سوريا أم سورية؟ بين الخرافة والحقيقة التاريخية

كلمة سوريا ليست عربية ولا تعني السيدة بالسريانية





أصل تسمية سوريا وأصل هي الكلمة من المواضيع اللي نسج عليها البعض أساطير وقصص ما لها أي علاقة بالحقيقة وبدون الاعتماد على أي مصدر تاريخي، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي كان في نسخ ولصق وتداول لنص من سنين بيتدعي أنو كتابة سوريا بالألف الممدودة غلط واعتمد على حجج واهية كان الغرض منو تبرير المرسوم الجمهوري اللي بسمي سوريا "سورية".

بعيداً عن هي الأساطير والخرافات التاريخية واللغوية، فأصل اسم سوريا حيّر اللغوين والمؤرخين بفترة من الفترات بس الاكتشافات الأركيولوجية كانت دائما عامل مساعد بحل هي الأحجية، وحالياً صار في توافق أكاديمي مدعوم بالحفريات عن اسم سوريا، تاريخ الظهور وعلى شو تسمى.

قبل ما نبلش لازم نعرف أنو اسم سوريا مو كلمة سريانية بتعني السيدة، لأنو ببساطة ما لو أي سند بالمعاجم السريانية، وسوريا مو صفة مؤنثة ولا كلمة عربية.

سوريا ولا سورية !؟

الصحيح هو سوريا والموضوع ألو قسمين الأول هو الأصل والتاني هو تاريخ التطبيق.

من ناحية الأصل فاسم سوريا عمل حيرة لللغويين والمؤرخين من 200 سنة حتى وقت قصير سابق لما تم اكتشاف نقش بتركيا الحالية بسموه نقش شينكوي وبيرجع للقرن التامن قبل الميلاد وتم نشرو بعام ألفين و هالنقش مثير للاهتمام لأنو مكتوب بلغتين (اللٌوية و الفينيقية). يعني فيه مترادفات ممكن المقارنة بيناتها، وبالنسخة الفينيقية مذكور اسم امبراطورية آشور، بس باللٌوية آشور مذكورة بإسم سوراي (Sura/i). وهيك صار عنا أول دليل على إنو اسم سوريا هو فعلاً تحريف إندو-اوروبي لإسم آشور بما إنو اللغة اللٌوية هي لغة إندو-أوروبية.

بس من ناحية التطبيق فالقصة أعقد بكتير:

واضح انو بالقرن التامن قبل الميلاد كان الاسم يدل على آشور بشمال العراق الحالي عند نهر دجلة وكان بس بيعنيها الها دون مستعمراتها، وهالشي منقدر نشوفو من قرائة النقوش الاشورية يللي بتفصل بين "أرض آشور"، وبتعني الاراضي الاساسية لشعب آشور، و"نير آشور"، وبتعني الأراضي المغزوة. بس بعدين، آشور صارت تحول الأراضي تحت نيرها لمحافظات آشورية بدل سياستها القديمة بالابقاء عالملوك المحليين. وهيك صار اسمها يشمل أي شي بتغزوه، وبهالمعيار فاسم سوريا ممكن يتطبق حتى على مصر يللي كانت تحت سيطرة آشور لفترة من الفترات!

الأمور اختلفت بعد كم قرن بعصر المؤرخ المشهور هيرودوتوس (484 – 425 قبل الميلاد) يللي لأول مرة عمل فصل بين الإسمين وقال إنو آشور (Assyria) بتوقع للشرق من سوريا (Syria), وقال كمان إنو سوريا هي بلاد ساكني ساحل المتوسط الشرقي وشمال سوريا الحالية و فينيقيا و فيليستيا. بكلام هيرودوتوس، سوريا بتمتد من البحر الأسود بالشمال حتى الأحمر بالجنوب ومن الشرق بحدها أرمينيا والصحراء، أما آشور (الواقعة بشرق سوريا) فهي محدودة من الغرب كمان بالصحراء.

هيرودوتوس كان واضح وحط الصحراء حد بين سوريا وآشور، بس يللي اجا بعدو رجع يخلط والكلام هون عن الحكام السلوقيين يللي بعهدهن (بالقرون التلاتة الاخيرة قبل الميلاد) كانو المؤرخين يخلطو بين سوريا و آشور ويستعملو الاسمين بشكل متبادل، مرة بقولو عبلاد آرام آشور ومرة بقولو عن نينوى سوريا. لكن هاللخبطة كانت على طريق النهاية بفضل سيطرة البارثيين الإيرانيين على معظم العراق الحالي (بنصف القرن التاني قبل الميلاد), لأنو بوصول الرومان لبلادنا (بمنتصف القرن الاول قبل الميلاد)، صارت سوريا تدل على الاراضي بإيدهن من الهلال الخصيب وآشور تدل عالأراضي بإيد الايرانيين، وبعدين الإمبراطور تراجان قام بغزو الأراضي تحت إيد ايران وسمى هالمناطق ولاية آشور (عام 116 ميلادي) مع الإبقاء على ولاية سوريا منفصلة، وهيك تم التمييز للأبد بين الاسمين.

بوقت الرومان صارت سوريا يحدها نهر الفرات من الشرق بدل الصحراء وامتدادها تقريبا من البحر الأحمر لجبال طوروس و بوقت لاحق (بالربع الاول من القرن التاني الميلادي) صارو الرومان يقسمو ولاية سوريا الكبيرة و تسمية سوريا تقلصت مدلولاتها وبعدين وصلت جيوش الامبراطورية العربية و صارت سوريا بلاد الشام.

بهي اللخبطة كيف الواحد بدو يحدد شو هي سوريا ؟

على الأغلب أول مين فصل بين سوريا وآشور هو هيرودوتوس وبالنسبة الو سوريا هي أرض الآرام والفينيقيين وبما إنو كلمة فينيق هي مجرد مصطلح يوناني يدل على كنعانيي الساحل فمعناها سوريا هي أرض الآراميين والكنعانيين و بهالطريقة سوريا الكبيرة حدودها هي حدود الأراضي الأرامية والكنعانية القديمة، يللي كانو فيها تاريخيا هالقسمين من الشعب المشرقي هنن الأغلبية والأصليين، وهالأراضي بتشمل تقريبا نفس حدود دول بلاد الشام الحالية الأربعة بالاضافة لبعض الاراضي بتركيا الحالية.

المصادر:


-Snell, Daniel C (2008). A Companion to the Ancient Near East. Page: 51
-Arnason, Johann; Raaflaub, Kurt A (2010). The Roman Empire in Context: Historical and Comparative Perspectives
-Rawlinson, George (1862). History of Herodotus, Volume 1. Page : 126
-Frye, Richard Nelson (2000). Mapping Assyria, in: Ideologies as Intercultural Phenomena: Proceedings of the Third Annual Symposium of the Assyrian and Babylonian Intellectual Heritage Project. Page:76
-Rollinger, Robert (2006). The terms “Assyria” and “Syria” again. Journal of Near Eastern Studies 65 (4): Pages: 284–287.
-Joseph, John (2000). The Modern Assyrians of the Middle East: A History of Their Encounter with Western Christian Missions, Archaeologists, and Colonial Powers. Page 21

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title