الجيش السوري في قبضة أنقرة
تركمان سوريا أداة تركيا لاختراق المؤسسة العسكرية السورية
من بعد سقوط نظام الأسد، وتشكل الحكومة السورية الجديدة، صار دور تركيا أكتر من مجرد دعم، وصار في حكي كبير عن مدى تأثيرها عالقرارات السيادية لهي الحكومة.
تركيا كانت من الداعمين للمعارضة خلال سنين الحرب، خاصة من الناحية العسكرية، ولما استلمت المعارضة الحكم، كتير ناس شافوا إنو تركيا صارت "شريك بالحكم"، بس في ناس تانيين شافوا إنو النفوذ التركي صار زايد عن حده، خاصة لما بلشوا يتعيّنوا شخصيات مقربة من أنقرة بمناصب حساسة داخل الجيش والحكومة.
وبهالمرحلة الحساسة، العالم عم تتساءل: العلاقة مع تركيا شو نوعها؟ تحالف استراتيجي؟ ولا تبعية مفروضة بحكم الأمر الواقع؟
تعيينات مفصلية... ووجوه مألوفة
من أوّل الخطوات يلي قامت فيها الحكومة السورية الجديدة بعد استلامها للسلطة كانت إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية، وهاد شي طبيعي بهيك مرحلة انتقالية، بس اللافت إنو كتير من التعيينات وخاصة في المؤسسة العسكرية راحت لناس مرتبطين ارتباط وثيق مع تركيا ومدعومين بشكل مباشر من حكومة أنقرة.
حرامي الجاج "أبو عمشة" قائد الفرقة 62 في محافظة حماة
حرامي الجاج شوفير التراكتور محمد جاسم المعروف بـ "أبو عمشة"، يلي كان فلاح درويش بأطراف دير حافر، وصار فجأة زعيم أكبر عصابة مسلّحة بشمال سوريا، بتشتغل توجيه مباشر من المخابرات التركية. أبو عمشة بعد ما انضم لفرقة السلطان مراد كـ"قائد مجموعة" - هي وحدة من الفرق التركمانية المسلحة المدعومة تركياً - أسّس فرقته الخاصة "السلطان سليمان شاه" الملقبة بـ "العمشات" لتكون فرقة تركمانية جديدة مدعومة من تركيا.
فرقة العمشات، كانت بمثابة شركة أمنية تابعة لتركيا ارتكبت انتهاكات كبيرة في منطقة شمال سوريا خلال سنين الثورة والصراع مع المجموعات الكردية، ومتهمة بقضايا ابتزاز وسرقة وخطف وقتل واغتصاب، وبحسب تقرير لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، دخل "أبو عمشة" السنوي تجاوز الـ 30 مليون دولار أمريكي.
العمشات تورطت كمان بالانتهاكات والمجازر اللي صارت بمنطقة الساحل السوري بآذار 2025، وبدل ما يتم معاقبته واستبعاده من أي منصب قيادي بالجيش الجديد تم تعينه قائد لمنطقة حماة.
فهيم أرطغل عيسى قائد المنطقة الشمالية ونائب وزير الدفاع
فهيم عيسى أو حسب اسمه التركي الرسمي بحسابه على موقع X فهيم أرطغل عيسى وصاحب مقولة: "رح نكسر الأيد اللي بتمتد على هلالنا ونجمتنا (علم تركيا)"، واحد من أهم الأيادي التركية في سوريا، ومن أتباع حزب الحركة القومية التركية اللي زعيمها دولة بهشلي صاحب مقولة: "حلب تركية حتى النخاع".
فهيم أرطغل مؤسس أكبر وأهم فصيل مسلح من المرتزقة تابع لتركيا اسمه فرقة "السلطان مراد". أرسل عن طريقو مئات السوريين للموت في لبييا والنيجر لصالح تركيا. فهيم أرطغل من وطنيته الشديدة حساباته الرسمية على السوشيال ميديا بس بالتركي وأغلب منشوراته طابعها قومي تركي.
سيف الدين بولاد قائد الفرقة 76 في محافظة حلب
سيف الدين أبو بكر أو اسمه التركي "Seyf Polat Ebubekir" التوأم الروحي لأبو عمشة واللي غالبا برافقو بكل المقابلات مع المسؤولين الأتراك.
سيف بولاد هو قائد فرقة "حمزة" والمعروفة بـ"الحمزات".
