طرطوس انترادوس الفينيقية

أسسها الفينيقيون سكان أرواد، وكانت آخر معاقل فرسان الهيكل في البر السوري




طرطوس تاني أكبر مدينة ساحلية في الجمهورية السورية على البحر الأبيض المتوسط، ومركز محافظة طرطوس.


برجع تاريخ تأسيس طرطوس للألفية التانية قبل الميلاد من قبل مملكة أرادوس الفينيقية لاستيعاب عدد السكان الزائد بالجزيرة وكان اسمها انترادوس وصارت تابعة لمملكة أرادوس الأهم والأكبر بوقتها.


الاسم الأول لطرطوس انترادوس وهو الاسم المشتق من اليونانية القديمة "Αντιαράδος"، واللي بنكتب باللاتينية Anti-rados (Antarados) وبيعني "المدينة المواجهة لأرواد"، أما اسم طرطوس فهو من اسم طرطوسة اللي ظهر بسيطرة الصليبيين على المدينة عام 1099 بالحملة الصليبية الأولى.


كانت المدينة مفضلة عند الإمبراطور قسطنطين بسبب تفانيها في عبادة العذراء مريم. لهيك تم بناء أول كنيسة مخصصة للعذراء فيها بالقرن التالت.


غزا العرب سوريا عام 634 وسيطرو على طرطوس عام 636 بقيادة عبادة بن الصامت وبعد تعيين معاوية بن أبي سفيان والي على سوريا بنى حامية في المدينة، وخصص إقطاعيات لقادة الحامية. 


استضافت طرطوس خديجة (زوجة النبي محمد) لما زارت أبوها خويلد بن أسد.


ضلت المدينة تحت حكم العرب المسلمين حتى الحملة الصليبية الأولى على سوريا عام 1099 ورجع سيطر المسلمين عليها بس ريمون تولوز رجّع سيطرة الصليبيين بشباط عام 1102 بعد حصار لأسبوعين وبعام 1105، انتقلت لابنو ألفونسو جوردان، وصارت تنعرف بطرطوسة. 


بعام 1123 بنى الصليبيين كاتدرائية السيدة طرطوسة شبه المحصنة فوق الكنيسة البيزنطية، واللي كانت موقع شهير للحجاج وتعتبر اليوم من أهم معالم المدينة السياحية.


كاتدرائية السيدة طرطوسة


كاتدرائية السيدة من الداخل

بعام 1152 تم تسليم طرطوس لفرسان الهيكل اللي استخدموها كمقر عسكري وشاركوا ببعض مشاريع البناء، فبنو قلعة طرطوس حوالي عام 1165 مع كنيسة كبيرة وبرج متقن، محاط بجدران متحدة المركز مزدوجة سميكة.

كانت مهمة فرسان الهيكل حماية المدينة والأراضي المحيطة بها، واللي احتل بعضها المستوطنين المسيحيين من الهجوم الإسلامي.

بقايا سور قلعة طرطوس

استولى نور الدين زنكي على طرطوس من الصليبيين لفترة وجيزة قبل ما يخسرها مرة تانية.

استعاد صلاح الدين المدينة بعام 1188، ونقل المقر الرئيسي للفرسان الهيكليين لقبرص، ومع هيك قدر بعض فرسان الهيكل في طرطوس من الانسحاب للحصن، اللي استمرو باستخدامو كقاعدة لمدة 100 عام تانية، وأضافوا شوي لتحصيناته حتى سقط كمان بعام 1291. 

قلعة طرطوس - كنيسة فرسان الهيكل

كانت طرطوس آخر موقع متقدم للفرسان الهيكليين في البر الرئيسي السوري، وبعد هيك تراجعو لحامية في جزيرة أرواد القريبة، واللي احتفظو فيها لعقد تاني.

بعد احتلال المماليك طرطوس فقدت المدينة هيبتها حتى سيطرة العثمانيين على سوريا وصار للمدينة أهمية كبيرة بسبب التجارة مع قبرص وأوروبا. 

ببداية القرنين 18 و19، صارت طرطوس وحدة من نقاط الدفاع الساحلية بسبب مينائها الاستراتيجي، وبعام 1832 وببداية الحرب المصرية العثمانية الأولى، غزا محمد علي باشا حاكم مصر بوقتها المدينة ومحيطها وسيطر عليها.

بعام 1839 قررت الإمبراطورية العثمانية استعادة أراضيها الساحلية السورية من مصر بدعم من بريطانيا العظمى، وبعام 1840 هاجمت الفرقاطات البريطانية إتش إم إس كاريسفورت وإتش إم إس بنبو وإتش إم إس زيبرا بمساعدة قوة إنزال من مشاة البحرية القلعة في طرطوس، وعلى الرغم من الخسائر الكبيرة بين مشاة البحرية، ما قدر البريطانيين يستولو على القلعة بوقتها.

بعد الحرب وانسحاب المصريين رجعت المدينة للإمبراطورية العثمانية وضلت تابعة ألها لعام 1918.

خلال الحرب الأهلية السورية ما شهدت طرطوس أي أحداث تذكر باستثناء بعض التفجيرات الانتحارية اللي نفذها تنظيم داعش بالمدينة، وضلت طرطوس من أكتر المدن السورية أماناً.

قدمت طرطوس شخصيات فنية وأدبية مهمة في تاريخ سوريا من أبرزهن: الكاتب سعدالله ونوس،والفنان صفوان بهلوان، والروائي حليم بركات، والشاعر نديم محمد، والممثلين تيم حسن، وقصي خولي، وغسان مسعود، وسوزان نجم الدين، والمغنية فرح يوسف، والمغني بهاء اليوسف.

المصادر:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title