الهبرية الفراتية في الجزيرة السورية
أصالة سوريّة مازالت متوارثة رغم التقدم العالمي والحروب المحلية
لباس الهبرية بيعتبر من أجمل الألبسة التقليدية بسوريا بشكل عام وبمنطقة الجزيرة السورية بشكل خاص، متل الرقة وديرالزور وبكم جزء بمحافظة الحسكة، هاللباس جاية تسميتو من قطعة قماش بتنحط على الراس وبتنلف حواليه قطعة القماش متل "العصبة"، ولطالما كان هاللباس هو الهوية الثقافية للمرأة من الجزيرة السوريّة.
الهبرية
أساساً بتكون مصنوعة من الحرير، وهاد الشي بيميزها بسماكتها الخفيفة ونعومتها، وبسويها مناسبة للجو الحار بالمنطقة، أكتر الألوان المنتشرة للهبرية هي الأسود
والأحمر والأبيض، وهي الجزء الأساسي للباس بمنطقة الفرات، وبكون شكلها متل التاج
على روس الشابات بمنطقة الجزيرة، فبعد ما تلبس الصبية ثوبها أو عبايتها بتحط الهبرية
على راسها بعد لفها لتغطي شعرها وبهي الطريقة بيكون اللبس متناسق وحلو خصوصا لما
جدلات الشعر بتتدلى من الهبرية أو متل ما بسموها "الكذلة".
طريق لف الهبرية صعبة وبدها وقت كتير، وهاد الشي بيحتاج
لمهارة خاصة، ولهيك الأمهات بساعدو الصبايا والكبار بساعدو الصغار ليعلموهن
الطريقة بشكل صح، بتنحط الهبرية على الجبين وبتنشد عليه وبعدها بتنلف بشكل لولبي
على الجوانب وبعدها بتنشد الأطراف لورا الرأس وبهاد الشكل الهبرية بتعطي أناقة
وجمال على الوجه وهي العملية جزء من تراث قديم كتير، وللأمهات الفضل الأكبر بتوارث
هاللباس وطريقة لبسو.
نظرا لقيمة الهبرية الثقافية بمنطقة الجزيرة السورية،
فبتجي بألوان وأنواع كتير واللي بتختلف حسب المناسبة أو الحالة الإجتماعية للصبية،
مثلا النساء الكبار بالعمر بتلبس الهبرية الحمرا كتعبير عن نذر معين، بينما
المتزوجات بتلبس اللون الأسود، كما أنو الهباري وخصوصاً بدير الزور تنوعت ما بين
الهباري الحمرا المدققة للهباري السودا المقصبة وكل لون ونوع إلو دلائل ثقافية
وتراثية.
بعد منتصف القرن العشرين، ومع تطور الموضة ودخول الأزياء
الغربية، صار الهبرية مقتصرة على
المناسبات الخاصة متل الأعراس والمناسبات الثقافية، بس مازالت هي اللباس التقليدي
ببعض الأماكن بدير الزور والرقة, ومازالت لحد الآن تعد رمز للهوية الفراتية ورمز
للثراء الثقافي بهديك المنطقة، ورغم سيطرة داعش على المنطقة الشرقية لفترة من
الزمن وفرض قيود صارمة وصعبة على اللباس وخصوصاً على النساء، ما نجحت داعش بالقضاء
على الزي الشعبي هنيك، فبعد خروجها من المنطقة الشرقية رجعت النساء والصبايا للبس
الهباري بعد خروج داعش من المنطقة.
بالنهاية رح اتضل الهبرية متلها متل أي شي ثقافي يرتبط بسوريا، حكاياه وقصصو من الماضي ولحد الآن بتعكس ارتباط السوريين ثقافياً وتاريخياً بأرضهن، وهاد الزي ما بعبر بس عن الجمال والمظهر بس وبعبر عن الفن التقليدي والمهارة الحرفية اللي امتدت من جيل لجيل ولد على هي الأرض ولسا بورث ثقافته للأجيال الجاية، ورغم كل التطور بالموضة بتضل الهبرية رمز للعراقة والجمال والتمسك بالثقافية السورية بقلب الحياة اليومية بمنطقة شرق الفرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق