واقع المعلم السوري

هل هناك خطة ممنهجة لتدمير التعليم الحكومي في سوريا؟






واقع المعلمين في سوريا يندى له الجبين...سوء الأجور و أزمة المواصلات والتعيين في مناطق نائية، والقانون ضد المعلم والمجتمع ضد المعلم حتى التربية ضد المعلم.

آلاف طلبات الاستقالة، آلاف طلبات الإجازة بلا أجر، آلاف طلبات الاستيداع، عدا عن الندب والنقل والإعارات.

السؤال : ليش عم يحاول الكل يهرب من التعليم؟

ليش ازدهرت الدروس الخصوصية رغم كل محاولات المنع و التهديدات من الوزارة؟

التعليم عم ينزف ، والمعلمين منهكين ، والمدارس الحكومية عم تنهار .

شو النفع من كتب ملونة ومناهج مطورة في بيئات مدرسية فقيرة بمدارس ما بتقدر تشتري قلم لوح وتعجز عن طباعة أوراق الامتحانات، شو النفع من المليارات يلي بتنكب كل سنة عدورات غير مجدية مع معلمين ومعلمات منهكين من الأعباء المادية و من ظروف الحياة.

كل عام بيتلفو آلاف الكتب الملونة، وبيعدلوها بالعام يلي بعدو تعديلات طفيفة. بعيداً عن سوء النية وعن الصفقات المشبوهة، السؤال مين الأولى بهي المليارات المعلم يلي هوي أساس العملية التعليمية أو جيوب أعضاء القيادة القطرية؟

مين الأولى بهي المليارات شركات الطباعة أو مدارسنا يلي بتضم آلاف الطلاب في حين سعتها ما بتتعدى المئات.

المعلم السوري قادر لو كان في وضع مريح أنو يرمم من تلقاء نفسو أي ثغرة في المنهاج، المعلم السوري قادر أنو يلاقي طرق تدريسية تتلاءم مع واقعو وتناسب طلابو.

بس المعلم يلي بيشتغل خارج محافظتو ، وفي أحسن الاحتمالات في ريف محافظتو، بيطلع من الصبح ، وبيتعتر بوسائل المواصلات المفقودة أساسا، وبيتعرض للابتزاز والاستغلال وبيدفع أضعاف ليوصل عالمدرسة ، بعدين بيوقف قدام طلابو منهك من تعب الطريق ومن قلة الأجر ومن ضخامة الأعباء المادية والحياتية ..شو بدو يعطي؟

المعلمين اليوم بيدفعو أكتر من تلت رباع رواتبهم أجور مواصلات ، وبيطلع وزير التربية ليقول (المعلمون فرحين بقدوم المدارس) . لا، يا سيادة الوزير، المعلمين عم يداومو لأنو ما عندن خيار.

المعلمين مو قاعدين تحت المكيف متلك، ولا عندن 6 سيارات تنقلن من محل لمحل.

كان المعلم يعتبر شخصية اعتبارية بالمنطقة، بيدخل بحل المشاكل وبالصلحات وبالجهات.

اليوم، المعلم بدو سلتو بلا عنب، وعمبدأ (فخار يكسر بعضو)، بيعطي درسو بأقل جهد وبيمشي

أي ولي أمر قادر يتهجم على المعلم، أي طالب قادر يشتم المعلم أو حتى يضربو ، وما بيطلع منها شي

كلنا سمعنا عن حوادث أولياء أمور تهجمو عالإدارة أو ضربو المعلمين، وشو كان موقف التربية؟

موقف التربية أنو لازم المعلم يستوعب و يتفهم ولي الأمر، ويمكن التربية تعاقب المعلم كمان، بس مين بدو يستوعب المعلم؟

وفوق كل هاد ، بيجو هدول الأميين عمواقع التواصل الاجتماعي بيستغلو أي حادثة فردية ليقللو من هيبة المعلمين وينتقصو من كرامتهن.

المدارس الحكومية ما بتهم المسؤولين يلي عم يعلمو ولادهم بمدارس خاصة.

هي المدارس الحكومية هي صمام الأمان للطبقة المتوسطة والفقيرة بسوريا، لازم نحمي هي المدارس.

بوقت الدولة مع المجتمع مع القانون عم تسعى لتدمر هي المدارس من الداخل حتى يزدهر التعليم الخاص

يلي معظم مسؤولينا شركاء بمدارس وجامعات خاصة.

بالمدارس الخاصة القسط السنوي بيتراوح بين مليون و 6 مليون ومع ذلك بيدفعو الأهالي، والطالب عند أي مخالفة يفصل من المدرسة وبيروح عليه القسط بدون ما تطلب إدارة المدرسة الخاصة من كادرها أنو يستوعبو الطالب أو أهلو متل ما بتعمل التربية بينما بالمدارس الحكومية الأهالي بيستصعبوا دفع 100 ليرة وبيتطاولو عالمعلمين والإدارة عند كل فرصة.

أكبر دليل عرغبة الدولة في تدمير ممنهج للتعليم الحكومي والتوجه للتعليم الخاص هو مسابقة الوكلاء يلي عينت دفعات منها من شهور.

تخيلو التعليم في المرحلة الإبتدائية في الدول المتقدمة بدو معلم معو درجة ماجستير.

وعنا بتجيب الوزارة ناس معها بكلوريات قديمة وعطت كم ساعة وكالة، ليصيرو مدرسين بالمرحلة الإبتدائية.

المدارس الحكومية ثم المدارس الحكومية ثم المدارس الحكومية...هي المدارس إلنا ولولادنا هي المدارس لأبناء الريف ولأبناء أصحاب الدخل المحدود والمعدوم، هي المدارس هي الأمل لنرجع نشوف أساتذة جامعيين وأطباء ومهندسين من طبقات معدمة.

ما لازم نسمح أن التعليم الحكومي يتدهور أو أن التعليم يصير لأولاد التجار والمسؤولين.

ما لازم نسمح لحدا بالمس من هيبة هي المدارس ولا من هيبة المعلم حتى لو تفننت الدولة في إذلال المعلمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title