سلام أم استسلام ؟

على الطريقة العربية هل تعيد اتفاقية سلام حقوقنا ؟






مؤخراً كتر الحكي عن التطبيع العربي الإسرائيلي وخلال شهر واحد اعلنت دولتين عربية التطبيع الكامل وعودة العلاقات مع اسرائيل.

افتتحت الامارات مسلسل التطبيع تبعتها البحرين ويمكن عمان أو السعودية أو قطر على الطريق.

كسوريين ما لازم كتير نعير أهمية لهيك اتفاقيات، فالطرفين أساسا مو بحالة خصام وما صار بينهن أي حرب، على عكس اللي مندرسو ومنتعلمو فحروب 48 و 67 و 73 ما كانت بين العرب والإسرائيليين، لأنو العرب ما كانو خصم بأي وقت لإسرئيل أو عدو بس تسمية سكان بلاد الشام بالعرب عمل الصراع وكأنو عربي - اسرائيلي.

الحشد القومي العربي واللي ابتكرو شخصيات مو عربية بالأساس ما قدر يخرط العرب الحقيقيين بقضية فلسطين، فآخر داعم ومساهم بهي القضية هنن العرب.

موجة القومية العربية كانت مضيعة للوقت وما قدر يستفيد منها أي شعب لا العربي ولا غير العربي وبمقدمتهن المصري والسوري والعراقي، وكانت سبب بوصول أنظمة ديكتاتورية خلطت ما بين القومية العربية وقضية فلسطين، بشعارات متل القدس عربية وستبقى عربية وما شابه.

تركت هي الديكتاتوريات أثر كبير في نفوس هي الشعوب ولدت ردة أفعال سلبية وإيجابية، الإيجابي منها هو نمو الوعي الوطني وكشف زيف العروبة أما السلبي منها فهو النفور من كل القضايا اللي استغلتها هي الأنظمة لاستمرارها، رغم أنو بعضها قضايا انسانية محقة. 

الشعب السوري تاريخياً هو من أكتر الشعوب المسالمة في المنطقة، والمقصود بالشعب السوري هنن سكان سوريا الطبيعية (بلاد الشام) فباستثناء عصر زنوبيا السوريين ما امتدو خارج حدودهن الطبيعية وما اعتدو على شعوب حتى وقت امتلكو القوة والسيادة، وكانو بفضلو التحصن والدفاع وبالبقاء بأرض سوريا، وكانت هجراتهن لمناطق جديدة بغرض الاكتشاف والرغبة بتوسيع النطاق التجاري الهن متل ما عمل الفينيقيين اللي بنو مدن بأوروبا وأفريقيا، وما شهد التاريخ أنو السوريين حاصرو مدن أو اقتحمو أو أبادو أي شعب.

الفلسطينيين هنن أحفاد الكنعانيين السكان الأصليين لأرض فلسطين وهنن من الشعوب السورية اللي ما أجو من أي مكان تاني، على عكس الاسرائيليين اللي بيتدعو انهن السكان الأصليين لفلسطين وهنن من أصول عرقية مختلفة، وما في أي دليل بثبت أنهن العبرانيين اللي استوطنو بأرض فلسطين بوقت من الأوقات وما ممكن يكون أي يهودي هو عبراني وخصوصا أنو في يهود عرب ويهود أفارقة ويهود أوربيين.

ماذا سيجلب السلام للسوريين ؟

متل ما قلنا سابقاً السوريين شعب مسالم محب للسلام بس السلام على الطريقة العربية يعني استسلام كامل واعادة علاقات بدون أي مقابل حقيقي بضمن أي حق من حقوق الشعب السوري وخصوصاً بسيطرة اليمين المتطرف الإسرائيلي على الحكومة الاسرائيلية.

وإذا طلعنا على التجارب المشابهة متل تجربة السلام المصري الإسرائيلي أو الأردني الإسرائيلي، شو الفائدة الاقتصادية مثلاً اللي انعكست على البلدين أو شو اللي اكتسبتو هي الدول بعد كل هي السنين من توقيع اتفاقيات السلام  ؟ ومثال على هاد حاليا الامارات اللي وقعت اتفاقية سلام مع اسرائيل مو قادرة تشتري طيارة أمريكية بسبب رفض اسرائيل بيع أميركا الها !

بكون في رغبة سلام حقيقية عند الاسرائيليين بوجود تنازلات حقيقية عندهن، أما سلام مقابل ولا شي مرفوض شعبياً بغض النظر عن أي سلطة حاكمة موجودة، وخلينا نستفيد من الاتفاقيات السابقة لدول المنطقة مع اسرائيل وما نغلط نفس الغلط اللي عملوه.

وبالنهاية لتحقيق أي سلام حقيقي بين طرفين بيتطلب وجود تنازلات من الطرفين، وخطاب العنف والحرب والإبادة ما بينفع وما بجيب نتيجة، وقبول بعضنا البعض ضروري لتحقيق السلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

after_content

after_title