تمجيد الأفراد خيانة للوطن
عندما يصبح الفرد فوق الوطن تتآكل أسس الديمقراطية والعدالة
الوطنية هي الشعور بالانتماء العميق والولاء للوطن، والحرص على خدمتو والدفاع عنو بكل الطرق. وبتتجلى الوطنية بحب الأرض والتاريخ والثقافة، والشغل لتنمية المجتمع، وتعزيز القيم المشتركة بين أبناء الوطن.
تقديس الأفراد والقادة على حساب الوطن هو انحراف عن مفهوم الوطنية الحقيقية، لأنو بصير الولاء للأشخاص بدل من الوطن نفسو، وهاد النهج بأدي لشخصنة الدولة، بحيث برتبط مصير الوطن بأفراد معينين، وبِسبب ضعف للمؤسسات الوطنية، وبخلي مستقبل البلد مرهون ببقاء أو زوال هدول الأفراد.
تقديس الأفراد خطر على الوطن لأنو بسبب إضعاف لمؤسسات الدولة فبصير القائد أهم من المؤسسات، وبتتآكل هياكل الدولة، وبصير الولاء للأشخاص محل الولاء للوطن، وبتتعطل المحاسبة والمساءلة فالتقديس بمنع النقد البناء، وبسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة بغياب الرادع.
تقديس القائد أو الزعيم بضعف الانتماء الوطني وبحول المواطنين من مواطنين بدولة لأتباع لقائد وهاد بضعف روح المواطنة الحقيقية وبساهم بتفكيك المجتمع وبصير استقطاب بين مؤيدي القائد ومعارضيه، وبخلق انقسامات عميقة بالمجتمع، وبالتالي تهديد الاستقرار لما يرتبط الوطن بشخص واحد، فأي تغيير في قيادته ممكن تعمل فوضى أو انهيار مؤسساتي.
بهي المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا لازم نعزز ثقافة المؤسسات بالتركيز على بناء دولة القانون والمؤسسات بدل من الشخصيات، وتشجيع الفكر النقدي من خلال نشر الوعي بأنو القادة بشر بغلطو وبتحاسبو، والوطن هو اللي رح يبقى.
تعزيز قيم المواطنة شي أساسي لتذكير الناس بأنو الولاء لازم يكون للوطن مو للأفراد، وتمكين المجتمع المدني ضروري وبكون من خلال دعم مؤسسات المجتمع المدني والإعلام الحر لضمان وجود رقابة حقيقية.
بالنهاية كسوريين لازم نتعلم من دروس الماضي وما نساهم بصنع أو المساعدة بصنع ديكتاتور أو طاغية جديد ونعرف أنو القادة يجو وبروحو، بس الوطن هو اللي باقي، وما بصير يكون حب القائد على حساب الوطن، والقائد هو خادم للوطن مو العكس.
سوريا للسوريين، سوريا لكل السوريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق