القدود موسيقى آرامية حلبية

القدود الحلبية موسيقى آرامية ضمتها اليونسكو لقائمة التراث الإنساني اللامادي




القدود الحلبية وحدة من أهم الفنون الموسيقية السورية واللي بتشكل جزء مهم من الهوية السورية الثقافية، نشأت وتطورت بمدينة حلب عاصمة الموسيقى السورية ونالت اعتراف من قبل اليونيسكو اللي ضمتها لقائمة التراث الثقافي اللامادي وسجلتها باسم سوريا.

في روايات كتيرة عن أصول وبداية القدود الحلبية بس حسب الدكتور كمال صباغ دكتور بعلم الميزيكولوجيا بجامعة السربون فأغلب هي الرويات والأقوال ما الها أي علاقة بالواقع.

السوريين القدماء (الآراميين والسريان) كان الهن ألحان خاصة ومختلفة، حتى عن ألحان البيزنطيين والكلدانيين رغم أنو البيزنطيين استقرو بالمنطقة فترة طويلة، بس النغم الأساسي عندهن هو نغم البيات.

 حتى اللحظة ما قدر حدا يثبت نسب القدود الحلبية بشكل قطعي، ولا حتى الشعراء اللي كتبو هي القدود، بس لما قارن الموسيقيين  بعض التراتيل الكنسية مع القدود الحلبية، لاحطظو أنو المساحة الصوتية، والنوطات، والجمل الموسيقية، هي نفسها بالنسبة للقدود والتراتيل.

بعض الرويات بتدعي أنو القدود الحلبية أجت من الأندلس وهاد الشي نفاه كتير من المؤرخين والموسيقيين من بينهن الباحث الموسيقي الحلبي الدكتور كمال صباغ والحجة العلمية على هاد الشي أنو الموسيقى الأندلسية تعتبر تاني أقدم موسيقى في العصر الحجري، وهي موسيقى متخلفة نسبياً بتعتمد السلم السداسي وما فيها نوطة السي وبين اللا والدو بُعد ونص وهاد ما بجوز بالسلم الموسيقي، وهي جاية من الغناء الأوروبي القديم، والغناء الغريغوري، والتراتيل الدينية.

العالم فيثاغورس أضاف سي وخلى السلم الموسيقي يصير من بعد بعد، نصف بعد، بعد بعد بعد، نصف بعد. بس هاد ما بيعني أنو هو وحدو اللي اكتشف السلم السباعي اللي بمثل سلم الماجور في الغرب اللي هو سلم العجم عند المشرقيين، فالسومريين والسريان والأشوريين كانو بمتلكو السلم السباعي وبيستخدموه حتى قبل فيثاغوس بكتير.

أقدم قدّ معروف برجع لعام 306 وقتها أخد القس السرياني مار أفرام ألحانو من وحدة من الأغاني الشعبية والمعروفة عن أهل حلب واستخدم كلمات روحانية ودينية تناسب الجو الكنسي لترغيب الناس أنو تجي الكنيسة كون الموسيقى عند أهل حلب أكتر شي ممكن تجذبهن.

طبعاً المراجع التاريخية بتشير أنو جذور الموسيقى السريانية الآرامية بشكل عام برجع لزمن الميثولوجيا واستعملت الموسيقى للعبادة والصلاة بشكل خاص، ومنقدر نقول أنو الموسيقى السريانية هي امتداد للموسيقى اللي كان يأديها الشعب الآرامي بالمعابد الوثنية قبل ما يدخل الآراميين بالمسيحية ويتحولو لسريان.

بتشير وحدة من أقدم الوثائق الرومانية اللي هي وحدة من أقدم المخطوطات اللي حكت عن المجتمعات المسيحية الأولى (المسيحيين في سوريا الطبيعية) كانت مرتبطة دائماً بموسيقاهن والترانيم والغناء.

الموسيقى السورية الممثلة بالقدود الحلبية القديمة، والأغاني الدمشقية العتيقة، إضافة للموشحات موشحتو بالسرياني (القصيدة المغناة)، ونظام الغناء السرياني المعنّا من معنيثو بالسريانية وبتعني الأغنية القصيرة، كانت مصدر اقتبستها كتير من الشعوب في المنطقة كالأكراد والأتراك اللي برجع أساس موسيقاهن للألحان السريانية السورية.

طبعاً للتذكير القدود الحلبية هي أقدم تراث لا مادي إنساني عرفته البشرية، ويتجاوز عمره ال 1800 سنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title