السيوف الدمشقية حرفة الدمشقيين السرية
الفولاذ الدمشقي خلد اسم دمشق بأقوى سيف عرفه التاريخ
في العصور القديمة كانت السيوف هي الأسلحة الأساسية في الحروب وعمليات الصيد، وكانت الشعوب القديمة تعطي أهمية كبيرة لصناعة السيوف اللي بتمثل صناعة الأسلحة اليوم، فقوة الجيوش مرتبطة ارتباط وثيق بقوة السيوف ونوعها.
صناعة الأسلحة والسيوف عند السوريين بترجع لعام 1500 ق.م حسب النقوش، بس بداية من القرن التالت وحتى القرن 17 كانت تجارة الحديد من الهند وسيرلانكا وبين اقاصي آسيا واوروبا قوية وكانت دمشق بعهد الولاية السورية الرومانية مركز صناعي للأسلحة وبلشت بهديك الفترة تتطور صناعة الأسلحة والسيوف التقليدية.
كانت صناعة السيوف الدمشقية حرفة بحوطها كتير من السرية، وكان المهرة من الحرفيين بتناقلوها من جيل لجيل، حتى اندثرت بعد ما قل الاعتماد على السيوف كأسلحة، وما في أي تدوينات للطريقة الأصلية اللي كانت تستخدم بالماضي.
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية ودخول المسلمين لسوريا، صنع السوريين نوع جديد من الفولاذ، تم تسميته بعدين بالفولاذ الدمشقي نسبة لمدينة دمشق.
السيوف الدمشقية صار الها شهرة عالمية كبيرة بالحملات الصليبية، فكان المسلمين والصلبيين بستخدموها، وكانت سيوف حادة بتقدر تقطع المنديل بالهوا، وتقص الشعرة الساقطة عليها، بس بنفس الوقت كانت سيوف قادرة على حفظ شكلها، فعلى عكس السيوف الثانية كانت السيوف الدمشقية ما تنكسر لما تضرب الدرع ضربة قوية بس كانت تنحني وبعدها بترجع لشكلها، وهاد الشي خلى عليها طلب خيالي خلال تلك الفترة.
رغم اختلاف المواد الأولية المستخدمة وطرق وتقنيات التصنيع بس صار محاولات جديدة لكشف سر التركيب وطريقة التحضير.
بينت الدراسات أنو أجزاء نباتية من الأوراق والأغصان الخشبية كانت بتنضاف بمقدار محدد للخلطة، بالإضافة لاستخدام أنواع من الخامات الغنية بالحديد والمشوبة بعناصر كيميائية تانية، وعملية صنع الفولاز الدمشقي والسيف الدمشقي عملية معقدة كتير وخلطة الفولاز الدمشقي مقاديرها دقيقة كتير.
زخارف دمشقية
السيف الدمشقي الخفيف، المرن، القوي، والصلب بنفس الوقت كان واحد من أسباب انتصار المسلمين بالحروب الصليبية، وفي رواية بتقول أنو صلاح الدين مسك سيف دمشقي وقطع فيه قطعة حديد وقال: "سيف المسلمين لا يكسر!"
ومن الشغلات اللي بتميز السيف الدمشقي كمان هو شكلو الفريد من نوعو، فالنقوش اللي بتجي عليه نقوش مو مرسومة يدويا لأنو كانت تنرسم صناعيا، وهي النقوش كانت مميزة بالسيوف الدمشقية بس، ورغم انو السيوف اليابانية كانت منقوشة بس نقوشها كانت بتجي من عملية رسم دقيقة أما السيوف الدمشقية كانت بشكل طبيعي منقوشة.
صناعة السيوف الدمشقية انتقلت من دمشق لحلب خلال العهد الأموي، وانتقلت لمصر بعهد المماليك، وانتقلت بعدين صناعة السيوف الدمشقية للأندلس.
استخدام السيوف الدمشقية ما اقتصر على المسلمين والصلبيين بل حتى عند محاربين الفاكينغ بأقصى شمال أوروبا، وانوجدت بعض سيوف الفاكينغ منقوشة بنقوش شبيهة بالدمشقية، وقدر الفايكنغ انو يوصلو لطريقة شبيهة بصناعة السيف الدمشقي اللي وصلت سمعتو لعندهن.
حاول صناع كتيرين حول العالم يزورو السيوف الدمشقية الغالية ورغم انو كانو يقدرو يزورو النقوش واظهار السيوف انها سيوف دمشقية، بس ضعف الحديد كان هو اللي بيكشفها، مع العلم انو في سيوف صنعت اسمها من معدن damask وهي سيوف اسمها شبيه بدمشق، بس مختلفة.
كان في كمان مزورين بصنعو سيوف عادية بدمشق ويبيعوها على أنها "دمشقية" مستخدمين اسم دمشق كترويج ليسوفهن.
وليومنا الحالي فالسيف الوحيد اللي قدر يجابه السيف الدمشقي هو السيف الياباني، وضلت حرفة صناعة السيوف الدمشقية خاصة لعائلات دمشقية وسورية فقط لا غير، وكانت بتم توارث الصنعة وراثة للأجيال اللي بعدها حتى ماتت اخر عيلة بالقرن 17 وصارت السيوف الدمشقية أسطورة.
الأسطورة اللي انخد منها مسلسل صراع العروش Game of Throns حسب الكاتب الأمريكي (جورج مارتن) اللي قال انو السيوف الدمشقية هي اللي اعطتو فكرة اغنية (الجليد والنار) واللي تحولت لمسلسل صراع العروش بشكل لاحق.
السيوف الدمشقية انتشرت بالعالم وخاصة عند العرب المسلمين اللي نسخو شكلو وتصميمو وصنعو سيوف شبيهة بالسيف الدمشقي متل السيف الأعرابي Aribian Sword والسيف الطائفي.
اليوم وحتى بالتقنية المتطورة والحديثة للحدادة تمت عدة محاولات لصناعة سيوف دمشقية بس ما قدرت تصنع نفس السيف الأسطوري، ورغم أنو السيوف اللي تصنعت كانت قوية بس ما كانت بنفس قوة السيوف الحقيقة واللي ما بقي شي منها غير اسمها، اللي خلد اسم دمشق بصناعة أقوى سيف عرفو التاريخ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق