الهوية الثقافية السورية تنتصر

رغم كل محاولات طمسها بقصد أو بغير قصد .. لقد انتصرت






الهوية هي مجمل الصفات اللي بتميز شي عن غيرو أو شخص عن شخص تاني أو مجموعة عن مجموعة غيرها.

الهويّة الثقافيّة هي المعبّر الأساسي عن الخصوصيّة التاريخيّة لمجموعة معينة أو أمة معينة، وهي عبارة عن تراكمات ثقافية لهي المجموعة أو الأمة عبر تاريخها، وبتتجسد بعادات وتقاليد اجتماعية وفنية.

مع بداية ظهور مفهوم القوميات كان على السوريين وعلى عجلة تبني هوية قومية في مواجهة الاستبداد العثماني، وكانت القومية العربية هي المشروع الأنضج بهداك الوقت، واللي حاول فيه مؤسسيه اللعب على عامل الدين الإسلامي (العربي) لاستغلال عاطفة شعوب المنطقة ومحاولة دمج اللغة بالدين وتشكيل قومية كبيرة لمواجهة العثمانيين، وكان مشروع القومية العربية مدعوم بشكل كبير من الغرب وخاصة الانكليز اللي كان همهن الوحيد تشكيل أكبر تحالف لمواجهة العثمانيين، فدعمو القوميين العرب ودعمو أحزابهن.





التواجد العربي في سوريا في عهد الأمويين على سبيل المثال ما بيفرق كتير عن التواجد اليوناني والروماني والبيزنطي بالعصور الأقدم فهي الشعوب كلها أضافت شي وتركت شي بالثقافة السورية بدون ما تقدر تمحي الثقافة السائدة الأقدم بشكل كامل، وكان دورها مؤثر بالثقافة السورية ومتأثر منها، يعني سوريا كانت تاخود وكانت تعطي بس الواضح أنها عطت أكتر ما تاخود.





حتى قيام القومية العربية ووصولها للحكم المباشر بسوريا بالعصر الحديث ما كان في أي محاولات جدية ومقصودة لتشويه الثقافة السورية والإرث الحضاري السوري، بس اللي اشتغل عليه القوميين العرب بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي نسب كل شي ممكن للعروبة ومحاولة صنع شي مو موجود.





الهوية الثقافية السورية قدرت تصمد رغم كل محالاوت الإلغاء والتشويه فسوريا بتملك فن موسيقي خاص فيها، وبتملك رفص فلكلوري، ومطبخ مميز، وفن عمارة بنتمي الها بكل تفاصيلو.




كان لهي الهوية الثقافية السورية شخصياتها اللي قدرت تساهم فيها وتغنيها وتترك أثر عن كل السوريين حتى بعد رحيلها، فنزار قباني ممثل حقيقي كان لسوريا بالشعر وقدر يجسد الثقافة السورية باللغة العربية، متلو متل محمود درويش، وكانت فيروز سفيرة الأغنية المشرقية اللي قدرت تترك بصمة عند كل السوريين وفرضت حالها مع الرحابنة جزء مهم من الهوية الثقافية السورية.






الدراما السورية كانت ومازالت من واجهات الهوية الثقافية السورية لشعوب المنطقة الناطقة العربية. وكانت انعكاس للواقع الاجتماعي والثقافي السوري على التلفزيون، فقدرت شخصيات درامية متل خالد تاجا ومنى واصف ودريد لحام وياسر العظمة وحاتم علي وهيثم حقي وغيرها من الشخصيات تكون ركن مهم من أركان الهوية الثقافية للدراما السورية اللي كان الها طابع خاص مختلف بميزها عن أي دراما تانية بالمنطقة.






الهوية الثقافية السورية بكل أوجهها قدرت تبقى صامدة مع الوقت، أنضاف الها كتير مع التقدم والانفتاح الحضاري، والتشويه الايديولوجي الها ما قدر يأثر عليها أكتر من محاولة وضع تسميات مؤدلجة لكل المنتج الثقافي السوري بدون ما يقدر يغير المحتوى والمضمون بس لا شك كانت الحرب الأهلية السورية والتدخلات السياسية والاهمال الحكومي دور سلبي بنوعية المحتوى الثقافي السوري الجديد بدون ما يقدر يمس الهوية بذاتها.

الهوية الثقافية لسوريا هي شبيه بمائدة سورية بتنوعها وألوانها المختلفة. هي سورية وبتأثيرات وإضافات شرقية وغربية بدون ما يلغي هاد الشي هويتها السورية وطعمها السوري الخالص والمميز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title