هل انتصرت غزة؟

تاريخنا في المشرق السوري علمنا أن الصواريخ لا تحدث التغيير لوحدها






انتهت الحرب ورجع المتحاربين لقواعدهن. قتل 243 من سكان غزة من بينهم 100 امرأة وطفل بالإضافة إلى المباني والبنية التحتية اللي تم تدميرها و الخسائر الاقتصادية...فهل هادا انتصار لغزة؟ في المقابل على الضفة التانية لا خسائر كبيرة تذكر. بس ومع هيك الفلسطينيين كشعب وفلسطين كقضية محقة انتصرت بهي الجولة.

بمنظور المجتمع الدولي أنو تكون فلسطيني يعني أنو ما بحقلك تملك هويتك الخاصة وتكون قادر أنو تقرر مصيرك، ولا عندك حقوق تطالب فيها.

هاد يعني أنو كل أعمال حياتك ممكن أنو تنسرق منك بثانية ، وممكن تموت أو تنسجن إذا قاومت. هاد اللي بيعنيه أنو تكون فلسطيني.

اللي صار بالفترة الأخيرة مو شي جديد، فهاد الشي صار أكتر من مرة من قبل. ورح يصير بالمستقبل كمان، بس الجديد يكمن في الحركة المدنية اللي عشناها في أجزاءٍ مختلفةٍ من فلسطين التاريخية.

الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة وباقي مناطق فلسطين المحتلة طلعو باحتجاجات للمطالبة بحقوقهن المشروعة وضد التمادي الإسرائيلي باغتصاب البيوت والممتلكات الخاصة للفلسطينيين وانهاء الاحتلال.

الجانب اللافت للنظر والمثير للدهشة هو ردّ فعل فلسطيني 1948 اللي بملكو القوة الحقيقية لدفع التغيير من الداخل، من خلال احتجاجاتهن، وإضراب هاد الأسبوع اللي كلف إسرائيل خسائر كبيرة، ب
وضح أنهن ما نسيو قضيتهن.

مع انو فلسطينيي 48 مستوى حياتن و حقوقن اكتر بكتير من فلسطينية الضفة و غزة، مع هيك قررو التظاهر و النشاط لدعم اخوتهن بالضفة و غزة. دعمهن والوقوف لجانبهن بغض النظر عن المخاطر اللي ممكن يتعرضو الها.

أثبتت وسائل التواصل الاجتماعي أنها أداة قوية للتغيير متل كل مرة، متل ما أثبتت من قبل هاد الشي خلال "الربيع العربي".

كان في مؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، فلسطينيين وغير فلسطينيين، متل 'بيلا حديد' و 'أنور' اللي بتابعوهن ملايين، وهاد دليل على أنو الشتات الفلسطيني السّوري ما كان يوم من الأيام خارج المعركة، وما نسي النضال، وهاد الشي أدى كمان لزيادة الاهتمام بالفضية الفلسطينية، فالفنانيين الساخرين تريفور نواه وجون أوليفر عملو مقاطع عن فلسطين، وأظهرو من خلالهن معاناة الفلسطينيين. وهاد تغيير جدي في تعاطي وسائل الإعلام الغربية مع الصراع المشرقي الإسرائيلي.

ومرة تانية الأنظمة السياسية بالمنطقة كانت خارج نطاق التأثير، حتى اللي بتظاهرو بدعمهن للقضية والمعروفين بـ "محورالمقاومة"، وأثبتت الحرب الأخيرة مرة تانية أنو شعارتهن مجرد واجهة بتستخدم لتبرير اضطهاد شعوبهن.

الشعب المشرقي السوري علمتو السنين الاعتماد على حالو وبس، وما يتأمل كتير من سياسيين ما بمثلوه بأي مفاوضات كانت وأنو الشي الوحيد اللي ممكن يخدم أي قضية سورية هي الوحدة بين الشعب في أي قضية مصيرية كانت.

وللأسف في لوم كبير على الفصائل الفلسطينية كفتح و حماس ل
محاربتهن بعض بدل محاربة الاحتلال، بالإضافة للفساد المستشري خصوصا في الضفة الغربية و انعدام الحريات بغزة.

انتهت الحرب بس النضال الفلسطيني رح يبقى دائما مستمر حتى يستعيد حقو التاريخي في أرضو. وبالتالي ما لازم الحراك المدني في كل فلسطين التاريخية يوقف، ولازم يستغل الانقسام الإسرائيلي الواضح أكتر من أي وقت تاني بعد ما فشلو بتشكيل حكومة بعد اربع انتخابات خلال سنتين.

مكاسبنا اليوم وصمودنا هو ورقة للضغط منشان الحصول على تنازلات وفرصة للضغط في أيّ مفاوضات مستقبلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title