزاع الطائفي بالمنطقة.
نخبة المجتمع العلوي كانت مناضلة ضد الانظام الاستبدادي اللي خطف الطائفة العلوية وحاول يستغلها ويسخرها لخدمة نظام العيلة وحاول يربط مصيره بمصير الطائفة طول هي السنين، فكان هاد النظام أكبر ضرر عليها بوجوده وبرحيله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق