الديمقراطية لا تعني حكم الأغلبية الطائفية

في الديمقراطيات لا توجد أغلبية ثابتة ولا يكون الحكم للطوائف




عانت سوريا اكتر من 6 عقود من الظلم والاستبداد انتج مجتمع مفكك مهمش لحد كبير، والنظام البائد اللي غذّى النعرات الطائفية زاد الشرخ بين مكونات المجتمع  وزاد الطين بلة، وأدى حرمان السوريين من ممارسة الحياة السياسية طول هي الفترة لفهم بعض المصطلحات السياسية بشكل مغلوط.


الديمقراطية منظومة من الاجراءات والمؤسسات من ضمنها انتخابات حرة ونزيهة بمارس فيها المواطن حقه دون خوف، وحرية صحافة واعلام بتيح للجميع الوصول للمعلومات والتحليلات والدراسات الحيايدية واتخاذ القرار بناء عليها.


الديمقراطية بتعني كمان فصل بين سلطات الدولة التلاتة لمنع استبداد أي سلطة منها، وبالديمقراطية بتكون اجهزة رقابية حكومية وشعبية ومدنية مراقبة لأداء القوى السياسية وبتحاسبها لما تغلط، وبالديمقراطية بكون في قوانين وتشريعات بتحمي المواطن من الاضطهاد او الاعتقال او التنكيل بسبب موقفه السياسي. 


كل ما سبق هي باختصار العناصر الاساسية للديموقراطية، أما الأغلبية فهي الطريقة الإجرائية لحسم الخلافات بالتصويت، وهي آلية بسيطة من آلياتها وليست كل الديموقراطية وما لها المظهر الوحيد الها، ولو كانت الديمقراطية هي تصويت الاغلبية بس بدون وجود بقية المؤسسات والنظم الحامية للحقوق فمعناها ما في فرق بينها وبين الديكتاتورية.


الديمقراطية ما بتعني حكم الأغلبية حسب مفهوم كتير من السوريين اليوم لأنو المقصود بالاغلبية في الديمقراطيات مو الأغلبية السكانية ولا الأغلبية الدينية المذهبية، الأغلبية الديمقراطية هي الأغلبية التصويتية، وهي اغلبية متغيرة ومو ثابتة، فأي مواطن سوري ممكن يصوت لحزب بعدين ممكن يرفضه ويتبنى موقف مرشح تاني بالانتخابات التالية. 


المسلمين السنة هنن أغلبية مذهبية بس ما لهن أغلبية تصويتية، وأصواتهن بتتغير وبتتنقل بين المرشحين وبتنتمي لتيارات مختلفة وما ممكن يدعي حدا أنو المسلمين السنة هنن وحدهن اللي رح يحكمو ويشرعو القوانين لأنهن الاكتر بالعدد، لأنو هي عنصرية مو ديمقراطية، والمسلمين السنة بسوريا اغلبية سكانية ثابتة لحد ما، ومالهن أغلبية تصويتية، وهنن منقسمين سياسيا بين اسلاميين وعلمانيين وليبراليين وقوميين وكتير تيارات تانية. 


لو كانت الاغلبية السكانية (الطائفية) هي اللي بتحكم بسبب تفوقها العددي لما كننا بحاجة للديمقراطية أو الانتخابات، لأنو بهي الحالة يكفي التعداد السكاني ليحسم كل شي ويلغي الديمقراطية والسياسة للأبد. 


الأغلبية ما بتحكم، الأغلبية بتصوت، يعني اللي بيحكم هو الاقلية البيروقراطية اللي بتم انتخابها، ولضمان حسن سلوكها لازم تخضع الاقلية الحاكمة لرقابة شعبية ومدنية دقيقة ومستمرة. 


المواطن السوري الديمقراطي بينتخب ممثله وبتستمر بمراقبة أدائه وبحطو قدام مسؤولياته ومو للتطبيل والتشبيح الو.


الديمقراطية غير والتشبيح الثوري غير لأنو بناءً على تصويت الأغلبية بتقدر الأقلية المنتخبة بتغيير السياسات والقوانين، بس في شغلات وقواعد ما ممكن لأي أغلبية تغيرها متل حقوق الانسان والحقوق الشخصية والمدنية ومبادئ المواطنة والمساواة. 


بيقدر الحزب الحاكم المنتخب يغيير القوانين والسياسات بس ما بيقدر يصادر حقوق الانسان وحرياته او الاعتداء عليها أو تقييدها، لأنها بتمثل المبادئ العليا وحقوق أصيلة فوق السلطة وفوق الأغلبية وفوق النظام السياسي.


أخيراً الديمقراطية الحقيقية هي التداول السلمي للسلطة ومو الحكم الأبدي للأقلية أو الأكترية، والديمقراطية هي قدرة الناس على تغيير الحاكم والحكومة والمنظومة السياسية ومو استعباد الناس باسم الدين أو الاغلبية أو الشريعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title