سوريا والتحول لدولة فاشلة

سوريا في المركز الثالث في قائمة الدولة الفاشلة بعد اليمن والصومال






يعتبر مفهوم الدولة الفاشلة كظاهرة قديم الوجود، فهي صفة بتلازم الدول اللي بتعجز عن القيام بوظائفها بشكل عام، أما مصطلح الدولة الفاشلة؛ فبلشت أدبيات السياسية تتناولو في أوائل التسعينيات من القرن العشرين وتحديداً وقت بداية انهيار الحكومة الصومالية، الأمر اللي خلى الباحثين والمفكرين للبحث في ماهيّة فشل الدولة ومحدداتها بل وتبعاتها، اللي تفاقمت مخلّفة من وراها كوارث إنسانية. فظهرت دراستين لعبو دور أساسي في تشكيل مفهوم الدولة الفاشلة، كانت الدراسة الاولى لـ “جيرالد هيرمان Gerald B. Helman - ستيفن راتنر Steven R. Ratner” عن الدولة الفاشلة وانتشرت في مجلة السياسة الخارجية الامريكية عام 1993، أما التانية فهي لـ “وليام زارتمان William I. Zartman” عن الدولة المنهارة عام والتي كانت في عام 1995.

أشار كل من “راتنر و هيرمان Helman & Ratner” في دراستهن أنو مفهوم الدولة الفاشلة ممكن نختصرو ”بالدول اللي ما بتقدر تلعب دور ككيان مستقل.” وكان المثل هايتي، يوغوسلافيا، والاتحاد السوفياتي، السودان، ليبيريا، وكمبوديا.

بوقت أشار "زارتمان Zartman " في دراستو حول الدول المنهارة، بأنها “الدول اللي ما عادت قادرة تعمل وظائفها الأساسية” وضرب مثال على هاد الشي الكونغو في الستينيات من القرن العشرين، وتشاد وغانا وأوغندا في أواخر تمانينيات القرن نفسو، والصومال وليبيريا وإثيوبيا مع بداية تسعينيات القرن العشرين.

من عام 2005 بلش صندوق السلام (Fund For Peace)، بالإشتراك مع مجلة السياسة الخارجية (Foreign Policy)، في إصدار تقارير سنوية حول الدول الفاشلة، وحددت منظمة (FFP) Fund For Peace خصائص رئيسية للدول الفاشلة تمثلت بـ:

أولاً: فقدان سيطرة الدولة على أراضيها أو جزء منها، أو فقدان إحتكار الإستخدام المشروع للقوة والسلطة داخل أراضيها، وهاد الوضع موجود فعلياً بسوريا من أكتر من 10 سنين.

تانياً: تآكل السلطة الشرعية، لدرجة العجز عن إتخاذ قرارات موحدة. وهاد منشوفو عملياً بسوريا المقسومة بين 3 سلطات مركزية بدمشق وسلطة بشمال شرق سوريا وحكومة مؤقتة شمال غرب سوريا.

تالتاً: وتالت شي عجز هي السلطة عن توفير الحد المعقول من الخدمات العامة وهاد الشي عبعاني منو المواطنين السوريين من سنين.

رابعاً: عجز الدولة عن التفاعل مع الدول التانية كعضو فاعل في الأسرة الدولية، واليوم السلطة السورية شبه معزولة دولياً.

وضع صندوق السلام (Fund For Peace) مجموعة من المعايير وفق آلية علمية بتستخدم برامج معقدة ومتطورة بتقوم بمسح عشرات الآلاف من المصادر الإخبارية لجمع المعلومات وتحليلها، ومن بعدها بتقوم بتأطيرها ضمن 12 مؤشر فرعي وهنن ( الضغط الديموغرافي، اللاجئين والنازحين، انتشار الظلم، حق السفر والتنقل، الناتج الإقتصادي المتفاوت، الإنحدار الإقتصادي، شرعية الحكم، الخدمات العامة، جهاز الأمن، الفصائل والطوائف المختلفة، التدخل الخارجي)، وتتراوح قيمة كل منها بين (0-10)، وكلما حازت الدولة علامات أعلى كلما تصدرت قائمة تصنيف الدول الفاشلة.

إذا سألنا المواطن السوري اللي لساتو عايش في سوريا شو بتعطي علامات وفق هاد المؤشر رح يعرف أنو الدولة السورية إذا ما كانت دولة فاشلة بالفعل فهي قريبة كتير من اعلانها دولة فاشلة بشكل رسمي، فالدولة السورية عاجزة بالفعل وأكتر من أي وقت تاني عن تقديم وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين السوريين.

الاعلان عن دولة أنها دولة فاشلة بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة ما بكون سهل لأسباب سياسية كتيرة وخصوصاً إذا كانت سلطة هي البلد مدعومة من وحدة من الدول الكبرى.

الدولة السورية وحتى لو ما اعترفت بهاد الشي فهي فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فاشلة بكل المجالات وعلى كل المستويات وحققت كل شروط الفشل وبعلامات عالية وحسب مؤشر عام 2021 احتلت سوريا المركز التالت بعد اليمن والصومال.

تحول سوريا لدولة فاشلة هاد أمر ما بصب بمصلحة أي سوري وشو ما كان توجهو السياسي وفشل الدولة السورية ما بتعني ضعف النظام على الأرض بالضرورة، وعواقب فشل الدولة رح يتحمل نتائجها كل الشعب السوري، والمستفيد الوحيد من هاد التحول هو أعداء سوريا اللي بلشو بالفعل باستغلال ضعف الحكومة السورية بالاضافة لهاد الشي فالدولة الفاشلة بيئة خصبة لغسيل الأموال ونشاط تجارة المخدرات الدولية. 

الاعتراف بالفشل هو أول خطوة للحل، بس وبوجود نظام الأسد فهيك اعتراف صعب يصير وهو غارق بعنجهية الانتصار الوهمي على المؤامرة الكونية، يعني على الأقل بالمستقبل القريب صعب نشوف أي تحسن للأوضاع.


المصادر والمراجع:




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title