سوريا .. أزمة الرموز والانتماء

منتخب سوريا .. لسوريا .. ولكل السوريين




قسمت الحرب الأخيرة السوريين لمعسكرين رئيسيين معكسر نظام الأسد ومعسكر المعارضة، المعسكر الأول ممثل بكيان واضح بوجود رئيس دولة وحكومة بس المعسكر التاني بيفتقد وجود أي قيادة ومشتت بالأفكار والإيديولوجيات.

اختلاف الإيديولوجيات عند المعارضة ممكن يكون شي طبيعي، وحتى أنو شو صحي ببلد محروم من ممارسة السياسة لعقود، بس المشكلة بتكمن بعدم وجود أي ثوابت أو مبادئ واضحة بتجمع هي الإيديولوجيات من قضايا مفترض أنها تكون محسومة وواضحة.

أزمة الرموز والانتماء عند المعارضة اليوم وحدة من أكبر وأخطر الانقسامات بالمجتمع السوري، فقسم من المعارضة اليوم بقف ضد أي تمثيل رسمي لسوريا بالمحافل الدولية وحتى لو رياضي وبيعتبر أنو أي تمثيل لسوريا تحت العلم الرسمي وبظل حكم بشار الأسد هو تمثيل للنظام وبرفض دعمه قطعاً وبروح لأبعد من هيك وبشجع أي خصم أو منافس لسوريا، وبتم تخوين أي سوري بشارك وبدعم وبشجع التمثيل السوري.

هي الفئة غير ناضجة سياسياً، وعايشة بحالة انفصال تام عن الواقع، التبرير الدائم لهي الفئة أنو أي انتصار أو انجاز محتمل رح يتم استغلاله من طرف النظام لصالحه إعلامياً، وأنو المشاركين بتمثيل سوريا بشكل رسمي هنن أشخاص راضين بالنظام وبيدعموه.

لو رجعنا شوي بالتاريخ وتحديداً لإيطاليا الفاشية تحت حكم موسوليني، ولعام 1934 واستضافة إيطاليا لبطولة كأس العالم رح نشوف استغلال السلطة الإيطالية الكبير للحدث الرياضي لتحقيق أغراض سياسية، ورح نشوف الترويج العالمي للبطولة لإظهار نجاح النظام الحاكم وشعبيته الكبيرة.

موسوليني أشرف بنفسه على تنظيم البطولة وإخراجها في أفضل صورة مشان سمعة نظامه في الخارج، حتى أنو هو اللي اختار حكام المباريات، وقبل بداية البطولة بأيام اجتمع موسوليني باللاعبين، وحذرهن أنو حياتهن بخطر إذا ما فازو بالكأس، التحذير شمل المدرب فيتوريو بوتزو ورئيس اتحاد كرة القدم.

كان إلزامي على لاعبين منتخب إيطاليا تأدية التحية النازية قدام الجمهور بكل مباراة، وخصوصا أنو موسوليني كان دائما بتواجد بالمنصة، وقبل المباراة النهائية لبس اللاعبين البدلة العسكرية بأمر من موسوليني.

وتحت شعار "الفوز أو الموت" قدرت إيطاليا تفوز بالمباراة النهائية على تشيكوسلوفاكيا وبحضور 45 ألف متفرج، أغلبهن من أعضاء الحزب الفاشي، وتحقق الانجاز تحت تهديد موسوليني وفازت إيطاليا بكأس العالم وتغنت الصحافة الإيطالية والاعلام الإيطالي واستغلو النصر الإيطالي للترويج للنظام الفاشي وانجازه.

الشعب الإيطالي كان كلو خلف منتخب بلدو وما عار أي أهمية لاستغلال موسوليني للمنتخب، وما طلعت أصوات إيطالية معادية للاعبين بلادهن أو مخونة للمشاركين وللمشجعين، ونفس الشي ممكن نشوفو بألمانيا بعهد النازية واستغلال هتلر لكرة القدم.

نفس الشي بالنسبة للمجتمع الدولي فصورة هتلر أو موسوليني ما تغيرت قدامه، ولليوم بتم تمجيد أبطال المنتخبات بهداك الوقت وبتم ذم وتنديد باللي عملوه الاستبداديين، واليوم ما حدا بذكر أنو إيطاليا فازت بكأس العالم بفضل موسوليني اللي صار هو جزء من التاريخ بوقت إيطاليا حاضرة اليوم بالنجوم الأربعة على لباس منتخبها.

السوريين اليوم وبظل أزمة الهوية اللي عايشينها، أرتقى قسم للتمادي بمحاربة كل شي سوري، فتشويه العلم الرسمي إساءة لسوريا مو للأسد فالعلم موجود قبل الأسد ونفس الشي بكون للنشيد الوطني اللي هو أول نشيد للجمهورية السورية.

بلدنا المنهكة اليوم واللي نادراً ما نسمع شي متعلق فيها يفرحنا، رح نكون معها دائماً رح ندعم أي انجاز مهما كان صغير، رح نكون سوريين بالنصر وبالهزيمة، رح نثبت للعالم أننا مو شعب عاجز ومالنا محكومين بالقاع والفشل.

وجعنا وآلامنا رح تنتهي شي يوم، بس انجازاتنا رح تبقى معنا، بشار وعصابته رح يروحو شي يوم بس سوريا رح تبقى النا.

رغم كل الفشل الألم والحسرة، السوري لازم يضل يحاول ما يستسلم، سوريا بتعيش فينا وبكل شي منحققو.

تحيا سوريا .. والمجد للأمة السورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title