الأرجوان الملكي السوري

اكتشفه وبدأ بصنعه الفينيقيون وارتبطت صناعته بمدينة صور





اللون الأرجواني أو المعروف كمان بالأرجواني الملكي أو الأرجواني الإمبراطوري هو صبغة مستخرجة من محار الموركس اللي أنتجتو لأول مرة مدينة صور الفينيقية بالعصر البرونزي. وسبب اعتبارو لون امبراطوري ولون الملوك هو صناعتو المعقدة اللي بتحتاج لآلاف المحارات لانتاج 1 غرام بس، الإضافة أنو هو لون لافت بشكل كبير، ومقاوم للبهتان وهاد خلى اللبس المصبوغ باستخدام اللون الأرجواني الصوري مرغوب للغاية ومكلف.

انشهر الفينيقيين شهرة كبيرة كبائعين للأرجوان وصدّرو صناعتو للمستعمرات اللي عملوها، وخاصة قرطاج بشمال أفريقيا، وقتها ازداد اللون شهرة اكتر واعتمدوه الرومان كرمز للسلطة والمكانة الإمبراطورية.

في الأساطير الفينيقية، برجع الفضل في اكتشاف اللون الأرجواني إلى كلب الحورية السورية تيروس. 

تيروس هي عشيقة إله راعي صور ملكارت، بيوم من الأيام، وقت كان الحبيبين بيتمشو على الشاطئ، لاحظو أنو بعد عض الكلب على رخويات مغسولة، كان يتلطخ تمو للكلب باللون الأرجواني. طلبت Tyros لبس مصنوع من نفس اللون وهيك بلشت صناعة الصباغة الشهيرة.

أول سجل تاريخي للصبغة موجود في نصوص من مصادر أوغاريت وحثية، وهاد بدل على أنو تصنيع اللون الأرجواني الصوري بلش في القرن 14 قبل الميلاد في شرق البحر الأبيض المتوسط. 





كان القماش المصبوغ باللون البنفسجي الصوري من الصادرات الناجحة للغاية وعمل شهرة للفينيقيين بكل أنحاء العالم القديم.

في الواقع، بتدعي بعض المؤرخين (مو كلهن ​​للتأكيد) أنو اسم فينيسيا مشتق من الكلمة اليونانية phoinos اللي بتعني "أحمر غامق" واللي بتشير للصبغة الأرجوانية. 

حسب المؤرخ كاسو حتى يتم انتاج غرام واحد من الصبغة بيتطلب 10000 محار، وهاد طبعاً ما كان يكفي غير صبغ حافة التوب بلون غامق.

كانت قيمة الصبغة أكبر من وزنها بالدهب. فرطل واحد من الصبغة الأرجواني يكلف 150 ألف دينار أو حوالي 3 أرطال من الدهب (هاد بعادل حوالي 19000 دولار بوقت كتابة هاد التقرير).






كان الطلب على اللون الأرجواني الصوري كبير وهاد اللي زاد عمليات التنقيب عن الكائنات الحية المنتجة ألو بضواحي صيدا وصور، وكان هاد النوع من الكائنات الحية على وشك الانقراض على طول سواحل فينيقيا.

الفينيقيين ما بس صدرو القماش المصبوغ وصدرو طريقة عملية استخراج الصبغة كمان، شاركت قرطاج بشكل خاص في صنعها واستمرت في نشر شهرتها في العصر الروماني والعصر البيزنطي. 

في العصور القديمة، لجانب المدن الفينيقية وقرطاج، تضمنت مراكز التصنيع المعروفة التانية رودس وليسبوس وموتيا (صقلية) وكركوان (شمال إفريقيا) وأماكن مختلفة تانية في آسيا الصغرى وجنوب إيطاليا.

كان اللون الأرجواني اللي بتم انتاجو بمدينة صور دائمًا هو الأفضل بالسوق لأنو ما كان عند الفينيقيين بهداك الوقت الإمكانيات الكبيرة للوصول للمواد الخام بس سنوات الخبرة لأهل مدينة صور خلتهن دائما يكونو الأفضل بالتصنيع والصبغ وقتها كانو خبراء بمزج أنواع مختلفة من المحار في تسلسلات معينة من العملية وإضافة مكونات سرية إضافية حتى يتمكنو بس من إنتاج اللون الأكتر قيمة على الإطلاق، وهو اللون الأرجواني الغامق اللي ببين قرمزي وقت ينحط في الضو.

صار اللون الأرجواني رمز للمكانة بمثل القوة والهيبة والثروة. وبدل على القيمة العالية للقماش الأرجواني من خلال وجودو بقوائم الضرائب متلو متل السلع الغالية والباهظة التانية كالفضة والدهب، واللي اضطرت صور لدفعها للملوك الآشوريين بالقرنين التاسع والتامن قبل الميلاد.  

كان الرومان المهتمين بالمكانة مغرمين بشكل خاص بالملابس الأرجوانية واحتفظو فيها للنخبة بس. وانسمح للعيلة الإمبراطورية والقضاة وبعض النخب بارتداء toga praetexta اللي كان الو حدود أرجوانية ، وأحياناً ينسمح للجنرالات اللي بحتفلو بالنصر واللي كان يلبسوه أرجواني كامل بحدود ذهبية. 




بمرور الوقت، صار اللون الأرجواني بمثل الإمبراطور، على الرغم من أنو يوليوس قيصر هو أول واحد لبس توجا بوربوريا الأرجواني بالكامل.

بعتبر بعض المؤرخين أنو هاد اللون الأرجواني هو رمز الدولة في روما القديمة لدرجة أنو حتى الآثار الإمبراطورية والتوابيت صار يتم استخدام فيها شكل رخام سماقي الو لون أرجواني غامق وموحد. 

بالإضافة للمنسوجات ، تم استخدام اللون الأرجواني الصوري أحيانا لصبغ المخطوطات والعديد من الأمثلة لنصوص العصور القديمة المتأخرة المصبوغة باللون الأرجواني ، متل Codex Rossano.




الجدير بالذكر أنو هاد اللون ما بتم إنتاجو من (الطبيعة) إلا عن طريق 3 أنواع من الأحياء البحرية يلي بتعيش على شواطئ بلدان البحر المتوسط وبعض الأنواع يلي بتشبها من الرخويات.

مصادر ومراجع:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title