حلب العاصمة الاقتصادية التاريخية لسوريا

قبلة التجار وأهم مركز تجاري على طريق الحرير لكل الشركات الأوروبية




مدينة حلب أقدم مدينة في التاريخ حسب اليونسكو، ومن آلاف السنين المدينة عبارة عن مركز تجاري هام كان موقعها القريب من البحر والصحراء والجبال وضفاف الفرات دور أساسي بإعطائها الأهمية، بالإضافة للتنوع الثقافي والحضاري اللي صار بالمدينة واليوم بالإضافة للغالبية السورية بتضم المدينة أعداد كبيرة من الأكراد والأرمن والتركمان بالاضافة للعشائر العربية وخاصة في محيط المدينة.

حلب كانت قبلة التجار وواحد من أهم المراكز التجارية على طريق الحرير وهاد الشي قبل أكتر من 500 سنة وذكرها عشرات التجار والرحالة بمذكراتهن وحكو عن مكانة المدينة التجارية.

كانت حلب بالقرن الـ 17 فيها أكتر من 70 خان وبعهد المماليك كان تجار البندقية الإيطالية يتواجدو بشكل كبير في حلب حتى أنو بلغت التجارة بين حلب والبندقية 3 ملايين دوك سنوياً وهاد مبلغ كبير بهديك الأيام و (الدوك عملة دهبية قديمة).

كان يجي حلب تجار من جنوى، فلورنسا، مارسيليا، برشلونة يبيعو ويشترو وتحديداً بالخان الكبير المعروف اليوم بخان الجمرك واللي انبنى عام 1574 وصار مقر لشركات فرنسية والهولندية والإنكليزية والبرتغالية، ووصل عدد الشركات الأوروبية التجارية في حلب عام 1775 أكتر من 80 وكالة وشركة تجارية.

كان تجار حلب تصلهن أخبار السفن اللي بترسي بميناء اسكندرونة والحمولة اللي بتشيلها خلال 3 ساعات بس، وهاد الشي كان يكون عن طريق الحمام الزاجل، وحتى كان تجار حلب يرسلو الحمام الزاجل لبغداد كمان لأغراض تجارية مشان يبلغوهن عن مواعيد خروج القوافل اللي رح تجيب بضائعهن.

وصل عدد الأسواق بمدينة حلب لأكتر من 50 سوق كانو يشكلو تلت مساحة المدينة هاد بالنسبة للأسوق داخل السور القديم للمدينة بالإضافة لوجود أسواق خارج السور والأسواق المفتوحة بالهواء وكان يصير أسواق أسبوعية متل سوق الخميس وسوق الجمعة سوق الأحد وهيك.



جون ساندرسون واحد من الرحالة الإنكليز اللي زارو حلب وجمع مذكراتو الكاتب الإنكليزي وليام فوستر بكتاب اسمو "رحلات جون ساندرسون في بلاد الشام (المشرق)" من الشي اللي انذكر بكتابو:

"دخلت انكلترا ميدان تجارة الشرق متأخرة نسبياً ، إلا أنه منذ النصف الثاني من القرن السادس عشر شرعت تركز انظارها على حلب ، وحصلت انكلترا على امتيازها من الدولة العثمانية كغيرها من الدول التي سبقتها كالإمارات الايطالية وفرنسة وغيرها... وعينت اول قنصل لها ريتشارد فوستر في 20 حزيران سنة 1583 م ليكون قنصلأ للأمة الانكليزية في نواحي حلب ودمشق وعمان وطرابلس والقدس وجعلت مقر إقامته في البدء في طرابلس ، إلا انه مالبث ان انتقل الى حلب وأقام في خان البرغل أولاً ثم تحول منه مع الجالية إلى خان الجمرك"

وحسب التاجر الإنكليزي رالف فيتش عام 1583 قال أنو حلب هي السوق الرئيسية لكل الشرق، ووصف الدبلوماسي الفرنسي جاك غاسو حلب بأنها مركز تجاري مهم بتفوق من الناحية التجارية على القسطنطينية (اسطنبول) وعلى أي مدينة تانية في الشرق، أمّا الرحالة الانجليزي توماس كورياتي فذكر بأنو حلب هي أهم مركز تجاري في سوريا بل في المشرق.

الرحالة الفرنسي بردويل قال عن حلب في القرن الـ 16:
"انتصر الطريق المنطلق من حلب الى اسيا على الطريق البحري الذي اكتشفه البرتغاليون وسيطروا عليه، وذلك بسبب قصر طريق حلب أولاً ولكونه برياً ثانياً ، ولأن القراصنة كانوا يعجّون في المحيط الهندي بعد عام ١٥٩٠م بشكل مقلق ، خاصة بعد أن ازدادت أهمية بضائع الحرير في الاقتصاد الأوربي ، وكان يحملها الى حلب من بلاد فارس والأرمن والتتر ، ومن ثم فإن حلب كانت مخزناً من مخازنه القريبة من البحر لمتوسط وأوربه. "

آخر الشهدات الأوروبية بخصوص حلب ومكانتها الاقتصادية كانت بكتاب "سطوع وأفول أعظم مركز للتبادل التجاري في سوريا" للكاتب الانكليزي فيليب مانسيل اللي حكى عن التسامح والتعايش الديني بين سكان حلب على اختلافاتهن الدينية والعرقية وحكى بالكتاب عن الأضرار الكارثية اللي صاب حلب بالحرب الأهلية الأخيرة، وتناول فيه نمو حلب التجاري حتى وقتنا الحالي.


المصادر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title