زلزال جمع الأعداء وعجز عن توحيد السوريين
الأزمات التي توحد العالم غير قادرة على توحيد السوريين
على الطرف التركي المأساة كانت كمان كبيرة، ضحايا بالآلاف وخراب طال عشرات المدن والبلدات في جنوب تركيا، وهاد الشي استدعى طلب تركيا المساعدة الدولية في عمليات البحث عن الناجيين، ولعمليات الإغاثة.
للمفارقة العدو التاريخي لتركيا اليونان كانت من أوائل الدول اللي عرضت على تركيا المساعدة، وهاد حسب وزير الخارجية التركي تشاووش أغلو. (1)
اليونان في الساعات الأولى من الكارثة أرسلت فرق البحث والانقاذ، وجابو معهن مساعدات إنسانية بالطائرات، وهاد الشي مو أول مرة بصير فزلزال أزميت عام 1999 اللي صار بتركيا كانت اليونان من أكبر الداعمين والمساعدين لتركيا، وبالمقابل كانت تركيا هي من أوائل الدول اللي ساعدت اليونان بالزلزال اللي صار بعد شهر من زلزال أزميت.(1)
وعلى الحدود بين أرمينيا العدو التاريخي لتركيا فبعد 35 سنة للمرة الأولى تم فتح المعبر بين البلدين، وكان مشان مرور المساعدات المقدمة من الحكومة الأرمينية لتركيا واللي كانت مؤلفة من 5 شاحنات، وآخر مرة انفتح فيها المعبر كان عام 1988 ووقتها كان مشان عبور المساعدات التركية لأرمينيا اللي شهدت وقتها زلزال كبير ضرب عاصمتها. (2)
رغم الحساسية الكبيرة والعلاقات المتوترة لليوم بين تركيا وجيرانها الأرمن واليونانيين ألا هاد ما كان عائق لتقبل مساعدات جاي منهن ولا منع تركيا من مساعدتهن وقت كانو بحاجة.
على الجانب السوري فالمسألة أكتر تعقيد بين السوريين نفسهن وخصوصاً أنو قراراتهن مو مستقلة وبحاجة موافقات خارجية.
سوريا اليوم مقسومة ل 3 أجزاء وكل جزء مسيّر بأوامر دولة وحكومات تانية، القسم الأكبر من سوريا خاضع للحكومة السورية اللي بتحتاج ببعض قراراتها لموافقة روسية وأحياناً إيرانية كمان، وشمال غرب سوريا خاضع بشكل شبه تام لميليشيات تابعة بشكل مباشر لتركيا، أما ما يسمى الإدارة الذاتية (قسد) المسيطرة على شمال شرق سوريا فبتحتاج لموافقات أمريكية في قراراتها أحيانا.
هاد التعقيد كلو تسبب بمنع وصول مساعدات للمناطق السورية وحتى الأبشع من هيك هو وجود مساومات على تقديم المساعدات حتى بأكتر الأوضاع المأساوية.
الجغرافية السورية المعقدة واللي ضربها الزلزال خلقت وضع معقد كمان فالمنطقة الأكتر تضرر بسوريا هي شمال غرب سوريا الخاضعة لميلشيات تابعة لتركيا عم ترفض مساعدات جاي من شمال شرق سوريا مقدمة من الإدارة الذاتية (3) وسبب الرفض هو رفض تركيا للشروط المقدمة للمساعدات فقسد عندها شرطين لإدخال مساعداتها لشمال غرب سوريا، الأول أنو ينقال أنو المساعدات مقدمة من الإدارة الذاتية، مع العلم أنو أغلبها تبرعات أهلية من السوريين والشرط الثاني، أنو تدخل المساعدات بإشراف الولايات المتحدة.
حتى النظام منع دخول المساعدات للمناطق المنكوبة، فحسب مصادر فالنظام اشترط الاستيلاء على نص المساعدات مقابل السماح بمرور النص التاني! (4)
تركيا اللي عم تتلقى المساعدات من أكتر من 90 دولة عم تمنع السوريين يساعدو بعض، هاد إذا نسينا أنها تأخرت بقبول دخول المساعدات الدولية عبر الحدود أكتر من 3 أيام من وقوع الزلزال.
السوريين المحكومين من تركيا وأمريكا وروسيا عم يشتغلو لمصالح هي الدول وما بهمهن السوريين.
رئيس الحكومة المؤقتة المعارض رفض المساعدات من شمال شرق سوريا اللي أغلبها مازوت وبنزين وكان ممكن يساعد السوريين بالتدفئة بهي الأجواء بوقت حضرته قاعد بالدفى بحضن تركيا وهو اللي تم طرده من اعزاز بزيارته الأخيرة، سالم المسلط هو مسؤول مباشر عن معاناة السوريين اللي من المفترض أنه يكون ممثل عنهن!
رئيس النظام السوري بشار الأسد زار المناطق المنكوبة بعد 5 أيام من الزلزال وكان بجولته بحلب عم يوزع ابتسامات وبلتقط سلفيات رغم كل المآسي وخلال وجود مئات السوريين الأحياء تحت الأنقاض بنفس المدينة اللي كان فيها!
سوريا عم تعاني من سياسيين عملاء خونة بفتقدو لأدنى مستوى الوطنية والأخلاق عم يكونو سبب لاستمرار أزمتها وسبب لإطالة عمر هي الحرب وهي الأوجاع، بوقت هنن قاعدين بالدفى مو مكترثين لمئات آلاف السوريين المشردين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق