حرب المخدرات على المجتمع السوري

جحيم الإدمان في سوريا.. عذاب فردي وألم مجتمعي



 

الوجع السوري وصعوبة الحياة من انعدام فرص العمل للأمان النفسي اللي راح وتدني مستوى التعليم بكل مستوياتو، خلا الشباب تدور على أي باب للهروب من هالواقع المؤذي بس للآسف هالباب ممكن ينفتح على هاوية عميقة.

 

سوريا والمخدرات:

بحسب تقارير دولية النظام السوري المخلوع وبقيادة شخصيات من الصفوف الاولى على رأسهن ماهر الأسد والفرقة الرابعة كان الو دور مركزي بتحويل سوريا لدولة مخدرات عن طريق إنشاء مصانع لإنتاج الكبتاغون وتصديره بمليارات الدولارات واللي بالنسبة لمركز مالكوم كير-كارتيغي للشرق الآوسط كان أداة ضغط سياسي لإعادة دمج سوريا بالدول الإقليمية.


هاد الشي بورجينا انو الكبتاغون اتحول من سمّ لمنتج وطني ولأداة سياسية ضرّت بسمعة سوريا والشعب السوري، بالاضافة صار كوسيلة حرب استخدمها النظام لتمويل ماكينتو القمعية حتى أنو تقارير مكتب الآمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وضحّت التحول السوري لمركز إقليمي لإنتاج وتصدير المواد المخدّرة حتى تسمّت "ناركو-ستيت" او "الدولة المخدّرة".


الكبتاغون هو الاسم التجاري لمنشّط تم انتاجه لأول مرة بالمانيا بستينات القرن العشرين حتى يساعد بعلاج مشاكل نقص الانتباه والنوم القهري وبالرغم من توقّف انتاجه ضل في نسخة غير مشروعة منو باسم كوكايين الفقرا.


سوريا الها كمان تاريخ طويل بإنتاج الحشيش واللي بعهد الرئيس شكري القوتلي تم حظر زراعتو بسوريا أما بفترة الحرب الآهلية اللبنانية، استغلّت بعض المليشيات الموضوع وبلشّت بزراعة وتصنيع وتجارة المخدرات، وبالتدخّل السوري العسكري بلبنان بالسبعينات قامت شراكة بين قادة هالمليشيات وضباط سوريين اللي خلا الموضوع يزدهر ويكبر ويستمر لحد هلاء، وذكر تقرير مفصّل للواشنطن بوست انو أطنان من الهيرويين كانت عم تنتج وتدخل لسوريا عن طريق ضباط سوريين.



أما بالنسبة لبعض الادوية واللي جذبت الكتير من الشباب لسهولة الحصول عليه متل شراب السعلة اللي بيحتوي على الكودئين ومسكّن البروكسيمول وهوي عقارمن اشباه الافيونات.

 

ما سبب انتشار المخدرات؟

بتتعدد أسباب انتشار المواد المخدّرة بسوريا بس بيبقى اهمهن -وخصوصا بعد ال2011- انها انتشرت بين المقاتلين على انها منشطات بتقلّل من احتياجهن للنوم، أما بمنطقة ريف حلب ومع ظهور تنظيم "داعش" صارت المخدرات اداة لتجنيد الشباب بصفوفها.


صدمة التهجير والمشاعر اللي بتترافق معها من خوف ووجع كانت عامل اضافي لزيادة انتشار المخدرات بين النازحين والمهجرين قسرا.


البطالة وعدم الاستقرار الوظيفي  كمان لعبوا دور بانتشار حالات التعاطي وفينا نعتبرهن ضمن العوامل المشجعّة على التعاطي.


وبالرغم من تعدد الاسباب النفسية وصعوبة الحياة الا انو ما فينا ننكر انو واحدة من اهم اسباب التعاطي هي الفضول والرغبة بالتجريب بالاضافة للرغبة من الهروب من الواقع الصعب اللي عايشينو، واللي ممكن يكون ألم نتيجة اصابة حرب او سوء استخدام لوصفة طبية او حتى هروب من مشاكل عائلية بظل غياب الرقابة والتشتت الأسري.



تدنّي سعر المخدرات المتوفرة وتدنّي جودتها خلا الحصول عليها سهل وبلغ متوسط الانفاق على المخدرات شهريا تقريبا 10 الاف دولار بحسب دراسة اشتكشافية لمركز الحوار السوري.

 

نتائج التعاطي تحرق الجميع

تدهور صحي، مالي، وتفكك أسري... كل هدول هنن آثار سلبية طويلة الأمد للتعاطي، وكل هالدمار بيصير كرمال لحظة من النشوة.


آثار التعاطي والإدمان ما بتنحصر بس بالفرد، بل بتتمدّد وبتدور بالمجتمع، وبتأثّر على الأشخاص اللي حواليه. وغالباً هالشي بيبلّش بالعزلة، بيكبر مع الاكتئاب، وبيوصل لمرحلة ممكن يصير فيها الشخص خطر على حاله أو على الناس اللي بيحبوه. ومع الوقت، المجتمع ككل بيتأثّر، خصوصاً لما بتزيد نسبة الجريمة، فكيف إذا كان البلد بالأصل منهك مثل سوريا؟ الفقر، الحرب، النزوح، وانعدام الأمان، كلها عوامل عم تخلق بيئة مثالية لانتشار التعاطي.


لما شرارة الإدمان بتبلّش، جسد الفرد بينهار، شخصيتو بتتفتّت، وبيتحول لعبد لهالمادة يلي رح تدمّر أولوياته وطموحاته. ومن هون بتبلش مشاكل عقلية ونفسية متل: هلوسات، شكوك، نوبات غضب، اكتئاب، وكتير حالات بتنتهي بالانتحار أو ارتكاب جرائم عنف.


ووقت بتقوى هالشرارة، وبتوصل للمحيط العائلي، بيصير الضغط النفسي والاقتصادي أكبر بكتير، خصوصاً ببلد أكثر من 90% من سكانه تحت خط الفقر (حسب تقرير الأمم المتحدة – 2023)، والحصول على الأدوية والرعاية الصحية صار تحدي يومي، ناهيك عن غياب مراكز تأهيل فعالة أو برامج حكومية لدعم المدمنين المتعافين.


تقرير "المرصد السوري للمخدرات" (2022) بيأكد إنو عدد حالات الإدمان الموثقة بسوريا ارتفع بنسبة 70% خلال خمس سنين، ومعظم المتعاطين من فئة الشباب بين 17 و35 سنة. بس الأرقام الحقيقية ممكن تكون أكبر، بسبب التعتيم الرسمي وانعدام الإحصائيات الدقيقة.


بهالبيئة الشباب المديون بيصير مستعد يعمل أي شي ليسد دينه أو يحصل على الجرعة الجاية. وبهالواقع، ومع ضعف القبضة الأمنية الحقيقية وتفكك المنظومة القضائية، السرقة، النصب، أو حتى الانخراط بتجارة المخدرات بيصير الطريق "الأسهل"، أو بالأحرى "الأرخص" للاستمرار بالإدمان  وبيصير عم ينشر الداء بدل ما يحاربو، وهون الضحية نفسها بتتحول لجلّاد.


المخدرات ما بس بتقتل الجسد .. المخدرات بتقتل الحسّ المجتمعي، وبتقتل وعي الإنسان

 

النهوض من الرماد

رغم صعوبة النتائج اللي ذكرناها ومحدودية الجهود لمكافحة هالظاهرة الا انو في بعض المبادرات المحلية والجمعيات الاهلية عم تشتغل على الجانب التوعوي وتعمل ورشات عمل وحملات توعوية وحتى جلسات نفسي جماعي، وابرزها حملة "لا للمخدرات" ببعض مناطق الشمال السوري اللي بتنظم أنشطة للشباب وبتقدم تدريبات لأهالي الضحايا.


المرصد السوري لمكافحة المخدرات بيشتغل على رصد الانتهاكات المرتبطة بترويج المخدرات وبيقدّم محتوى توعوي عبر منصات التواصل الاجتماعي. في كمان منظمات مجتمعية مثل  "بسمة أمل" او مراكز دعم وتمكين المرأة" اللي عم تدمج قضايا الإدمان ضمن أنشطتها النفسية والاجتماعية، خصوصاً مع تزايد حالات التعاطي عند البنات.


بامكانيات بسيطة واصرار كبير ورغم غياب الدعم الحكومي الناس والجمعيات عم تشتغل.


الوعي، الوقاية والدعم المجتمعي هني الخطوة الاولى والاساسية لنواجه نار المخدرات اللي ممكن تحرق فكرة الأسرة والوطن وتنخر اساسات الشباب السوري اللي سوريا ناطرتو ليساهم بهالمرحلة الحساسة من تاريخ سوريا.

المصادر:

(1)

(2)

(3)

(4) رويترز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق