ما هو الوطن عند السوري؟

 هل الوطن فندق أم بيت ؟





بتعاني سوريا هي الأيام من حالة اقتصادية صعبة كتير، وسوء كبير بالخدمات الأساسية متل الكهربا، المي، البنزين، المازوت، الغاز، وحتى ضعف بشبكة الاتصالات والانترنت أحيانا، الوضع وصل لدرجة صعوبة بتأمين المواد الغذائية الأساسية متل الخبز، وفوق كل هاد غلاء كبير بالأسعار ما بتناسب مع الحد الأدنى للرواتب أبدا.



هاد الوضع السيء، وااللي عبتفاقم يوم ورا يوم بخلي السوريين يحسو بأنو الوطن خزلهن وما قدر يقدملهن شي، وترتب على هاد الشي شعور سلبي اتجاه الوطن والوطنية وكل شي بتعلق فيه.

"الوطن ليس فندق، نغادره عندما تسوء الخدمة فيه" ؟ ولا "الوطن هو المكان الذي يشعر به الإنسان بالأمان والدفء" ؟

بين العبارتين وين بشوف حالو السوري اليوم؟

بصراحة الموضوع ما ممكن نشوفه بهي البساطة وبهي السطحية فالسوري الناقم على سوريته ووطنه اللي بشوف أنو خزله عبحاول يوجد لحاله وطن بديل ينتمي ألو بلد احترمه وقدمله الشي اللي كان فاقده بسوريا.

إذا أخدنا ألمانيا كمثال واعتبرناها اليوم هي وطن بديل لمئات آلاف السوريين، لازم نتذكر أنو ألمانيا والشعب الألماني عاش ظروف بتشبه ظروف السوريين بسوريا اليوم. ألمانيا اللي طلعت مهزومة بالحرب العالمية التانية وفقدت ملايين من سكانها وكانت بحالة انهيار اقتصادي كامل وبواقع ألمانيا مقسومة لشرقية اشتراكية وغربية رأسمالية.





الشي الوحيد اللي ما فقدو الألمان هو الإيمان بقدراتهن والاعتزاز بنفسهن رغم كل الظروف، حتى إجا يوم وهدم الألمان سور برلين بأيدهن اللي كان بيفصل برلين لشطرين شرقي وغربي. 

نهضت ألمانيا من جديد وهي دولة فقيرة ما فيها نفط أو غاز أو أي موارد طبيعية تانية، نهضت ألمانيا بأقل من 30 سنة من نهاية الحرب العالمية التانية اللي دمرتها عن بكرة أبيها بس من خلال استثمارها بالفرد الألماني اللي اشتغلت عليه من الصغر ضمن برامج حكومية مدروسة، وصار الشعب الألماني المورد الأساسي والأول للاقتصاد الألماني، فالشعب الألماني بعتز بلغتو وتاريخو، وما ممكن أنو تحكي بألمانيا مع أي ألماني غير باللغة الألمانية حتى لو كان بيعرف لغات تانية.






أهم درس ممكن نتعلمو من ألمانيا والألمان هو أنو ما ممكن ينجح أي نظام سياسي بدون شعب منتمي ومحب لوطنه ومدينته وبيئته وشغله.

الوطنية وحب الوطن لا شك مو متل ما عملنا ياها كتاب القومية العربية البعثي، واللي كان هو السبب لفقدان السوري وطنيته واعتزازه بحاله وانتاج سوري ما بيعرف مين هو ولمين منتمي.




النظام التعليمي الفاشل والحالة الاجتماعية الفاسدة اللي فرضها نظام البعث خلال عشرات السنين انتجت سوري فاقد كل الأمل بمستقبل سوريا، انتجت سوري فاقد الثقة بحالو وبقدراتو، وحولت السوري لشخص اتكالي فاسد ركيزة حياتو الاجتماعية الواسطات والرشاوي.

القومية السورية اليوم هي السبيل لنهضة سوريا والسوريين، فما ممكن يكون للسوري وطن غير سوريا حتى لو قدر يقنع حالو بهاد الشي، وحتى لو ملك جنسية غير السورية.

نهضة ألمانيا كانت على إيد الألمان، وقوة روسيا كانت بفضل الروس، وازدهار انكلترا بفضل الانكليز، وقيام اليابان بفضل اليابانيين.

ما في بلد كانت قوية ومزدرهة طول تاريخها، ولكل أمة نكساتها والأمة السورية مو استثناء ونهضتها ما ممكن تكون ألا على أيد السوريين الوطنيين اللي حتى لو تركوها اليوم رح يجي اليوم يكونو جزء من نهضتها ومستقبلها.

نهض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title