لماذا تفضل السلطات التعامل مع الأفراد لا الأحزاب؟
تغييب الأحزاب والتنظيمات السياسية عن اللقاءات لاحكام السيطرة
تعامل السلطات مع الأفراد بكون أسهل بكتير من تعاملها مع التيارات والأحزاب، وهاد لعدة أسباب أهمها سهولة السيطرة والتأثير على الأفراد من خلال احتواؤهن أو الضغط عليهن عن طريق الإغراءات أو التهديدات، أما التيارات والأحزاب بتملك قواعد شعبية، وإيديولوجيات، وقيادات متعددة، فبصير السيطرة عليها معقد أكتر.
التعامل مع الأفراد بسمح للسلطة بتفكيك أي معارضة ناشئة قبل ما تتحول لقوة منظمة، بينما التيارات والأحزاب بتمثل تحدي أكبر لأنها بتمتلك هياكل تنظيمية وأهداف بعيدة المدى، والقضاء على فرد أو استبعاده سياسياً ممكن يكون أمر عادي، بس استهداف تيار أو حزب ممكن يعمل ردود فعل داخلية ودولية، خاصة إذا كان هاد التيار بتمتع بشعبية واسعة، وممكن للفرد أنو يغير مواقفه بسهولة تحت الضغط، أما التيارات والأحزاب فتلتزم غالباً بخطوط فكرية واضحة، وهاد بخليها أقل قابلية للتكيف مع متطلبات السلطة، بالإضافة أنو الأحزاب والتيارات بتملك منصات إعلامية وأصوات متعددة قادرة على إحداث تأثير واسع، بينما الأفراد محدودين بقدرتهن على التأثير بالرأي العام.
هي الأسباب بتخلي أغلب السلطات بتفضل التعامل مع الأفراد واحتوائهن أو تحييدهن بدل من خوض معركة مع تنظيمات قوية ممكن تخلق لهي الحكومة أو السلطة مشاكل طويلة الأمد تهدد وجودها بالحكم.
لاحظنا من اللقاءات التحضيرية للمؤتمر الوطني كمان تفضيل اللجنة التابعة للسلطة الحالية التعامل مع الأفراد بدل التيارات فاستقطبت شخصيات مستقلة وأفراد غير مرتبطين بتيارات سياسية منظمة، واستبعدت التيارات والأحزاب الحقيقية وما دعت أي حزب أو تيار عندو موقف واضح ممكن يشكل معارضة فعلية وتم التركيز على شخصيات ممكن التحكم فيها.
هي اللقاءات عم يتم استخدامها كواجهة شرعية بس بالواقع هي لقاءات شكلية أكتر من كونها حوار حقيقي، عم يروج الاعلام المقرب من السلطة أنها "مؤتمر وطني شامل" بس بالحقيقة هي أداة لتعطي النظام شرعية بدون إحداث تغيير حقيقي بالمشهد السياسي.
بحكم أنو الأفراد المشاركين مالهن جزء من قوى سياسية حقيقية، عم يسهل على السلطة توجيههن وضبط مخرجات اللقاءات التحضيرية والمقررات النهائية للمؤتمر بما يتناسب مع مصالح الحكومة.
اللقاءات التحضيرية للمؤتمر الوطني في سوريا عم تمشي بنفس الأسلوب اللي اتبعه النظام السابق بتعامله مع الأفراد بدل من التيارات، ليضمن السيطرة الكاملة على المسار السياسي ومنع أي تهديد جدي لبنيته الحاكمة.
في كتير أمثلة بتوضح كيف تعامل النظام السوري السابق مع الأفراد بسهولة أكبر مقارنة بتعامله مع التيارات أو الأحزاب. فلجأ النظام السوري بحالات كتيرة لاستمالة شخصيات معارضة عبر الإغراء بالمناصب أو التهديد، وهاد أدى لتفكيك كتير من الأصوات المعارضة قبل ما تصير حركات سياسية مؤثرة.
اعتقل النظام البائد شخصيات معارضة متل رياض سيف وميشيل كيلو وعبد العزيز الخير وغيرهن، بهدف كبح نشاطهن الفردي ومنعهن من تشكيل قوة منظمة، وبنفس الوقت سمح بعودة بعض الشخصيات لسوريا في محاولة لاستيعابها ودمجها بالإطار الرسمي.
تعامل النظام مع التيارات والأحزاب كان وحشي فوق العادة وتجسد بالقضاء على حركة "الإخوان المسلمين" بالتمانينيات وإنهاء وجود التنظيم فعلياً جوا سوريا بعد مجزرة حماة 1982، وسارع لتفكيك إعلان دمشق اللي كان تحالف للمعارضة بعام 2005 بعد ما حاول يبدي انفتاحه بما يسمى ربيع دمشق قبل ما يغير رأيو ويخاف من تشكل أي تجمع معارض.
حاول النظام كمان ببعض الفترات احتواء الأحزاب الكردية عبر منحها بعض التسهيلات، بعدين رجع لمواجهتها لما حس أنها ممكن تشكل تهديد سياسي أو عسكري.
فضل النظام البائد دائمًا تفكيك المعارضة عبر استهداف الأفراد لأنو هيك أسهل وأقل تكلفة، أما عند مواجهة تيارات منظمة، فكان يلجأ للقمع الأمني الشامل أو الاحتواء التدريجي لتجنب نشوء جبهة معارضة قوية.
الحوار الحقيقي بكون شامل كل الاحزاب والتيارات والتنظيمات السياسية وسماع كل الأفكار والإيديولوجيات المختلفة طبعاً إذا كانت النية هي الحوار ومحاولة الوصول لتمثيل حقيقي للسوريين بدون استثناء أما دعوة جماعتهن ليكونو الأساسيين مع تقديم دعوة لقسيس وخوري ويوتيوبر ما بتكون صارت شاملة ولا بتكون ممثلة للشعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق