التقدم الحضاري الذي أوقفه البعث
كانت عربات الترام تجوب شوارع دمشق وحلب قبل مدن عالمية كثيرة
بيتذكر سكان دمشق وسكان حلب المشاهد الجميلة لعربات الترام واي وهي عبتجوب شوارع مدينتهن، طبعا هاد صار بذاكرة الأجداد بس، فخطوط الترام توقفت تمام بين عامي 1962 - 1963.
في نهايات القرن الـ 19 وبدايات القرن الـ 20 بلش التوسع العمراني الكبير في حلب ودمشق وكان الاعتماد بالتنقل على الحمير والأحصنة والحناطير، وبعام 1902 ظهرت لأول مرة في حلب الدراجة الهوائية (البسكليت) حسب جمعية العاديات الناشطة بجمع وحماية التراث الحلبي.
أول ظهور للسيارة في سوريا:
كان ظهور أول سيارة في شوارع سوريا بعام 1903 وتحديداً في شوارع مدينة دمشق وكانت السيارة للثري الدمشق فيليب سكاف اللي جابها من الاسكندرية لبيروت بالباخرة وجربها على طريق صيدا - بيروت، ووقتها تجمعت ناس كتيرة في شوارع بيروت ليشوفو الآلة العجيبة اللي جابها الدمشقي، وحتى أنها عملت رعب للناس وصارو يسموها عفريت بعينين، قبل ما يبلش بعام 1908 خط دمشق بيروت شغال وينقل الناس بين المدينتين.
أما أول ظهور للسيارة في شوارع حلب كان بعام 1909، وكانت المدينة بحاجة كبيرة لتوفير وسائل نقل للعامة مع ازدياد الكبير لعدد السكان، فطالب سكان حلب السلطات العثمانية بإنارة الطرقات وتسيير ترام كهربائي بالمدينة.
بالمناسبة أول سيارة دخلت مدينة اسطنبول كانت بعام 1912 يعني قبل حلب بـ 3 سنين وقبل دمشق بـ 9 سنين.
قصة الترام:
بيوم 7 شباط عام 1889 اتفق وزير الأشغال العثمانية مع رجل الأعمال يوسف مطران على تمديد خطوط ترامواي دمشق، وتم تأسيس الشركة المسؤولة عن تنفيذ مشروع الترام بتاريخ 5 كانون الأول عام 1904 وكان باسم الشركة العثمانية السلطانية للتنوير الكهربائي في دمشق.
عملياً خطوط الترام الكهربائية بلشت بالشغل عام 1907 في مدينة دمشق قبل ما تتم تحويل كل خطوط الترام للكهربا في برلين الألمانية عام 1910 وفي اسطنبول عام 1912 وبعد نيويورك الأميركية بـ 3 سنين اللي بلش عام 1904، أما مدينة حلب فبلش الترام لأول مرة يشتغل عام 1928 وبعد سنة صار افتتاح الخطوط بشكل رسمي عام 1929.
بحلب كانت خطوط الترام شغالة بـ 3 خطوط هي:
الخط الأول: الجميلية – باب الفرج – قسطل الحجارين – خان الحرير، وكان هو الأطول بـ 19.57 كم، وكان عليه 3 عربات.
الخط التاني: الرمضانية – الحميدية – النيّال – الاطفائية – التلل – باب الفرج – باب جنين – باب أنطاكية، وكان طولو 2339 متر، وكان عليه 3 عربات.
الخط التالت: الجميلية – باب الفرج – باب النصر – جب القبة – برية المسلخ ، وكان طولو 3000 متر، وعليه 5 عربات.
بقيت الخطوط بحلب تتوسع وتطول ويزداد عدد العربات ووصل عددها بعام 1938 لـ 21 عربة.
بدمشق بلش الترام بخط واحد عام 1907 وصارت الخطوط تزداد كل فترة ووصلت لـ 6 خطوط آخر الشي كانت الخطوط:
الخط الأول: خط الميدان وفوقو لافتة خضرا
الخط التاني: الجسر الأبيض و فوقو لافتة زرقا
الخط التالت: الشيخ محي الين و فوقو لافتة صفرا
الخط الرابع: المهاجرين و فوقو لافتة حمرا
الخط الخامس: القصاع وفوقو لافتة خمري
الخط السادس: حرستا و دوما و فوقو لافتة كمان خمري
الخط التاني: الجسر الأبيض و فوقو لافتة زرقا
الخط التالت: الشيخ محي الين و فوقو لافتة صفرا
الخط الرابع: المهاجرين و فوقو لافتة حمرا
الخط الخامس: القصاع وفوقو لافتة خمري
الخط السادس: حرستا و دوما و فوقو لافتة كمان خمري
كل خط بتميزو لون لافتتو ورقم الخط.
نهاية الترامواي بسوريا بلشت بأواخر عام 1961 في حلب بعد ما صدر قرار بتصفية شركة الترام واستبدالها بالباصات بس هاد الشي ما كان لكل الخطوط وما التغت كل العربات ألا بعد انقلاب البعث عام 1963 وقتها التغى الترامواي نهائياً في حلب وكان متبقي وقتها 9 عربات وكانت حجة الأغلاق الأسباب المادية والخسارة اللي عبسببها الترامواي، وعرقلة السير في الشوارع الضيقة، ووجود الباصات اللي كانت أسرع من الترام.
بدمشق كان بداية الأغلاق بعام 1962 يعني بعد سنة من بداية الاغلاق في حلب، وبالبداية ألغي خط محي الدين، وبعدها خط الميدان بنفس السنة، بعدها خط المهاجرين، وخط حرستا دوما.
الأغلاق النهائي كمان كان بعد انقلاب البعث عام 1963 وبتاريخ 23 تشرين التاني من نفس العام توقف الترام على كل خطوطو ما عدا خط القصاع (الخامس) اللي كان ينقل عمال شركة المغازل والمناسج وعمال الشركة الخماسية، وتوقف نهائياً بعام 1967.
للأسف على عكس دول كتيرة حول العالم ما تم تطوير خطوط الترام وبقيت العربات القديمة البطيئة هي الشغالة.
فدمشق هي أول مدينة بمشي فيها الترام بالشرق الأوسط عام 1907 وتالت مدينة ناطقة بالعربية بعد الاسكندرية والجزائر بوقت مدينة متل دبي دخل الترام فيها لأول مرة الخدمة عام 2014.
مدن متل الاسكندرية وتونس والجزائر استبدلو عربات الترام القديمة بحديثة وكان في اهتمام لحد ما بهي الخدمة بدل ما يلغوها تماما متل ما صار بدمشق وحلب.
بيتأمل السوريين أنو يرجعو يشوفو هي الوسيلة الحضارية في شوارع مدنهن مو بس بدمشق وحلب وحتى بحمص وحماة واللاذقية وغيرها من المدن السورية اللي صار عدد سكانها فوق المليون نسمة وبلشت تعاني من مشكلة المواصلات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق