غريغوريوس الرابع أبو الفقراء
البطريرك الذي مشى بجنازته أكثر من 50 ألف مسلم ومسيحي
البطريك غريغوريوس الرابع حداد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس من عام 1906 حتى عام 1928.
ولد (البطريك غريغوريس) غنطوس ابن جرجس الحداد في الأول من تموز عام 1859 بضيعة عبيه جنب عاليه بمتصرفية جبل لبنان بزمن الحكم العثماني. درس غنطوس في المدرسة البروتستانتية الأمريكية في عبية بعدها انتقل لبيروت عام 1872 وانتسب للمدرسة الإكليريكية اللي أسسها مطران بيروت للروم الأرثوذكس غفرائيل شاتيلا، وتخرج منها عام 1875 متقن العربية واليونانية، وملم بالروسية والتركية.
توجه غنطوس إلى الحياة الرهبانية عام 1877 في دير سيدة النورية بحامات واعتمد اسم غريغوريوس، خلال وجوده في بيروت أسس غريغوريوس جريدة الهدية عام 1883 واشتغل رئيس تحرير فيها حتى عام 1888. شارك غريغوريوس في الجبهة المحلية الناطقة للعربية الأنطاكية اللي نجحت عام 1899 في انتخاب وتنصيب بطريرك سوري هو ملاتيوس الثاني الدوماني، عوضاً عن يوناني، على سدة الكرسي الأنطاكي الأرثوذكسي لأول مرة من عام 1724.
البطريك غريغوريوس كان إنسان عظيم وشخصية وطنية بامتياز، وواحد من رجالات سوريا اللي منفتخر فيهن كانت علاقته مع أبناء وطنه السوريين بمختلف انتمائهن الديني مثال للشخصية السورية الوطنية.
كتب عنو المفكر محمد كرد علي (أول وزير للمعارف والتربية في سوريا) في مذكراته الشي اللي كان ينحكى عن رفيقو البطريرك غريغوريوس أنو بسبب المجاعة اللي أصابت شعب سوريا خلال الحرب العالمية الأولى باع البطريرك أملاك وأوقاف كتيرة للطائفة بسوريا ولبنان مشان مساعدة الفقرا والجوعانين ليشتري الهن الأكل بغض النظر عن طائفتهن أو دينهن او عرقهن.
وفي رواية عنو حكاها محمد كرد علي أنو مرة من المرات كان البطريك على شباك غرفتو المطلة على ساحة البطريركية عم يراقب الشماس عم يوزع الخبز للي بدو، ولما رد الشماس على مرأة مسلمة محجبة أنو القمح خلص من مخازن البطريركية، نزل لعندو ونادى المرأة المحجبة وقال للشماس: عطيني رغيف خبز، ولما عطاه صار يقلب الرغيف بين أيدو وقلو: أنا ما شفت أنو مكتوب على الرغيف مصنوع للمسيحي الأورثوذكسي! يا ابني اعطي الصدقة لكل حدا بطلبها فالناس كلهن ولاد الله"، وعطى المرأة حصتها، وفي رواية تانية أنو هي الجملة قالها أيام المجاعة وقت اجا على مقر البطريركية بدمشق ناس من كل الطوائف لياخدو اكل وبعد فترة صارت كمية الأكل محدودة، فقلو مساعدو لازم هي الكمية الباقية نعطيها لاولاد طائفتنا فرد عليه: "انو كلنا ولاد الله".
البطريك فتح أبواب البطريركية للكل أيام الحرب ، واتدين مصاري كتير مشان يطعمي العالم الجوعانة، حتى أنو كان عندو صليب من الماس عطاه اياه قيصر روسيا " نيقولا الثاني" رهنه عند صائع يهودي دمشقي بألف ليرة عثمانية لما خلصت مصاري البطريركية، وشاف هاد الشي واحد من الأغنياء المسلمين فراح وفك رهنه ورجعه للبطريرك، بس البطريرك أخده وباعه بالسر بدون ما يعرف حدا وعمل واحد متلو مصنوع من احجار زجاجية بدل الماسية ما عرفو أهل البطريركية بهاد الشي ألا بعد ما توفى.
بسبب مواقفه من الانتداب الفرنسي تعرض لمضايقات وحرض عليه الفرنسيين وهاد الشي اجبره عن الابتعاد عن مقر البطريركية في دمشق وأقام في بيروت حتى وفاته عام 1928.
تم تشييع جثمانه من بيروت لدمشق واستقبلت الحكومة السورية جثمانه على الحدود باطلاق مية طلقة من المدفعية تحية الو، وكانت الجماهير عم تصرخ: "مات أبو الفقير مات بطريرك النصارى وإمام المسلمين" وأرسل الملك فيصل من بغداد لدمشق مبة فارس على الخيل ليشتركو بالتشييع.
بينحكى كمان أنو الجثمان لما وصل ساحة الشهداء ببيروت واحد من التجار المسلمين صار يرش الملبّس على الطريق قدام الجثمان وصار يقول: "أنو هاد القديس ساعدني أنا وعيلتي طول فترة الحرب".
شارك بجنازة البطريرك غريغوريوس كبار شيوخ المسلمين منهن مفتي البقاع في لبنان محمد أمين قزعون وحضر جنازته ما يقارب 50 ألف دمشقي أغلبهن من المسلمين وقيل أنو المسلمين رادو يصلو عليه بالجامع الأموي. اندفن البطريرك بالمدافن البطريركية في الكاتدرائية المريمية بدمشق.
هاد هو البطريرك غريغوريوس اللي لقبه أهل دمشق بـ أبو الفقراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق