الموسيقى السورية آلاف السنين من التاريخ

سوريا أعطت العالم أول أغانيه وعزفت أولى موسيقاه



برجع تاريخ الموسيقى في سوريا لأكثر من 5500 سنة وأظهرت الحفريات آثار كتيرة بتدل على أنو سوريا عندها تراث موسيقي غني بمتد لآلاف السنين.


كشفت الآثار المكتشفة بخمسينيات القرن الماضي عن 29 لوح من الصلصال داخل مكتبة برجعو لعام 3500 قبل الميلاد على أطلال مدينة أوغاريت الفينيقية أول مقطوعة موسيقية في العالم في مكتبة أوغاريت، وكان أغلب القطع مكسرة لقطع صغيرة ما عدا لوح واحد اسمه (اتش-6) انقسم لقطع كبيرة، ولما تم تجميعه، انشاف فوقه أبيات شعرية مصحوبة بما يعتقد الباحثين أنو أول نموذج لكتابة موسيقية في العالم.


ومن الاكتشافات تمثال مغنية معبد عشتار "أورنينا" (2645 قبل الميلاد) في مملكة ماري اللي هي أقدم مغنية مسجلة في التاريخ بالإضافة لمنحوتات بتظهر قائد وعازفين على آلات موسيقية مختلفة تم اكتشافها شرق سوريا.




أبدع السوريين بصنع الآلات الموسيقية على مر الزمن، منها قيثارة بتشبه الطوق بتقطعه عارضة شدت إليها الأوتار، والأعواد اللي تطورت حتى وصلت لشكل العود الحالي بالطابع الشرقي المميز، وحسب الباحثين والسجلات اللي لقوها بالقرن العشرين كان السوريين محترفين بصناعة الآلات الموسيقية بمملكة ماري اللي بترجع للعصر البرونزي.

بقول ريتشارد دامبريل وهو عالم بريطاني مختص بعلم الآثار الموسيقي: "لقينا في القصر (في ماري) عدد ضخم من الألواح كان أغلبها عبارة عن رسائل وإيصالات لبعض الخامات اللي بستخدمها الحرفيين، متل الجلود الدقيقة وجلد الحيوانات الخشن والأخشاب والدهب والفضة، لصنع الآلات الموسيقية، وهاد الشي اعطانا تصور منيح عن هديك الفترة والآلات اللي استخدمها السوريين قبل أربعة آلاف عام".

في إيبلا بشمال سوريا اللي بتضم مكتبتها اكتر من 17 ألف لوح أثري برجعو للفترة بين 2400 - 2300 قبل الميلاد بتعطي انطباع كبير عن قوة وأهمية الموسيقى والرقص والغناء في المدينة المزدهرة بهداك الوقت. 

بمدينة صيدا بلبنان متحف قصر دبانه اللي بضم مجموعة من الآلات الموسيقية اللي بترجع للعصر العثماني من القرن 19، ويمكن لزائر القصر الاطلاع على التراث الموسيقي للبنان وسوريا قبل ما يكونو دولتين مستقلتين، وبضم أعواد سورية مزينة بزخارف من العاج.



هي الاكتشافات كلها بتخلي علماء الآثار يعتقدو أنو سوريا ممكن تكون أرض أغاني العالم الأول، وأنو هي الأرض بتتمتع بثقافة موسيقية غنية بشكل غير عادي.

مع هاد التاريخ القديم كتير، ضلت الموسيقى والأغاني بتلعب دور مهم كتير بالحياة اليومية للأشخاص اللي بعيشو بهي المنطقة. وما بقتصر هي التفاعلات على المناسبات الاجتماعية اللي عادة بتكون الموسيقى جزء منها، متل الأعراس والمهرجانات، كمان بتشارك بأنشطة يومية تانية، متل الشغل جوا البيت وبراته، وبالتالي فهي جزء أساسي من الحياة بكتير من المناطق السورية.

تعتبر منطقة شمال شرق سوريا من أكتر المناطق تنوع ديني وعرقي. بعيش فيها اليوم السريان والأكراد والأرمن والعرب بهي المنطقة من مئات السنين وعندهن كتير عادات يومية اللي بتندمج فيها الموسيقى والأغاني بإيقاعات مختلفة ومعروفة اليوم بالموسيقى والأغاني الجزراوية.

واحد من هي التقاليد اللي برجع لمئات السنين هو صنع آلات موسيقية إيقاعية بسيطة وقت تجتمع النسوان لإعطاء إيقاع ثابت وغناء الأغاني السورية الفلكلورية.

أما بالسويداء ودرعا فمنشوف شي مشابه للموسيقى الإيقاعية واللي بتكون بشكل خاص وقت العزايم وتقديم وجبة المنسف السوري بكلمات وألحان مميزة عمرها مئات السنين على الأقل.

وعلى آلاف السنين من التراكمات الثقافية والفنية قدرت كل منطقة سورية تشكل وتنتج موسيقتها الخاصة واللي بكون فيها الإيقاع العامل المميز لكل وحدة منها فمنشوف إيقاعات سريعة بالموسيقى الساحلية والجبلية بوقت بتكون إيقاعات الموسيقى الدمشقية والحلبية متل القدود بطيئة متمثلة بوحدة من أهم أنواع الموسيقى السورية "القدود الحلبية".

مشروع خارطة سوريا الموسيقية واحد من المشاريع اللي أطلقو شباب سوريين لتوثيق الأعمال الفنية السورية الفلكلورية (ضمن حدود الجمهورية السورية) حسب التوزع الجغرافي وبلش المشروع بمية أغنية وبيسعى لتوثيق الآلاف. (الرابط ضمن المصادر).



المصادر:

(4) Syrian Heritage

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title