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على "أبو بكر" مع "أبو عمشة" بـ 17 آب 2023 بسبب ارتكابهن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وتورطهن بجرائم بحق المدنيين بمنطقة عفرين، واعتبرت الخزانة أنو "الحمزات" متورطة بعمليات اختطاف وسرقة ممتلكات وتعذيب، وبتدير مراكز احتجاز فيها مختطفين لفترات طويلة، وبتطلب فدية مشان تطالعهن، وغالبا بتعرضو للاعتداء الجنسي على أيد مقاتلي الفرقة.
الحمزات مسؤولة عن عمليات تنقيب آثار بشكل غير شرعي بشمال سوريا ومتهمة بتجارة الآثار وتهريبها لتركيا وبهاد الخصوص متهمة كمان بتنقيب بالتنسيق مع الفرقة الرابعة بجيش النظام السابق، اللي كان على الطرف المقابل لنقاط المواجهة مع الفصيل، بمنطقة الباب. ووفق اللي وثقه تقرير لمنظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" صار عمليات التنقيب في منطقة تادف جنب الباب، بمحيط الكنيس اليهودي الأثري.
فرقة الحمزات متهمة بقتل الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته بتشرين الأول 2022، وكان للفرقة دور كبير بمجازر الساحل آذار 2025.
أبو عمشة على اليمين وسيف الدين بولاد على اليسار وبالنص دولت باهشلي زعيم حزب الحركة القومية
عمر محمد جفتشي عميد في الجيش السوري
عمر محمد جفتشي الملقب بـ"مختار التركي" اسمه التركي "Ömer Muhammet Çiftçi" تم تعينه كعميد في الجيش السوري حتى بدون ما يكون معو جنسية سورية فهو مواطن تركي من مواليد مدينة عثمانية جنوب تركيا وكان قيادي عسكري في هيئة تحرير الشام.
عرابة إدريس قائد اللواء السادس بالفرقة 52 في المنطقة الشرقية ومحافظة حمص
عرابة إدريس أو الملقب بـ"أبو غازي" قيادي في فصيل "السلطان مراد" وهو المسؤول الأول عن ملف التجنيد (تأمين مرتزقة للأتراك) وعن طريقو تم جمع ملفات المرتزقة اللي كان رح يتم ارسالهن للنيجر، وسبق وانخرط بعمليات إرسال المقاتلين المرتزقة لليبيا وأذربيجان، وكمان اشتغل بعمليات تجهيز عناصر من الفرقة لإرسالهن لأوكرانيا قبل ما تلغي تركيا المشروع بسبب التفاهم مع روسيا ورغبتها تلعب دور حيادي بالنزاع الروسي الأوكراني.
حسب تقارير تورط عدد من العناصر اللي أشرف عليهن في ليبيا بانتهاكات كتيرة، وكانت عملية نقل السوريين المرتزقة عبر معبر كلس باتجاه الأراضي التركية بباصات تركية وبإشراف ضباط أتراك كانوا مرافقينهن.
التركمان السوريين... بين الاستغلال التركي والمشاركة الوطنية
من وقت ما بلشت تركيا تدخل بقوة على خط الملف السوري، حاولت تستثمر بكل الأوراق يلي بتقربها أكتر من القرار السوري، وأهم هالوراق كانت ورقة التركمان السوريين. التركمان، باعتبارهن جزء من النسيج السوري ومجتمع عنده روابط قومية وثقافية مع تركيا، صاروا أداة رئيسية لأنقرة لتقوية نفوذها، خاصة بمناطق الشمال.
بالحكومة السورية الجديدة، بيلاحظ الواحد إنو في نسبة ملحوظة من التركمان استلموا مناصب حساسة، سواء عسكرية أو إدارية. وهاد الشي خلّى كتير من الناس تشوف إنو تركيا عم تحاول تخلق نخبة سياسية وعسكرية موالية إلها، تحت غطاء "تمثيل التركمان"، بس بالحقيقة الهدف أعمق بتجسد بضمان ولاء مباشر لأنقرة، وتوسيع مساحة سيطرتها عالقرار السوري من جوّا.
الأكيد المشكلة مو بتمثيل التركمان بحد ذاته، بالعكس، هني جزء من الشعب السوري ومن حقهن يكون إلهن دور. بس لما التعيين يصير على أساس القرب من تركيا مو على أساس الكفاءة أو الانتماء لسوريا أولاً، ساعتها بيصير في تساؤلات كبيرة: هل الحكومة عم تبني دولة حقيقية؟ ولا عم ترضخ للمشاريع التركية بسوريا المستقبل؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق