سوريا أمة بلا دولة

الفشل في بناء الدولة السورية انتج مجتمع ينتمي للدين والطائفة قبل الوطن





في سؤال جدلي انطرح كتير سوريا  دولة بلا أمة أم أمة بلا دولة ؟
كتب بهاد الموضوع المحاضر في جامعة ادنبره توماس بيريه وهو محاضر في الدراسات الإسلامية والشرق اوسطية دراسة كاملة باللغة الفرنسية وتمت ترجمة الدراسة في معهد العالم للدراسات ممكن الاطلاع على كاملة الدراسة من هون.

الدراسة بتعتبر أنو التنوع الطائفي والديني مو سبب رئيسي لعدم الاستقرار بسوريا والمشرق وذكر مثال ليبيا اللي فيها انسجام طائفي وديني كامل ومع هيك الوضع بليبيا مشابه للوضع في سوريا، وتركيا رغم انها قدرت تخفض التواجد المسيحي للحد الأدنى ببداية القرن العشرين بس تركيا فيها تنوع طائفي سني - علوي وحتى انو نسبة العلوية في تركيا أكبر من النسبة الموجودة في  سوريا بالنسبة لعدد السكان ومع هيك البلد مستقر، وقدر يعمل نهضة اقتصادية كبيرة وما تأثر بتقارب النسب الطائفية.

بالكلام السابق منستنتج أنو التنوع الطائفي مو هو العامل الاساسي بالاخفاق والفشل في بناء الدولة في سوريا .

الآلام والأوجاع اللي عبتعيشها سوريا من سنين طويلة حسب الدراسة مو بسبب أنو سوريا بلا أمة على العكس لأنها أمة بلا دولة، وأنو ضياع الظاهري لفكرة الوطنية السورية وغياب الدولة السورية سبب استقطاب سني - علوي وخصوصا بعد عام 2011 .

الأرث اللي تركو المستعمر الفرنسي هو سبب رئيسي للحساسيات الدينية الطائفية بسوريا بالاضافة أنو قيام الدولة السورية حديث نسبيا.

على عكس الانكليز كان الفرنسيين يستخدمو الورقة الطائفية والدينية بشكل كبير وكانت بمثابة استراتيجية للاستمرار وسهولة السيطرة، وهيك بتبقي المنطقة بحالة عدم استقرار حتى بعد ما يتركوها وهاد منشوفو واضح كتير في سوريا ولبنان، بس غير واضح بفلسطين والأردن اللي كانو خاضعين للاحتلال الانكليزي.

فرنسا ومع وصولها لسوريا ولبنان اشتغلت على موضوع تخويف الأقليات الدينية من الاكترية السنية وحاولت تصور الأقليات انو مصيرها مرتبط باستمرار التواجد الفرنسي لحمايتها، رغم وجود بعض الشخصيات السورية الوطنية اللي رفضت هاد الطرح بس كان الو أثر واضح عند العامة وتشكيل فكر انطوائي وحذر، وهاد الشي انعكس كمان على الأغلبية السنية اللي شافت أنها مستهدفة من خلال تفضيل فرنسا للأقليات بمناصب كتيرة ومهمة بالبلد، وبهاد الشكل بلش ينمو الحس الطائفي الديني على حساب الحس الوطني الجامع لكل السوريين.

التنوع الطائفي والديني بسوريا مو شي جديد أبداً، ملفت انو بتاريخ سوريا ما كان في حساسيات دينية او تمييز طائفي لا وقت كانت الأغلبية وثنية ولا مسيحية ولا مسلمة، واقتصر هاد الشي على الفترة اللي دخلت فيها فرنسا المنطقة وخلقت هي الفتنة.

بسوريا وبتدمر تحديداً وبعصر زنوبيا كان الدين المسيحي واليهودي والوثني موجودين وبنسب متقاربة ومع هيك ما تسبب بأي مشاكل على الأقل من الشي اللي قدرنا نصلو ونقراه من تاريخ تدمر (مقالة عن التقاليد السورية بالحرية الدينية زمن زنوبيا).

الحل بسوريا طريقو واحد بس هو وجود دولة سورية قوية تعزز الانتماء الوطني السوري وتزيل الحساسيات والفتن اللي خلقها الاستعمار وتفاقمت بعهد النظام الحالي، وان كان ظاهريا صعب المنال، بس هو أمل كتير من السوريين اليوم اللي قدرو يتجاوزو الانتماءات الصغيرة التانية وقدرو يتغلبو على كتير من الأحقاد والفتن اللي تركها المستعمر، ممكن نشوفها بلبنان بشكل واضح بالمظاهرات الأخيرة ورفض النظام الطائفي، وممكن ما نقدر نشوفها بسوريا اليوم بنفس الشكل بس هي الحالة موجودة كمان عند فئة كبيرة من الشباب السوري الواعي. 

بس كلمة السر هي سوريا فوق الجميع سوريا للسوريين ولكل السوريين وبتعتمد بشكل أساسي على رفض الأجنبي وتدخلاتو اللي كانت هي السبب بوصولنا لهاد المستنقع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title