حبيب كحالة والمضحك المبكي

مؤلف ورئيس تحرير صحيفة "المضحك المبكي" وضحية من ضحايا البعث






حبيب كحالة صحفي سوري من مواليد دمشق 1898 ويعتبر مؤسس الصحافة الساخرة في الشرق الأوسط، وهو صاحب ورئيس تحرير صحيفة المضحك المبكي اللي ضلت تنتشر بشكل شبه دائم من تاريخ 1926 حتى عام 1966.

حبيب كحالة درس اقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت وبعد تخرجو أسس جريدة يومية بعنوان "سوريا الجديدة" عام 1918بعد شهرين على سقوط الحكم العثماني في سوريا وضلت الصحيفة مستمرة حتى منتصف العشرينات بعد ما سكرتها السلطات الفرنسية بسبب دعم الجريدة للثورة السورية الكبرى ومناصرتها لزعيمها سلطان باشا الأطرش.

بعد سنتين من انتهاء الثورة أصدر حبيب كحالة مجلة سياسية كاريكاتورية ساخرة أسبوعية باسم "المضحك المبكي" وعملت ضجة كبيرة بين أوساط الشعب والمثقفين، وتعتبر أول مجلة وصحيفة ساخرة سياسية في الشرق الأوسط، وهي اللي رسخت فن الكاريكاتور في سوريا.





كان الفنان توفيق طارق هو اللي بيرسم صورة غلاف المجلة الأول والأخير، وكانت المقالات مزيج من العامية والفصحى وألها أقسام منها: "حديث سياسي حشاش" "على التلفون" "إعراب المضحك المبكي" و"محكمة المضحك المبكي".

طبعاً خلال فترة أصدارها توقفت أكتر من مرة لأسباب مختلفة أول مرة كان عام 1930 حجبتها السلطات الفرنسية بعد ما نشر حبيب كحالة رسم كاريكاتوري لوزراء الحكومة السورية في زمن الشيخ تاج الدين الحسني وهنن عبينشدو النشيد الوطني الفرنسي.






بعد انتهاء مدة الحجب، حط حبيب كحالة رسم كاريكاتوري لحالو وهو طالع من القبر، وحواليه الوزراء نفسهن وهنن عيصرخو: "ولي على هالعمر ... رجعنا للمضحك المبكي!".

وكان الحجب التاني لمدة 3 أشهر كمان بشهر نيسان عام 1932، بسبب انتقاد المضحك المبكي رئيس الحكومة تاج الدين الحسني، بس حبيب كحالة تحدى الرقابة هي المرة وأصدر مجلتو بتاريخها المحدد بس باسم جديد وهو "ماشي الحال" وقال أنو الحظر بنطبق على مجلّة المضحك المبكي مو على مجلة "ماشي الحال" وفي المرة التالتة أتسكرت المضحك المبكي وقت نشرها رسم كاريكاتوري للحكم الدستوري في سوريا وهو طريح فراش المرض والوزراء عبيسألوه عن صحتو فيجيب: "زفت!".

توقف حبيب كحالة عن إصدار المضحك المبكي سنة 1956، بسبب تنامي نفوذ المخابرات في عهد العقيد عبد الحميد السراج، ووقف عن النشر طول سنوات الوحدة المشؤمة تحت حكم جمال عبد الناصر. ورجع لجمهورو الكبير بعد الانفصال سنة 1962، وكتب افتتاحية جاء فيها: "تعود هذه المجلّة إلى الصدور بعد غياب طويل، لا أتهم به أحداً ولا أرجعه لأحد، وإنما قصدته بملء إرادتي ومحض مشيئتي، لأني لم أستطع أن أكتب ما أريد، ولا أقبل أن أحمَل على كتابة ما لا أريد، فكسرت القلم واعتزلت، لأن العبد الحقيقي، كما يقول أوسكار وايلد، هو الذي لا يستطيع أن يعبر عن رأيه بحرية."

كانت مجلة المضحك المبكي هي وحدها بين كافة الصحف السورية اللي ما طالها المرسوم العسكري رقم 4 الصادر عن مجلس قيادة الانقلاب، اللي عُلّق بموجبو العمل بالصحافة الحرة في البلاد بعد وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963. وكان سبب استمرار المضحك المبكي هو موقف حبيب كحّالة الداعم لجريدة البعث في زمن الانفصال، وقتها عارض منعها عن الصدور بسبب موقفها الداعم للرئيس جمال عبد الناصر من مبدأ حرية التعبير للكل. فردّ صلاح البيطار الجميل عند تسلمو رئاسة الحكومة وما سكر المضحك المبكي بس فرض رقابة صارمة على محتواها، مما اضطرها إلى الحجب أكتر من مرة، بس ما قدرت سلطات الانقلاب البعثية تحمل المصحك المبكي أكتر من هيك وتم إغلاقها نهائياً بأمر شفوي من وزير الإعلام جميل شيا يوم 29 أيار 1966. وكان هاد بعد ستة أشهر على رحيل حبيب كحّالة في 22 كانون الأول 1965.

المراجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title